انتشر مصطلح الدولار المجمد بشكل لافت في دول منطقة الشرق الأوسط التي غاصت في نزاعات وحروب طوال السنوات الماضية، وبرز بشكل واضح منذ حرب الخليج الثانية عندما تعرضت البنوك للنهب، وزاد انتشاره مع حربي العراق وليبيا.
قال موقع "الليرة اليوم" المتخصص بأخبار الاقتصاد إن تجميد الأموال وتجميد الأصول هو منع صاحب المال من التصرف فيه خارج دائرة قضائية. ويكون ذلك بفرض حكم قضائي أو غيرها من الوسائل القانونية المتاحة لتجميد الأرصدة تمنعه من التصرف في أمواله بعضها أو كلها.
وأشار الموقع إلى أنّ الولايات المتحدة اضطرت بعد تورط عدد من دول المنطقة بنزاعات، وتعرض بعض البنوك للنهب والسرقة، لاتخاذ إجراءات صارمة متمثلة بإبطال قيمة الأرصدة المنهوبة وفقًا للأرقام التسلسلية التي تمتلكها. وتمكنت من تعميم هذا الإجراء بعد أن وصلتها أرقام الدولارات المسروقة إما من أصحابها أو بطرق استخبارية.
وأضاف أنّ تجميد الأموال لا يقتصر على عمليات النهب والسرقة، بل يمكن استخدامه كعقوبة اقتصادية أو كورقة ضغط ضد دولة أو جهة ما بهدف إجبارها على الرضوخ وتقييد سيولتها، كما حدث في ليبيا وإيران.
ما هو سعر الدولار المجمد؟
إن كل التعاملات التجارية وعمليات بيع وشراء الدولار المجمد هي مخالفة للقانون وتعرض صاحبها لعقوبات وملاحقة قضائية، ورغم ذلك تنتشر في مجموعات التواصل الاجتماعي والمجموعات الخدمية، منشورات ينشرها مجهولون يروجون لبيع الدولارات المجمدة.
ويعرض هؤلاء في غالب الأحيان أسعارا تتراوح بين نصف إلى ثلثي القيمة الحقيقية أي أن كل 100 دولار مجمدة تباع بـ 50 أو 70 دولارا أميركيا.
مع ذلك، يمكن أن يُقدم بعض النصابين على طرح هذه الأموال بأسعار قريبة من سعر الصرف في السوق، لكنها أرخص من أي سعر آخر معروض، وذلك من دون توضيح أنها أموال مجمدة، وذلك وفقاً لما نقله موقع "الليرة اليوم".
أكثر المناطق التي تشهد انتشارا للدولار المجمد
ينتشر الدولار المجمد بشكل كثيف في كل من تركيا والأردن والعراق وليبيا وسوريا ودول أخرى. ويتم بيعه عن طريق سماسرة وعصابات أو شبكات تهريب.
لكن هذا لا يعني عدم وجوده في دول أخرى، حيث تمكنت بعض العصابات من تهريب كميات كبيرة من الدولارات المجمدة إلى بلدان أخرى بقصد الاحتيال على الآخرين وبيعها لهم.
استخدام الدولار المجمد كشماعة لتصريف الأموال المزورة
يذكر موقع "الليرة اليوم" أن هناك عمليات نصب ذات طابع مختلف، حيث يدّعي النصاب أنه يمتلك دولارات مجمدة ويعرضها للبيع بمبلغ مغري، لكنها تكون في الواقع ليست أكثر من أموال مزورة لا قيمة لها. ويمكن القول إن الدولارات المجمدة هي طعم باتت تستخدمه العديد من شبكات تزوير الأموال للنصب على السذج من الناس.
ويختلف الدولار المجمد كثيرا عن الدولار المزور، فالدولار المجمد هو دولار مطبوع بشكل نظامي وله رقم تسلسلي لكن قد تم حظر التعامل به بسبب عمليات السرقة أو ما شابه. أما الدولار المزور فهو ذاك الذي يتم تصنيعه بالمواصفات التي يتطلبها إعداد الدولار الحقيقي ولكنه لا يحتوي على الأرقام التسلسلية النظامية.