icon
التغطية الحية

انتخابات أوروبا.. الاتحاد المسيحي يتصدر واليمين المتطرف ثانياً في ألمانيا

2024.06.10 | 07:19 دمشق

زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" فريدريش ميرتز (د ب أ)
زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" فريدريش ميرتز (د ب أ)
ألمانيا - محمد حسن
+A
حجم الخط
-A

تصدر الاتحاد المسيحي المحافظ انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في ألمانيا يوم الأحد، حيث حصل على أكثر من 30 في المئة من أصوات الناخبين، وتبعه حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي حقق نتائج غير مسبوقة وحل بالمركز الثاني، في حين تراجعت أحزاب ائتلاف "إشارة المرور" الحاكم وخاصة حزب الخضر الذي تعرض لخسارة مدوية.

وفي الانتخابات التي جرت من 6 إلى 9 من حزيران الجاري، صوّت مواطنو الاتحاد الأوروبي في 27 دولة، لاختيار 720 عضواً سيمثلونهم في البرلمان الأوروبي الذي سيحدد مستقبل القارة بشأن العديد من القضايا، على رأسها الأمن والدفاع والمناخ واللجوء.

وجرت عملية التصويت في ألمانيا يوم الأحد 9 حزيران، وكان يحق لنحو 61 مليون مواطن انتخاب ممثليهم في البرلمان الأوروبي الجديد البالغ عددهم 96 عضواً، حيث ترشّح 35 حزباً ومنظمة سياسية للانتخابات. وللمرة الأولى في ألمانيا، سُمح أيضاً لمن هم في سن 16 و17 عاماً بالتصويت، وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 65.0 في المئة، وهي نسبة أعلى قليلاً من عام 2019.

الاتحاد المسيحي يتصدر

وبعد إغلاق مراكز الاقتراع، أظهرت التوقعات شبه النهائية التي نشرتها القناة الألمانية الثانية (ZDF) منتصف ليل الأحد أن "الاتحاد المسيحي" في ألمانيا الذي يضم حزبي "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" والحزب "المسيحي الاجتماعي" حصلا على نسبة 30.3 في المئة من أصوات الناخبين.

وحصل "الاتحاد المسيحي" على 29 مقعداً في البرلمان الأوروبي، ويرجع سبب فوزه بالانتخابات في المقام الأول لكبار السن، حيث حصل على نسبة 39 في المئة من أصوات الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر.

وعلى الرغم من تحقيقه فوزاً كبيراً على المستوى الاتحادي، إلا أن التوقعات أظهرت فرقاً واضحاً في الأصوات التي حصل عليها بين الولايات الشرقية والغربية، إذ حصل على 32.4 بالمئة من الأصوات في الولايات الغربية، في حين حصل فقط على 20 في المئة منها في الولايات الشرقية.

وقال زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتز، إن "النتيجة بالنسبة للاتحاد المسيحي هي تشجيع كبير لمواصلة عمله في الأسابيع والأشهر المقبلة". مضيفاً "لقد قمنا بحملة انتخابية رائعة".

واعتبر نائب رئيس كتلة "الاتحاد المسيحي" في البرلمان الألماني ينس شبان من "الحزب الديمقراطي المسيحي" أن "نتائج الانتخابات الأوروبية تمثل صفعة لأحزاب ائتلاف إشارة المرور الحاكم".

وقال إن "هذه الحكومة لم تحكم في القضايا الحاسمة في البلاد منذ أكثر من عام". مضيفاً أن "الائتلاف الحاكم في خلاف داخلي دائم، ولهذا السبب فإن حكومة جديدة ومختلفة ستكون أفضل شيء لألمانيا".

صعود تاريخي لليمين المتطرف

وفي حين طغت على الحملة الانتخابية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الفضائح التي أحاطت بمرشحيه الرئيسيين ماكسيميليان كراه المتهم بالتجسس لصالح المخابرات الصينية، وبيتر بيسترون، المتهم بغسيل الأموال والرشوة. ومع ذلك حصل على نسبة 15.8 من الأصوات وحل بالمركز الثاني على مستوى ألمانيا بعد "الاتحاد المسيحي"، وهو أعلى مستوى تاريخي له.

ورغم كل الفضائح التي لحقت به خلال الحملة الانتخابية والتي تسببت بطرده  من "مجموعة الهوية والديمقراطية" في البرلمان الأوروبي، إلا أن الحزب تمكن من تحسين نتائجه مقارنة بعام 2019، حيث حصل في ذلك الوقت على 11 في المئة من الأصوات. 

وتمكن حزب "البديل" من الحصول على 16 مقعداً بالبرلمان الأوروبي، وصوّت له 19 في المئة من إجمالي الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، ووفقاً لتحليل أجرته القناة الألمانية الأولى (ARD) فقد حصل الحزب على 12 في المئة من أصوات الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً.

وبحسب القناة الألمانية الثانية (ZDF)، فقد حقق الحزب اليميني الشعبوي فوزاً ساحقاً في الولايات الشرقية، وتصدر قائمة الأحزاب بحصوله على 28.5 في المئة من أصوات الناخبين هناك، في حين حصل في الولايات الغربية على 13.2 في المئة من الأصوات وهي تعتبر أيضاً نتيجة عالية.

ويتوقع رئيس  الحزب تينو كروبالا بعد هذه النتيجة، إجراء مفاوضات مبكرة حول الكتلة التي سينضم إليه حزبه في البرلمان الأوروبي. وقال لقناة (ZDF) "أنا واثق جداً من أننا سننتمي إلى كتلة، فحجم حزب البديل كبير، وسوف تكون هناك حاجة إلينا إلى حد ما، ومن المقرر أن تجرى المفاوضات في الأيام القليلة المقبلة". 

أحزاب الائتلاف الحاكم تخسر

أما الأحزاب المنضوية في ائتلاف "إشارة المرور" الحاكم، والتي تضم كلاً من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر أو كما يُعرف بالحزب (الليبرالي)، فقد تلقت خسارة واضحة وفقاً للتوقعات شبه النهائية.

وحقق "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" وهو حزب المستشار الألماني أولاف شولتز، أسوأ نتيجة له على الإطلاق في الانتخابات على مستوى البلاد، وحصل فقط على 14 في المئة من الأصوات. وذلك مقارنة بانتخابات عام 2019، حيث بلغت النسبة حينها 15.8 في المئة.

وتراجع حزب الخضر على وجه الخصوص بشكل كبير جداً في تفضيل الناخبين، فقد حصل على نسبة 11.9 في المئة من الأصوات، وهي أقل بكثير من النتيجة القياسية التي حققها في عام 2019 والتي بلغت حينها 20.5 في المئة. كما حصل الحزب "الديمقراطي الحر" على نسبة 5.1 في المئة، وهي أقل مقارنة بـ 5.4 في المئة في عام 2019. 

لماذا خسر الاشتراكيون؟

ووفقاً لتحليل (ARD)، يبدو أن أحزاب "إشارة المرور" لم يتمكنوا من إقناع العديد من الناخبين بقضاياهم الأساسية، حيث لعبت مسألة "الحرب والسلام" دوراً رئيسياً في الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، حتى إنها قدمت المستشار أولاف شولتز على أنه "مستشار السلام"، لكن مع ذلك، لم يكن أي من هذين الأمرين مقنعاً، على الرغم من أهمية القضية بالنسبة للعديد من الناخبين.

وفيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية، لم يعد لدى البعض ثقة كبيرة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أو في قدرته على حل المشكلات. وبحسب شهادة سياسيين من الحزب فإن "أداء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدا أسوأ مما عليه في الانتخابات الأوروبية لعام 2019".

ووصف الأمين العام للحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، كيفن كونرت أداء حزبه في الانتخابات الأوروبية بالمرير. وقال لقناة (ARD) "إنها هزيمة قاسية بالنسبة لنا اليوم، وعلينا أن نصلح أنفسنا، ولا ينبغي البحث عن كبش فداء، بل يجب التعامل مع النتيجة بأمانة".

خسارة مدوية للخضر وخيبة أمل

من جهتها، أعربت قيادة  حزب الخضر  عن خيبة أملها من أداء الحزب في الانتخابات الأوروبية. وقالت زعيمة الحزب ريكاردا لانغ، لقناة (ARD) "إذا نظرنا إلى نتيجتنا، علينا أن نقول بوضوح شديد إنها غير مرضية للغاية، فليس هذا هو الطموح الذي ذهبنا به إلى هذه الانتخابات".

وبحسب تحليل القناة فإن "حزب الخضر يعاني من حقيقة أن قضيتهم الأساسية المتمثلة في حماية المناخ، لم تعد تمثل القوة الدافعة الرئيسية، وذلك على عكس ما حدث في عام 2019 حين كانت هذه القضية إلى حد ما أهم موضوع بالنسبة لمؤيديهم". وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك شائعات من دوائر الحزب بأن كثرة الشعارات المناخية قد تنفر الناخبين.

بدوره قال الزعيم المشترك لحزب الخضر أوميد نوريبور لقناة (ZDF) إننا "لسنا راضين عن هذه النتيجة، ويتعلق الأمر الآن بتقييم الأرقام في الأيام المقبلة واستخلاص الاستنتاجات الصحيحة". ونظراً لخسائر أطراف ائتلاف إشارة المرور الحاكم في ألمانيا، دعا نوريبور إلى تقليل الخلاف العام بين هذه الأطراف.