اعتقلت السلطات الألمانية مواطناً سورياً متهماً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال عمله مع "حزب الله" اللبناني في جنوبي سوريا، خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2013.
وقالت النيابة العامة الاتحادية الألمانية، في بيان، أمس الأربعاء، إنه بناء على مذكرة توقيف صادرة عن قاضي التحقيق لدى محكمة العدل الاتحادية مؤرخة في 27 من تشرين الثاني الماضي، اعتقل المواطن السوري (عمار. أ) من قبل ضباط من مكتب الشرطة الجنائية لولاية بادن فورتمبيرغ في منطقة راين نيكار.
وبحسب البيان، فإن المتهم "مشتبه به بشدة- جزئياً، كشريك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال التعذيب والحرمان من الحرية بالإضافة إلى جرائم حرب ضد الأشخاص".
ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011 استعان النظام السوري بـ"حزب الله" اللبناني، لمساعدته في قمع المظاهرات السلمية، ومن ثم شارك الحزب إلى جانب عدد من الميليشيات الإيرانية في المعارك ضد فصائل المعارضة، ارتكبت خلالها مجازر مروعة في صفوف المدنيين.
ما التهم الموجهة إلى المتهم؟
وكان عمار "عضواً في مليشيا حزب الله المحلية في بلدة بصرى الشام (جنوبي) سوريا بين عامي 2012 و2013".
وفي آب 2012، أقدم عمار مع عناصر آخرين في "حزب الله" على اقتحام منازل المدنيين في بصرى الشام شرقي درعا بالقوة وسرقوا العديد من الأغراض، قبل أن يشعلوا النار في المنزل بالكامل بناء على أمر المتهم. وخلال الحادثة، تعرض سكان المنزل للإيذاء الجسدي، وقتل مدني متأثراً بإصابته بطلق ناري، وفقاً للبيان.
ويضيف أمر الاعتقال أنه "في نيسان 2013، اعتقل عمار، مع عناصر آخرين من حزب الله مدنياً في بصرى الشام، وضربوه عدة مرات بالبنادق، قبل تسليمه إلى عناصر المخابرات العسكرية في مدينة أخرى مع معتقلين آخرين".
وشهد عمار تعذيب المعتقلين الثلاثة في مقر المخابرات العسكرية التابع للنظام السوري، الذي تضمن ضرباً بالكابلات الكهربائية، ثم جرى احتجاز الضحايا الثلاثة لعدة أسابيع، تعرضوا خلالها للإيذاء الجسدي الشديد على أيدي حراس السجن.، فضلاً عن ظروف الزنازين الكارثية، بحسب البيان.
ومثل المتهم أمام قاضي التحقيق لدى محكمة العدل الاتحادية، أمس الأربعاء، الذي أصدر بحقه مذكرة توقيف وأمر بتنفيذ الحبس الاحتياطي.
القضاء الألماني يحاكم مجرمي نظام الأسد
يذكر أن ألمانيا قد لعبت دوراً رائداً في محاكمة مجرمي الحرب السوريين بموجب قوانين الولاية القضائية العالمية، التي تسمح للمحاكم بمقاضاة الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في أي مكان في العالم.
ويُحاكم طبيب سوري يشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك تعذيب السجناء في المستشفيات العسكرية في سوريا، في فرانكفورت - وهي أحدث قضية في البلاد بتهم التعذيب بدعم من النظام في الصراع السوري.
كما ألقت السلطات الألمانية القبض على لاجئ سوري في مدينة بريمن، مطلع آب الماضي، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، خلال قيادته ميليشيا محلية تابعة للنظام السوري بين عامي 2012 - 2015.