أعلن برنامج الأغذية العالمي توضيحات بشأن آلية إيقاف المساعدات عن 2.5 مليون شخص من أصل 5.5 ملايين سوري بحاجة للمساعدة، وذلك نظراً لما أسماها "أزمة تمويل غير مسبوقة في سوريا".
وفي بيان وصلت "تلفزيون سوريا" نسخة منه، قال البرنامج إن "التخفيض المذكور سيطبق بما يتناسب مع الاحتياج في كل المحافظات السورية بمختلف مناطق السيطرة"، مضيفاً أنه "يستخدم بيانات الاحتياج المتوفرة لديه لتحديد أولئك الذين سيمنحون الأولوية في الحصول على المساعدات الغذائية".
وأوضح البرنامج الأممي أنه سيتم إعلام العائلات بالتعديلات التي ستطرأ على مساعداتهم الغذائية من حيث التواتر والنوع، في حين ستوجد مكاتب للاستعلام في نقاط التوزيع لشرح التغييرات والإجابة عن الاستفسارات، كما سيتوفر خط ساخن لاستقبال المكالمات.
وأشار إلى أنه "رغم أن كل العائلات التي تحصل على مساعدات من البرنامج هي بحاجة للمساعدة، فإنه وابتداءً من شهر تموز، لن يكون لدينا القدرة على مواصلة مساعدتهم جميعاً بدون تمويل إضافي"، مؤكداً أنه "سيفعل كل ما بوسعه لضمان وصول المساعدات للأسر الأكثر احتياجاً وافتقاراً للأمن الغذائي".
وأكد البرنامج على أنه "بالرغم من هذه التخفيضات سيبقى برنامج الأغذية العالمي من أكبر الجهات المقدمة للمساعدات الإنسانية في جميع المحافظات السورية، وسيواصل التزامه ببذل قصارى جهده لمواجهة انعدام الأمن الغذائي فيها"، لافتاً إلى أنه "سيستمر بتقديم المساعدات الغذائية الطارئة لثلاثة ملايين شخص كل شهر، كما سنستمر بتقديم الوجبات المدرسية والدعم التغذوي للنساء والأطفال والدعم في مجال التعافي المبكر".
345 مليوناً يواجهون انعدام الأمن الغذائي
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه "ليس لديه مورد مستقل، وهو يعتمد على التمويل الإنساني الطوعي"، مشيراً إلى أن "وضع التمويل للبرنامج في سوريا ليس حالة معزولة، حيث إن 345 مليون شخص حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي في 2023، وهو ضعف عددهم في العام 2020.
وأضاف أن "هذا الازدياد في الاحتياج لم تتم مقابلته بتمويل مواز، لذا يقوم برنامج الأغذية العالمي باتخاذ قرارات صعبة بمناطق مختلفة حول العالم، حيث إن جميع عملياته تقريباً تتعرض لتخفيض كبير في حجم المساعدات أو عدد العائلات التي تستفيد منها".
إيقاف الدعم عن 2.5 مليون سوري
وفي بيان له في 13 حزيران الجاري، قال البرنامج إنه "بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى، اتخذ برنامج الأغذية العالمي قراراً بتوسيع الموارد المحدودة للغاية من خلال إعطاء الأولوية لثلاثة ملايين سوري غير قادرين على البقاء من أسبوع إلى آخر من دون مساعدة غذائية، بدلاً من مواصلة المساعدة لـ 5.5 ملايين شخص ونفاد الطعام تماماً بحلول شهر تشرين الأول المقبل".
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في سوريا، كين كروسلي، إنه "بدلاً من التوسع أو حتى مواكبة الاحتياجات المتزايدة، فإننا نواجه السيناريو القاتم المتمثل في سحب المساعدة من الناس، في الوقت الذي هم في أمس الحاجة إليها".
ويعيش السوريون حالة طوارئ بعد 12 عاماً من الحرب التي يخوضها نظام الأسد ضد الشعب السوري والتي مزقت البلاد وتسببت بنزوح وتهجير ولجوء نصف سكان سوريا، ثم تتالت على السوريين كوارث كجائحة "كورونا" والزلزال المدمر في شباط الفائت.
وفي شمال غربي سوريا، يعيش أكثر من نصف السكان على المساعدات الأممية وتلك التي تقدمها المنظمات المحلية، إلا أن الدعم الإنساني الذي تعهدت به الدول لسوريا، وصل منه 10 % فقط في العام 2023، في حين يعيش ملايين السوريين تحت رحمة الفساد الذي تمارسه حكومة النظام السوري، مقابل رواتب حكومية للموظفين لا تزيد على 15 دولاراً شهرياً، وهو مبلغ لا يلبي احتياجات الأسرة لمدة أسبوع، وربع الاحتياجات الغذائية.