أحيا الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأربعاء الذكرى العاشرة لاختطاف الصحفي الأميركي والجندي السابق في فوج البحرية أوستن تايس، وكرر دعوة النظام السوري لإطلاق سراحه.
إذ إن تايس المختطف في سوريا في عام 2012 يعتبر المعتقل الأميركي الذي أمضى أطول فترة في الاحتجاز، وبالرغم من كل تأكيدات الإدارة الأميركية بأن النظام السوري هو المسؤول عن مصير تايس، لم يعترف نظام بشار الأسد ولا مرة باحتجاز هذا الصحفي، ولم تحقق الجهود التي بذلت على مدار السنوات العشر الماضية لإطلاق سراحه أي تقدم يذكر.
ولقد التقى والدا تايس، ديبرا ومارك، بالرئيس بايدن في البيت الأبيض خلال شهر أيار وأعربا عن أملهما بالتزام الإدارة الأميركية بالتواصل مع النظام السوري بغية الوصول إلى نقطة تحول في الجهود الساعية لإطلاق سراح ابنهم وإعادته إلى بلده.
وحول ذلك علق أحد المسؤولين في البيت الأبيض قائلاً: "سنواصل السعي على كل الأصعدة، بحيث تشمل تلك المساعي أي شخص وأي مشاركة مباشرة لضمان عودة الأسرى الأميركيين والمظلومين المحتجزين".
كل يوم يمر على الاختطاف.. طويل
وفي تصريح له صدر يوم الأربعاء الماضي، قال بايدن: "يصادف هذا الأسبوع مرور عقد من الزمان على اختطاف الأميركي أوستن تايس في دمشق بسوريا"، وعنه تحدث فقال: "إنه ابن وشقيق، وصحفي استقصائي وضع الحقيقة نصب عينيه وسافر إلى سوريا ليكشف للعالم الثمن الحقيقي للحرب... وإننا نعلم علم اليقين بأنه محتجز على يد الحكومة السورية، ولذلك طالبناها مراراً وتكراراً بالتعاون معنا من أجل إعادته إلى بلده.. ولهذا أطالب سوريا في الذكرى العاشرة لاختطافه بإنهاء كل ما يحدث ومساعدتنا على إعادته إلى بلده.. وذلك لأن عائلة تايس تستحق أن يصلها أي جواب عنه، والأهم من ذلك أنها جديرة بلم شملها مع أوستن على جناح السرعة، وذلك لأن مدة عشر سنوات طويلة فعلاً، وكذلك كل يوم يمر على تلك الحادثة".
إلا أن والدة تايس، ديبرا، بالرغم من أنها أثنت على تصريحات بايدن ووصفتها بأنها: "الأدق والأصدق والأخلص" لكنها تساءلت عن عدم تحقيق أي تقدم بشأن مسألة تحرير ابنها، وذلك منذ لقائها بالرئيس في شهر أيار الماضي، حيث أشارت للمفاوضات التي تجري مع النظام السوري بقولها: "متى سنتبع أوامر الرئيس أي الأمر التنفيذي المؤلف من أربع مراحل، والمقصود بذلك أن نجتمع معهم ونسمع منهم ونعرف ماذا يريدون ثم نتعاون معهم؟"
الحكومة الأميركية مشغولة
وحول الذكرى السنوية لاختفاء ابنها، علقت تلك الأم بقولها: "إنني أفكر بأوستن فحسب، وأتخيل كيف يمكن أن يؤذيه كل ذلك، عندما يكتشف، يوم الأحد القادم، وتصبح الحقيقة واضحة جلية أمام عينيه، بأنه تُرك هناك لمدة عشر سنوات، إذ من الظلم أن يحيي هذه الذكرى وهو ما يزال رهن الاحتجاز، وذلك لأن الرئيس حصل على تفويض قبل ثلاثة أشهر ونصف، ولكنا مازلنا نعمل حتى نرتب لعقد اجتماع، فهل يعقل هذا؟ أرى بأن مشاغلهم تمنعهم حتى من التظاهر بأنهم يحاولون أن يعقدوا اجتماعاً، لكن الأجدر بهم أن يتوجهوا للسوريين مباشرة ويطلبوا منهم عقد اجتماع".
يذكر أن قضية النجمة بريتني غرينر التي حظيت باهتمام كبير في الولايات المتحدة خلال هذه السنة، وأثارت الكثير من الجدل حول صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا، توضح "كيف يمكن للأمور أن تنجح إن كانت الحكومة الأميركية تريد لها ذلك"، حسبما ذكرت ديبرا تايس، التي أضافت: "إن تلك الأمور توضح بأن حكومة الولايات المتحدة ترغب بالفعل بالقيام بأهم ثلاثة أمور تتصل بتحرير شخص محتجز، وهذه الأمور هي التدخل والتفاوض والتنازل، ولكن طوال تسع سنوات، عرفت بأن الولايات المتحدة لم تفعل أياً من تلك الأمور، بيد أن أهم شيء لابد لنا أن نضعه نصب أعيننا هو أن هذا النقاش لا يتصل بالسياسة الخارجية... بل يتعلق بمواطن أميركي يجب أن يعود إلى بلده وأهله، وذلك لأن أوستن مايزال ينتظر، وهو على يقين من أن حكومة بلاده ستفعل كل ذلك، ولهذا أظن أن هذا اليوم سيكون صعباً عليه".
المصدر: أكسيوس