أفادت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية بأنّ بريطانيا تسعى لمحاسبة المسؤولين عن مجزرة الكيماوي في الغوطة بريف دمشق.
جاء ذلك في بيانٍ نشرته وزيرة شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية أماندا ميلينغ، أمس الأحد، الذي صادف الذكرى التاسعة لذكرى مجزرة كيماوي الغوطة (21 آب 2013).
وقالت "ميلينغ": "الذكرى التاسعة للاعتداء المروع باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة، هي تذكير بالجرائم الشنيعة التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه".
وأضافت في بيانها أنّ "المملكة المتحدة عازمة على السعي لمحاسبة المسؤولين لأجل ضحايا سوريا".
وأمس أيضاً، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً دعت فيه النظام السوري مجدّداً، للإعلان الكامل عن برنامج أسلحته الكيماوية وتدميره، وفقا لالتزاماته الدولية.
وجاء في البيان: "قبل 9 سنوات، في صباح 21 آب 2013، أطلق النظام السوري غاز السارين السام على المدنيين السوريين في منطقة الغوطة، ما أدّى إلى مقتل 1400 شخص، معظمهم من الأطفال".
وجاء في البيان: "نستذكر اليوم هذا الحادث المأساوي ونجدد التزامنا بمحاسبة الجناة"، مردفاً "ندين بأشد العبارات أي استخدام للأسلحة الكيماوية في أي مكان ومن قبل أي شخص وتحت أي ظرف من الظروف".
وقفات احتجاجية في الشمال السوري وأوروبا
نظّم ناشطون سوريون، صباح أمس الأحد (21 آب 2022)، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الروسية في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق.
ورفع الناشطون لافتات كُتبت باللغتين الروسية والإنكليزية تندّد بمساندة روسيا لـ نظام الأسد وارتكابها معه مجازر بحق السوريين، واحتجاجاً على تستّرها عن الجرائم الكيماوية التي ارتكبها "النظام".
كذلك، نظّم ناشطون سوريون في العاصمة الفرنسية باريس، وقفةً احتجاجيةً لتذكير الرأي العام الغربي بضحايا مجزرةِ الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في غوطتي دمشق، منذ تسعةِ أعوام.
واستذكر السوريون، أمس الأحد، الذي صادف الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الكيماوي في الغوطتين، أحداث المجزرة عبر نشر صور ومقاطع فيديو على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بمحاسبة نظام الأسد تحت وسم "#لا_تخنقوا_الحقيقة".
كذلك نظّم الأهالي والمهجّرون في إدلب وريف حلب، وقفات احتجاجية بمناسبة الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي، مطالبين بمحاسبة نظام الأسد، ومشدّدين على رفض "الصلح" معه.
كيماوي الغوطة.. مجزرة بلا دماء
قبل تسع سنوات وتحديداً يوم 21 من آب 2013، شهدت غوطتا دمشق أكبر هجومٍ كيماوي نفّذه نظام الأسد، خلّف مجزرةً مروّعة راح ضحيتها مئات المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، قضوا اختناقاً بالغازات السامة.
وبحسب تقرير الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان الصادر، اليوم، فإنّ ثلث ضحايا الهجوم من النساء والأطفال، وهو ما يظهر نية مبيتة لدى النظام السوري بقتل أكبر عدد من السوريين، مشيراً إلى أنّ الهجوم أدّى إلى مقتل 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 194 سيدة و99 طفلاً.
وبعد أسبوعين من وقوع المجزرة، قالت بريطانيا إنها سترفع تقارير إلى مجلس الأمن، عن شنِّ قوات تابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد هجوماً بأسلحة كيميائية، مطالبةً النظام بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى مكان الهجوم.
اقرأ أيضاً.. بريطانيا: نظام الأسد لديه سجل مروع في استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السور
ورغم أنّ العديد من المصادر الأممية أكّدت أنّ الهجوم الكيماوي بالغازات السّامة التي استعملت في غوطتي دمشق، مصدرها مخازن جيش نظام الأسد، ورغم تأكيد منظمة "هيومن رايتس ووتش" امتلاكها أدلة على أن "النظام" وراء المجزرة، فإن النظام السوري أنكر مسؤوليته، كما أنكر لاحقاً كلّ جرائمه، ويواصل نكرانها، في ظل صمتٍ وتقاعس دولي، دفعه إلى ارتكاب عشرات المجازر وبالغازات السامة أيضاً.
وباعتراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ الصمت والتقاعس الدولي إزاء الهجوم الكيماوي وارتكاب مجزرة الغوطتين، أعطى الضوء الأخضر للنظام السوري، لارتكاب المزيد من المجازر والجرائم.