البث المباشر
رغم أن تأشيرة السفر إلى تركيا قد أصبحت من أصعب التأشيرات بالنسبة للسوريين، خصوصاً للمقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري ولبنان، إلا أن الكثيرين يتقدمون بطلب الحصول على تأشيرة عبر دعوات تأتيهم من ذويهم الحاصلين على الجنسية التركية أو المقيمين فيها ولديهم إذن عمل أو لديهم شركة أو إقامة دراسية.
ومع انقطاع السبل بالسوريين وعدم تمكن اجتماع العائلات المشتتة بين سوريا وبلدان اللجوء في أنحاء العالم، يبقى هناك أمل بسيط بإمكانية الحصول على تأشيرة السفر إلى تركيا، وفق ما قالت "أم إبراهيم" لموقع تلفزيون سوريا".
النتيجة غير مضمونة
ورصد موقع "تلفزيون سوريا" العديد من الأشخاص الذين ينتظرون نتائج تقديم الفيزا عبر مكتب تعاقدت معه السفارة التركية ببيروت لتهيئة الأوراق قبل إرسالها.
ومع أن أكثر من 90 بالمئة من الطلبات تعود بالرفض، إلا أن جميع من التقينا بهم، قالوا إن هناك فرصة لتقديم الطلب الذي يكلفهم مبلغاً ضخماً جداً، مقارنة مع الدخل في سوريا، وحتى بالنسبة لأبنائهم المقيمين في تركيا.
وتريد أم إبراهيم أن تزور ابنها الذي في تركيا منذ 12 عاماً ويعمل في مجال هندسة المعلوماتية بعد أن تخرج من الجامعة وحصل على الجنسية التركية.
وقالت أم إبراهيم إن الأوضاع المالية كانت لا تسمح لنا بالسفر إلى أي مكان قبل عدة سنوات، وكان نغلب أشواقنا عبر السكايب واتصالات الواتساب.
وأضافت أن ابنها أرسل لها دعوة لزيارته في العام الماضي، لكنها لم تحصل على التأشيرة بسبب رفض طلبها بالحصول على التأشيرة.
وبينت قائلة: "أصبت بخيبة أمل كبيرة جداً، وغلبتني دموعي لأكثر من 4 أيام، لقد منعوني من رؤية ابني، فقط زيارة وعودة وعلى حسابنا لن أبقى في تركيا غير أسبوع واحد".
ولفتت أم "إبراهيم" إلى أن كلفة تجهيز الأوراق وصلت كلفتها "من سوريا إلى لبنان وحجز موعد وقيمة التأشيرة مع الصور وبقية الأوراق أكثر من 450 دولاراً (أكثر من 6 ملايين ليرة سورية) حرفياً خربان بيت".
وتابعت أم إبراهيم "تقدمت بطلب جديد هذه السنة لكنها لم تحصل على النتيجة بعد، وأرجو من الله أن يتم قبولي لرؤية ابني، اشتقت له كثيراً".
ما الأوراق المطلوبة؟
وبحسب الموقع الرسمي لمكتب الفيزا الذي تعتمده السفارة التركية في بيروت، فإن الأوراق المطلوبة للحصول على تأشيرة إلى تركيا هي:
· جواز السفر، على الأقل ساري المفعول لمدة ستة أشهر بعد التاريخ المقصود من المغادرة، على الأقل اثنتين من صفحات فارغة ومتاحة للاستخدام.
· صورتان شمسيتان على خلفية بيضاء، آخر 6 أشهر من تاريخ التقاطها على الأكثر (40mmx55mm).
· استمارة طلب التأشيرة مع توقيع (متوفر في الاستمارات القابلة للتنزيل).
· وثيقة السجل العدلي (غير مطلوبة في حال تحت سن 18 سنة).
· تذاكر الطائرة.
· حجز فندقي أو دعوة (اذا كان تقديم الطلب عن طريق دعوة، فيجب إرفاق وثائق الشخص الذي قام بطلب الدعوة التي تحتوي على معلومات إقامته "عقد إيجار، طابو أو بيان إقامة" ووثائق الدعم المالي كشف حساب مصرفي, بيان عمل).
· المستندات المالية الداعمة: كشف الحساب المصرفي يجب أن يكون بالنسخة الأصلية ومختوم وموقع (مع حركة المرور على الأقل في الأشهر الثلاثة الأخيرة) وبيان من صاحب العمل أو الشركة التي يعمل بها مقدم الطلب (يجب أن يتضمن اسم مقدم الطلب واللقب ورقم جواز السفر والدور والراتب) أو إثبات ملكية مصدق أصولاً من كاتب العدل العام (النوتر).
نسخة عن وثيقة الزواج مع بيان قيد النفوس للأسرة (إذا كان أحد الوليين لم يتقدم لطلب تأشيرة الدخول ووجود متقدمين دون السن القانوني +18 عاماً فيجب إرفاق موافقة من الولي الذي لم يتقدم للطلب مصدقة من كاتب العدل. لأحد الوليين الذين لم يتقدموا لطلب التأشيرة يجب عليهم تقديم موافقة سفر لأبنائهم تنص على موافقتهم لطلب التأشيرة والسفر. مصدقة من كاتب العدل).
إن الوثائق التي قد تحسن حالة طلب التأشيرة فيما يلي:
· إذا كان مقدم الطلب قد خرج من قبل، فعليه تقديم نسخ صفحات جواز السفر ذات الصلة من جواز السفر القديم والجديد.
· وثيقة ملكية للممتلكات في تركيا، إن وجدت.
رفض مرتين
وأمام مكاتب الترجمة المحلفة في دمشق، يقف الكثير من الذين يُجهزون أوراقهم من أجل التقديم على تأشيرة السفر إلى تركيا في المكتب ببيروت.
والتقى موقع "تلفزيون سوريا" بالعديد منهم، حيث أكّد أكثر من شخص أن طلبات التأشيرة بالغالب تكون مرفوضة، لأن هناك نسب فساد كبيرة بموضوع الفيزا، حيث يصل سعر التأشيرة المضمونة للشخص لنحو ألفي دولار مع وجود دعوة، وما بين 3 و4 آلاف دولار للتأشيرة بدون دعوة.
وقال نضال سيروان (73 عاماً)، إن لديه ابنين يقيمان في تركيا منذ نحو 10 سنوات، الكبير يعمل طبيباً ولديه جنسية، وابنته ربة منزل ولكن زوجها لديه شركة.
وأضاف سيروان لموقع "تلفزيون سوريا" أن طلبه رفض لمرتين حتى الآن، وينوي أن يقدم المرة الثالثة الآن، لذلك يحضر أوراقه.
وأوضح قائلاً: يعني لا يوجد أي سبب لرفض طلب التأشيرة فنحن نحضر جميع الأوراق بشكل كامل وندفع كل التكاليف، إلا أن ابني يقول إن سبب الرفض سابقاً كان بسبب الانتخابات الرئاسية التركية.
وتابع أن تكاليف الأوراق في سوريا لا تصل لـ 50 دولاراً للشخص الواحد، إلا أن الكلفة تبدأ من وقت السفر إلى بيروت، فالمطلوب منك هو "إخراج قيد وبيان عائلة وختم المختار وختم البلدية وكلفة هذه الأوراق لا تتجاوز الـ 30 ألف ليرة سورية".
وأكمل سيروان أن ترجمة هذه الأوراق لدى الترجمان المحلف تصل لـ 100 ألف ليرة، وبعدها تحتاج تصديق من العادلية بـ 35 ألف ليرة، ومن ثم بوزارة الخارجية بـ 50 ألف ليرة، وطباعة الأوراق المرسلة من تركيا مع الأوراق المستخرجة من سوريا تصل لـ 100 ألف ليرة.
وتصل كلفة سيارة من دمشق إلى بيروت والعكس بـ 100 دولار (1.3 مليون ليرة) و100 دولار أخرى للعودة، ولديك 7 آلاف ليرة خروج من سوريا على الشخص الواحد.
وعن طريق العودة إلى سوريا بعد تسليم الأوراق يقول سيروان، إن "كل مواطن سوري مطلوب منه تصريف 100 دولار بسعر البنك المركزي، يعني راح من قيمتها 25 دولاراً على الأقل".
وختم حديثه قائلاً:"قالولنا انتظروا لبعد الانتخابات باعتبار صار الرفض قبلها مرتين، بس هل لح ننقبل هالمرة، ابني مو كتير واثق خصوصاً مع المشاكل يلي صايرة هلق هنيك وقلي في انتخابات تانية بعد شي 6 شهور".
تكاليف إضافية
ويواجه من يريد السفر إلى لبنان لأجل الحصول على تأشيرة لأي سفارة، من صعوبات أخرى، مثل طلبات مفاجئة، إحضار ورقة أصلية وليس صورة عنها لكشف الحساب البنكي، وصور جديدة غير التي يحملها طالب التأشيرة، وكل ذلك يزيد على سعر الطلب.
وقالت ميساء عبد الهادي لموقع "تلفزيون سوريا"، إنها تقدمت بطلب حصول على تأشيرة تركيا للسفر إلى من أجل عقد حفل زفافها على خطيبها.
وأضافت عبد الهادي، أن هناك تكاليف غير متوقعة، فقد ارتفعت أسعار التأشيرة التركية إلى 185 دولاراً للدخول لمرة واحدة، والمتعددة وصل سعرها إلى 335 دولاراً.
ولفتت إلى أنهم لا يقبلون الأوراق المترجمة في سوريا، فيمزقون الأوراق التي لدينها ويطلبون منها ترجمتها في المكتب بكلفة 24 دولاراً للورقة الواحدة.
وبينت أن خدمة ملء الطلب هي 10 دولارات، وتصوير المستندات دولار واحد، وخدمة الرسائل القصيرة دولار واحد، والصورة بـ 10 دولارات، ويأخذون أيضاً خدمة بريد لإرسال جواز السفر بعد النتيجة بما يقدر بـ 35 ألف ليرة لبنانية (2.5 دولار).
