icon
التغطية الحية

"بحر بنفسجي" للسورية أمل الزقوط: مزيج حياة اللاجئين وموتهم في البحر

2021.08.24 | 12:08 دمشق

albhr_alarjwany_1.jpg
صوّرت الكاميرا مشاهد فوق الماء وتحته مع صوت مكتوم بفعل غرق الكاميرا ما خلق مزيجاً بين الحياة الموت - IDFA
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

يقدم الفيلم الوثائقي "البحر البنفسجي"، للمخرجة السورية أمل الزقوط، تحدياً لمشاهديه في تجنّب انخراطهم النفسي مع المأساة المروعة التي تتكشف أمامهم، حيث يتكون معظم الفيلم من لقطات تم تسجيلها بكاميرا مقاومة للماء، ربطتها المخرجة بمعصمها بينما كانت تطفو في البحر، بعد غرق القارب الذي كانت تهرب فيه من الحرب في بلادها.

ومثل 300 سوري آخر على متن القارب في ذلك اليوم من العام 2015، دفعت الزقوط أموالاً للمهربين لمساعدتها على الوصول إلى أوروبا والحصول على حياة أفضل، إلا أن القارب غرق وأسفر عن غرق 40 شخصاً في الماء قبالة سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية، وفق مراجعة أجرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية للفيلم.

كانت الزقوط من بين من نجوا، بعد أن صارعت الموت من أجل الحياة، ومن أجل أن يخرج هذا الفيلم للنهاية إلى النور، كاشفا عن مأساة كان من الصعب تصديقها من دون مثل هذه اللقطات الحية، من توثيق ذعر المخرجة ورفاقها على متن القارب الغارق.

تصور اللقطات كيف كان الركاب يحاولون البقاء واقفين على أقدامهم في الماء وهم يرتدون سترات النجاة، وسماع بكائهم ومحاولاتهم طلب النجاة بشكل هستيري من خلال صفارات النفخ، مع رؤية أجساد مختلطة تتلوى في الماء.

 

 

صوّرت الكاميرا مشاهد فوق الماء، وأحياناً تحته مع صوت مكتوم بفعل غرق الكاميرا، ما يخلق مزيجاً بين الحياة الموت، مؤكداً على الشعور بالضياع، ويُسمع صوت الزقوط طوال الوقت.

وتحاول الزقوط في نفس الوقت أن تضفي بهجة داخل الفيلم، رغم المأساة المروعة من خلال حكايات عن ذكريات الوطن قبل الحرب، مع مساحة صغيرة للضحك عندما ذكرت أنها تمكنت من نقل قطتها على متن طائرة متجهة إلى برلين، إلى شريكها في إخراج الفيلم خالد عبد الواحد، قبل مغادرتها سوريا، حيث لا يلزم القطة الحصول على تأشيرة لسفرها.

ووفق "الغارديان"، فإنه على الرغم من أن هذا الفيلم عمل شخصي مثير للإعجاب، إلا أنه ليس فيلماً من السهل مشاهدته، فهنا تتجلى صناعة الأفلام الوثائقية في الفن المرئي، مما يخلق فيلماً يصدمك في الرأس أكثر مما يصيبه، رغم كل المأساة التي يسجلها.