ندّد بابا الفاتيكان فرنسيس، اليوم الأحد، باستغلال اللاجئين في الدعاية السياسية، وذلك خلال زيارته إلى جزيرة "ليسبوس" اليونانية، التي تعد مدخلاً رئيسياً لطالبي اللجوء إلى أوروبا.
وبحسب وكالة "رويترز" فإن البابا فرنسيس أبدى أسفه لأنه لم يتغير أي شئ فيما يتعلق بقضية الهجرة منذ زيارته السابقة، قبل خمس سنوات، قائلاً إن البحر المتوسط الذي شهد غرق الآلاف في محاولة العبور من شمالي أفريقيا إلى أوروبا، ما يزال "مقبرة مروعة بلا شواهد قبور".
وأضاف أنه من السهل استثارة الرأي العام ببث الخوف من الآخرين، مشيراً إلى أن من يرفضون طالبي اللجوء "يتخاذلون عن الحديث بنفس الحماسة عن استغلال الفقراء والحروب وصناعة السلاح".
وأشارت "رويترز" إلى أنه لليوم الثاني على التوالي يوجّه البابا نقداً قاسياً لمن يستغلون أزمة الهجرة لأغراض سياسية، مردفةً أن جزيرة "ليسبوس" أصبحت رمزاً لمحنة اللاجئين.
واستأنف البابا زيارته إلى جزيرة قبرص التي وصل إليها، الخميس الماضي، بالدعوة لمزيد من التسامح والانفتاح على المهاجرين الفارين من الاضطهاد في بلادهم.
وبحسب موقع "مهاجر نيوز" قال البابا قبيل زيارته إنه يعتزم نقل 50 طالب لجوء إلى إيطاليا، وذلك كبادرة ترمز إلى إمكانية إيجاد حلول لملف المهاجرين، حيث شغلت زيارته المؤسسات والمنظمات المتابعة لشؤون الهجرة واللجوء.
وأتت الزيارة في وقت تشهد فيه أوروبا مزيداً من التشدد فيما يتعلق باستقبال مهاجرين جدد، وسط تقارير عن ارتفاع عمليات إعادة بعض الدول اللاجئين إلى دولهم الأصلية، بالإضافة إلى سعي أوروبا لدعم بولندا في موقفها من أزمة طالبي اللجوء على حدودها من خلال السماح للسلطات باحتجاز المهاجرين لأشهر.
وكان بابا الفاتيكان قد زار جزيرة "ليسبوس"، في العام 2016، ونقل معه 12 لاجئاً سورياً إلى إيطاليا، وعاد إلى الجزيرة خلال زيارته هذه في زيارة سريعة ضمن جولة تستمر خمسة أيام في قبرص واليونان للقاء لاجئين في مخيم "مافروفوني" الذي يعيش فيه نحو 2300 شخص.