icon
التغطية الحية

انتقادات لمحاضر في جامعة أدنبرة بسبب معلوماته المضللة عن أوكرانيا وسوريا

2022.06.01 | 13:45 دمشق

تيم هيورد برفقة المدونة الموالية للأسد فانيسا بيلي والناشط بيرز روبنسون
تيم هيورد برفقة المدونة الموالية للأسد فانيسا بيلي والناشط بيرز روبنسون
وورلد فيو - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تعرض تيم هيورد وهو أستاذ جامعي يدرس النظرية السياسية البيئية بجامعة إدنبرة لانتقادات كثيرة على مدار سنوات وذلك لنشره معلومات مضللة ونظريات المؤامرة من خلال منشوراته وتغريداته على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك من خلال مقالاته الأكاديمية.

وقد جوبه هيورد مرات عديدة بسبب مزاعمه حول النزاع في سوريا الذي امتد لأحد عشر عاماً، لا سيما بعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في عام 2015 لإنقاذ بشار الأسد.

وهذا الأستاذ الجامعي هو عضو مؤسس لجمعية "مجموعة العمل بشأن سوريا والدعاية والإعلام" والتي تنكر جرائم الحرب، ومن بينها الهجمات الكيماوية القاتلة التي نفذها نظام الأسد، وتهاجم الناشطين السوريين والمنقذين لدى منظمة الخوذ البيضاء. وأحد مؤسسي هذه الجمعية ينكر ما حدث في 11 أيلول، ويروج لنظرية المؤامرة التي تقوم على ما تمارسه الولايات المتحدة في الخفاء. كما أن الأعضاء في تلك المجموعة يتواصلون مع المسؤولين الروس، ولدى أحدهم مراسلات مطولة عبر البريد الإلكتروني مع شخص اعتقد أنه جاسوس روسي، ولذلك طلب من هذا الجاسوس الذي يعرف باسم "إيغور" معلومات مضللة بهدف تشويه سمعة الناشطين والأكاديميين والصحفيين.

أما اليوم، فيرى طلاب هيورد في جامعة إدنبرة بأنه يستغل محاضراته لطرح معلومات مضللة حول سوريا، وقد وسع من تلك المعلومات لتشمل الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث قام بإعادة نشر تغريدة تشتمل على معلومات مضللة كتبها مسؤولون روس بهدف التستر على جرائم الحرب، وقد شمل ذلك القصف الروسي الذي استهدف جناح التوليد في مشفى للأطفال بماريوبول.

بشار الأسد ونظريات المؤامرة

كانت طموحات وتوقعات ماريانجيلا أليخاندرو، وهي طالبة تاريخ وسياسة، عالية عندما سجلت لحضور مادة هيورد حول "المواطنة".

ولكنها تخبرنا أنها بعد حضورها لدروسه على مدار بضعة أسابيع، أصبحت الأمور "غريبة" حسب وصفها وذلك لأنه: "ينتقل من الحديث عن الأسواق المالية العالمية والفقر إلى مجال نظريات المؤامرة حول بشار الأسد وروسيا".

وفي محاضراته التي حصلت عليها بي بي سي، ينشر هيورد نظرية المؤامرة التي يقدمها ليشوه سمعة منظمة الخوذ البيضاء أو ما يعرف بالدفاع المدني، ضمن مشروع عمل عليه طوال سنين مع فانيسا بيلي وهي ناشطة تابعة لنظام الأسد، كما عمل بالتوازي مع الروس على تأكيد المزاعم التي تقول بإن المنقذين لهم يد في تلفيق الهجوم بغاز الكلور الذي استهدف مدينة دوما القريبة من العاصمة السورية في نيسان 2018 .

وفي إحدى محاضراته، هاجم هيورد التقرير الرسمي الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي خلص إلى وجود "أسس منطقية" تشير إلى استخدام غاز الكلور في مبنى قتل فيه 43 شخصاً.

ولذلك خرج بحجة "هو قال وهي قالت" ليعطي نظرية المؤامرة التي يروج لها سلطة مماثلة لذلك التقرير.

إذ تزعم إحدى الروايات بأن الخوذ البيضاء ساعدت في إنقاذ الضحايا وتقديم أدلة وشهادات حول الهجوم الكيماوي في دوما الذي وقع في السابع من نيسان عام 2018.

إلا أن البعض انتقد الخوذ البيضاء لقيامها بتمثيل الحادثة لتقدم رواية كاذبة يمكن أن تحث الغرب على مهاجمة النظام السوري، ومايزال الجدل حول تلك القضية قائماً حتى الآن.

تخبرنا ماريانجيلا أليخاندرو بأنها خرجت من المحاضرة وهي تفكر بأن ذلك "يمكن أن يكون صحيحاً" وذلك بالنسبة لتمثيل المنقذين في منظمة الخوذ البيضاء للهجوم على دوما، وبقيت كذلك إلى أن ناقشت الموضوع مع صديق سوري.

وفي رد على أسئلة بي بي سي، أكد هيورد بأن كل ما يفعله هو أنه يحاضر حول وجوب أو عدم وجوب القبول بإحدى تلك المزاعم بناء على سلطة أحد الأفراد في منظمة ما، وذكر بأنه أوضح للطالبة بأن هذا ينطبق عليه هو أيضاً.

إلا أن ماريانجيلا تشرح ما جرى بقولها: "إنه يؤطر سوريا وكأن ما تقوله مجموعة العمل صحيح، دون أن يستمعوا إلينا".

كيف "فقدنا إنسانيتنا" بالنسبة لأوكرانيا

كانت كفيتكا بيرينينتس، وهي طالبة أوكرانية في جامعة إدنبرة، تتابع بقلق أخبار الغزو الروسي لبلدها عندها رأت التغريدات التي قام هيورد بإعادة نشرها وهي تصف القصف الذي استهدف مشفى ماريوبول بأنه مجرد "أخبار مغرضة".

ففي إحدى تلك التغريدات المعاد نشرها أعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة بأنه لم يكن هنالك مرضى في المشفى وبأن الجيش الأوكراني استخدم المشفى كقاعدة عسكرية، بالرغم من مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص ما بين امرأة وطفل في ذلك القصف، أو مفارقتهم الحياة بعد أيام بسببه.

تحدث هيورد لبي بي سي فقال: "إنني أؤيد ما ورد في البيان الذي أرفقته بالتغريدة، وهي أننا يجب أن نسعى جاهدين لنسمع كلا الطرفين" وتابع بالقول بإنه "من غير المؤكد" تعرض مشفى التوليد للقصف من قبل الطائرات الحربية الروسية.

إلا أن كفيتكا بيرينينتس رفضت فكرة هيورد القائمة على سماع كلا الطرفين، وقالت: "إن اللحظة التي نبدأ فيها بالمساواة بين كلا الطرفين في تلك الرواية هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا، وذلك لأن المعتدي، وهو روسيا في هذه الحالة، يجب ألا يمنح المنبر نفسه الذي يعطى لمن يعانون من العدوان".

وتخبرنا كفيتكا بيرينينتس بأنها تحدثت إلى المسؤولين في الجامعة حول ما يعيد هيورد تغريده، دون أن يصلها أي رد منهم.

أفكار مشوهة عن سوريا

يخبرنا الدكتور نادر هاشمي وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة دينيفر وباحث زائر لدى جامعة كامبريدج بأن ما يعلمه هيورد لطلابه عن سوريا مخيف، ويقول: "إنه يصوغ محاضراته بلغة العدالة والمواطنة العالمية، حتى تبدو موضوعية، وأعتقد أنه متورط جداً بنشر مجموعة من الأفكار المشوهة إلى حد بعيد من خلال التدريس".

بيد أن جامعة إدنبرة أكدت بأنها في الوقت الذي تلتزم فيه بالحرية الأكاديمية، فإنها تتبنى "رأياً صارماً ضد نشر المعلومات المضللة" وتشجع الطلاب على الإبلاغ عن أي شيء يقلقهم.

غير أن القائمين على تلك الجامعة دعموا ما صرح به هيورد من أن تغريداته ومشاركته في مجموعة العمل من أجل سوريا والدعاية والإعلام منفصلة تماماً عن عمله ومسؤولياته الأكاديمية.

في حين تحدث جيمي هيبورن، وهو وزير التعليم العالي في اسكوتلاندا، بأنه من غير المقبول أن يحاول أحدهم تكرار المعلومات الروسية المضللة حول أوكرانيا، ولكنه قال بإن الجامعات "هي المسؤولة الوحيدة عن الشؤون الداخلية لمؤسساتها ويندرج تحت ذلك سلوك كوادرها".

أين أصبحت "مجموعة العمل" اليوم؟

منذ أن تم الكشف في ربيع عام 2018 عن الأنشطة التي تمارسها "مجموعة العمل" التي شارك هيورد بتأسيسها، وبأنه هو وزملاؤه ينكرون الهجمات الكيماوية التي استهدفت دوما، تفرق معظم أعضائها المبرزين.

فقد ترك بيرز روبنسون، وهو أحد من ينكرون أحداث 11 سبتمبر وفيروس كورونا، جامعة شيفيلد وهو يقيم في برلين اليوم، حيث يتواصل بشكل دائم مع أحد المسؤولين الروس حول تلك الحملات.

أما بول ماكيغو، وهو عالم رياضيات يدرس في جامعة إدنبرة، وقد أنكر هذا الرجل وقوع هجوم بغاز السارين في شمال غربي سوريا قتل بسببه نحو 90 مدنياً وتعرض المئات لإصابات وذلك في نيسان عام 2017، فقد ابتعد عن أنظار العامة بعدما افتضح أمر مراسلته لجاسوس روسي عبر البريد الإلكتروني.

في حين طردت جامعة بريستول ديفيد ميلر بعد شكاوى رفعت ضده لنشره مواد معادية للسامية خلال محاضراته، وهو يقدم اليوم برنامج "تسريبات من فلسطين" لصالح قناة إخبارية تلفزيونية تابعة للحكومة الإيرانية.

 المصدر: وورلد فيو