تتعاون وزارة الثقافة التابعة للنظام السوري، والمديرية العامة للآثار والمتاحف، مع المتحف الوطني بعُمان، لترميم القطع الأثرية السورية، بإشراف خبراء روس.
وجاء هذا التعاون بعد اتفاق بين النظام وعمان، التعاون "لإحياء وعرض مئات القطع الأثرية السورية التي تعرضت للتدمير بسبب النزاع في سوريا، وهذه القطع جرى نقلها إلى عُمان، حيث ستخضع لعملية ترميم دقيقة".
ومن المقرر للمتحف الوطني في عُمان المزود بمختبر متخصص وخبرات يقدمها له خبراء روس في مجال الآثار أتوا من متحف الإرميتاج، أن يعرض القطع الأثرية.
وتشمل الاتفاقية المبرمة بين النظام السوري وعُمان عمليات الترميم التي ستخضع لها القطع الأثرية، إضافة لترميم مواقع تاريخية، مثل قلعة حلب.
يذكر أن أسماء الأسد قد سيطرت من خلال "الأمانة السورية للتنمية" على عمليات ترميم الأسواق والأماكن الأثرية والمواقع التاريخية في سوريا، وأعلنت في عام 2019 بأن الحرب على سوريا "هي حرب ثقافية تستهدف تراث البلاد المادي واللامادي"، متجاهلة بذلك عشرات الغارات التي نفذتها قوات النظام السوري وروسيا على مواقع أثرية في تدمر وحلب وإدلب وبصرى وغيرها، لدرجة دفعت اليونيسكو إلى تصنيف بعض المواقع ضمن قائمة المواقع الأثرية المهددة.
عين روسيا على الآثار السورية
وعلى النقيض من الادعاء الروسي بالحرص على التراث والآثار السورية، يعمل الروس على إنشاء عمليات تنقيب عن الآثار في المنطقة الوسطى من سوريا بهدف نقلها إلى الأراضي الروسية تحت إشراف خبراء روس، كما عمدت القوات الروسية إلى تحويل الخبراء السوريين إلى مراقبي عمال في مواقع الآثار، ضمن عقود أبرمت بين الطرفين ليتم إخراج القطع الأثرية وترحيلها عبر الطيران.
يذكر أن الآثار في سوريا تتعرض للسرقة والنهب من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية ومختلف أطراف الصراع، وكشفت مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا" في وقت سابق عن استمرار عناصر ميليشيا "حزب الله العراقي" بالتنقيب عن الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ونقلهم لقطع أثرية إلى العراق.
وفي سياق متصل، لا بد من تسليط الضوء على دور مسقط في إعادة تأهيل الأسد، إذ منذ اندلاع الحرب في سوريا بقيت عُمان الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تقم عملياً بأي تحرك دبلوماسي ضد دمشق، وبعد تجميد الجبهات وإعلان الأسد عن انتصاره المزعوم، سعت عُمان لأداء دور أكبر في مساعدة سوريا على الاندماج من جديد في الحظيرة الدبلوماسية الأوسع وإعادة إعمار بناها التحتية المتداعية. ولكن القيام بذلك في حين تفرض الولايات المتحدة عقوبات قاسية على سوريا، يُرتِّب على مسقط إرساء توازن حذر بين جهودها الرامية إلى كسب نفوذ في دمشق وبين روابطها القوية مع واشنطن
المصدر: BNN