بدأت مكاتب حزب البعث وصفحات إعلامية موالية للنظام بحملتها الانتخابية لترشيح رئيس النظام بشار الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة مستخدمة هذه المرة طرقاً جديدة ووسائل اختلفت عن السنوات السابقة بسبب تغير الظروف.
وكان ملاحظاً وفق مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا في اللاذقية أن حملة هذا العام انطلقت بشكل موسع على وسائل التواصل الاجتماعي واعتمدت على بث شائعات تتعلق بأخبار عن تحسن الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة القادمة، وعزم رئيس النظام بشار الأسد التفرغ لمكافحة الفساد وزيادة رواتب الموظفين الذين يشكلون النسبة الكبرى في الساحل السوري، بالإضافة إلى الترويج لمشاريع ضخمة في الساحل السوري خلال الفترة المقبلة.
ومن المشاريع التي تروج لها هذه الصفحات والمواقع مثل "بيعة أبدية للسيد الرئيس بشار الأسد" هي الحديث عن مشروع كهربائي ضخم في اللاذقية سيبصر النور بعد عدة أشهر، ولن يكون هناك أي حاجة لقطع التيار الكهربائي بحسب تلك الصفحات.
كما تزامنت هذه الشائعات مع نقل تصريحات لمسؤولي النظام تتعلق بحل مشكلة الخبز، والاتفاق مع روسيا لإيصال إمدادات دائمة إلى حكومة النظام، إذ تم ربط هذه التصريحات بالحملة الانتخابية لبشار الأسد من خلال إظهارها كنوع من الانفراج.
وفي السياق ذاته، أكد عضو "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي أن صور رئيس النظام بدأت تنتشر في الساحات والمعالم الرئيسية في مدن الساحل بعبارات لافتة منها "معاً نحو عودة سوريا"، "مع الأسد إلى طريق الإصلاح"، "معك عالحلوة والمرة" و"يريدون رحيلك ما نرضى بديلك".
وأضاف "جبلاوي" في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا، أن الفرق الحزبية بدأت عقد ندوات في المراكز الثقافية تروج بأن "سوريا بدأت التعافي بعد انتصارها العسكري على الإرهاب"، وتبرز أن الأسد بدأ بحربه ضد الفاسدين وتدعو لدعمه.
وفي هذا الصدد يؤكد الناشط أن النظام بدأ بإنشاء صفحات على موقع فيس بوك مثل "بيعة أبدية للسيد الرئيس بشار الأسد"، في حين بدات صفحات أخرى نشر قصص خرافية عن بطولات "الأسد" وأبيه وتذكير الموالين بصمود سوريا، وأن ما تمر به هو بسبب رفض آل "الأسد" خضوع سوريا للدول الأجنبية.
كما بدأت بعض الصفحات التي يديرها إعلاميون مقربون من النظام بطرح مقالات رأي ذكر بعضها أن القطاع الزراعي سيتحسن خلال الأشهر المقبلة بفضل خطط وضعها رئيس النظام بشار الأسد، وأن هناك تحركاً عربياً لفك الحصار عن سوريا بعد الانتخابات المقبلة.
في حين حاولت مواقع إعلامية تابعة للنظام مثل "طرطوس اليوم" امتصاص غضب الموالين من ارتفاع الأسعار بشكل كبير وانهيار الليرة السورية إلى أدنى مستوياتها بالتأكيد أن رئيس النظام سيتدخل، وسيعود سعر صرف إلى ما كان عليه سابقاً.
وكان نظام الأسد بدأ حملته الانتخابية هذه الدورة بداية من مدينة طرطوس في بداية شهر شباط الفائت عبر ندوة عقدتها "رابطة خريجي العلوم السياسية في سورية" دعت خلالها إلى تأييد ترشح رئيس النظام بشار الأسد لدورة انتخابية جديدة.
اقرأ أيضاً: ما موقف فرنسا وألمانيا من الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا؟
أسماء وأبناء بشار في الصور:
وبشأن أسباب اعتماد نظام الأسد على بث الإشاعات في الساحل السوري والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام، رأى عبد الرحمن مكن من أهالي مدينة جبلة النازحين، أن نظام الأسد يحاول امتصاص نقمة أهالي الساحل السوري من جراء الأوضاع المعيشية التي يعيشونها، وهو يدرك أن مواليه في هذه المنطقة هم السند الأكبر له خلال الانتخابات المقبلة، مضيفاً أن أي تحرك في هذه المنطقة ضد هذه الأوضاع سيحرج "الأسد" كثيراً، لذلك نراه يحاول خداعهم بالإشاعات ويسعى لتهدئة الوضع المتفاقم.
اقرأ أيضاً: جمال سليمان: إجراء النظام للانتخابات في هذه الظروف "موقف سافر"
ويؤكد "مكن" في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت متنفساً للسوريين، وتكشف مدى سوء الأوضاع، ويشير في الوقت ذاته أن النظام من خلال هذه الوسائل بات يدرك حالة الاحتقان التي وصل إليها الأهالي، ولذلك بدأ يستعمل سلاحاً مضاداً من خلال إنشاء صفحات مضادة تعد بتحسن الأوضاع، وتنشر إشاعات وتتحدث عن أمور لا يمكن تصديقها، مثل عودة سعر الصرف إلى ماكان عليه قبل بعد الانتخابات ورفع الحصار وغيره.
من جانبه يرى الناشط في مدينة اللاذقية أحمد اللاذقاني، أن الخطاب الانتخابي لرئيس النظام هذا العام لم يتغير كثيراً عن الأعوام السابقة مثل رفع صور بشار الأسد في الساحات العامة والمؤتمرات الحزبية ونشر قصص وعبارات عن الصمود والتصدي، مضيفاً: "المميز في هذه الحملة فقط ترافق صورة بشار الأسد مع زوجته أسماء وأبناء بشار الأسد، وغياب صورة والده حافظ الأسد، وهذا الأمر مفهوم لمحاولة تكريس عائلة الأسد للسنوات المقبلة".
اقرأ أيضاً: نحو حملة لمواجهة انتخابات الأسد الرئاسية
ورغم ذلك لا يتوقع اللاذقاني أن تشهد الأوضاع أي تغير عن السنوات السابقة ولا سيما في الساحل السوري الذي ورغم سوء الأوضاع فيه لن يتمكن أحد سوى الخضوع للإجراءات والتعبير عن تجديد البيعة بفضل القبضة الأمنية وانتشار سلطة ميليشيات الأسد الطاغية في الساحل.
وسبق أن قام مجموعة من الناشطين من أبناء محافظة السويداء قبل أيام، بكتابة عبارات على بعض الجدران في المدينة تؤكد على عدم شرعية الانتخابات الرئاسية المقبلة.
اقرأ أيضاً: كتابات جدارية في السويداء تؤكد على عدم شرعية الانتخابات الرئاسية