icon
التغطية الحية

اليونسكو تضيف 24 موقعا جديدا لقائمة التراث العالمي في عام 2024

2024.08.02 | 18:02 دمشق

بعض الأوابد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو - المصدر: الإنترنت
بعض الأوابد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو - المصدر: الإنترنت
The Telegraph- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في عام 2024، أضيف 24 موقعاً جديداً إلى قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ليصبح عدد المواقع فيها 1223 موقعاً، تمتد من حدود الإمبراطورية الرومانية في رومانيا إلى مناجم الذهب في جزيرة سادو اليابانية، مروراً بالريف المائي وهو عبارة عن أراض شاسعة تشتمل على مستنقعات في اسكوتلاندا، وكذلك بمنتزه لينسويس مارنيانسيس الوطني وهو عبارة عن مساحة تغطيها كثبان رملية ساحلية لونها أبيض، وتقع في شمال شرقي البرازيل.

في تشرين الثاني من عام 1972، وفي اجتماع عقد بباريس، تبنى المؤتمر العام لليونسكو معاهدة التراث العالمي والتي تعبر عن التزام بحماية الأصول الطبيعية والثقافية في مختلف أنحاء المعمورة. وبعد مرور ست سنوات على ذلك، جرت المصادقة على أول ستة مواقع للتراث العالمي، وضمن سبع دول، شملت المواقع الاثنا عشر جزر أرخبيل غالاباغوس ومتنزه يلوستون الوطني وساحة كراكوف.

وبعد مرور أكثر من خمسين عاماً، ازداد عدد المواقع التي انضمت لتلك القائمة لتشمل مساحات شاسعة من الغابات المعمرة والكنائس المزينة بلوحات جدارية تعود لأيام عصر النهضة، وتوزعت تلك المواقع على 168 دولة. وفي عام 2024، وبمناسبة انعقاد الاجتماع السادس والأربعين للمنظمة بمدينة دلهي الهندية، قرر الأعضاء إضافة 27 موقعاً جديداً مقترحاً، ضمن أحدث ما أضيف لهذه القائمة، إلى جانب تقييم وضع المواقع القديمة فيها.

وبالعودة إلى عام 1978، كان بوسع من لديه الوقت والمال الكافي أن يزور جميع مواقع قائمة اليونسكو، ولكن الآن، عند البحث والاختيار بين الآثار القديمة، والمنتزهات الوطنية ومراكز المدن، ومع ازدياد عدد مواقع السياحة السوداء المرتبطة بالمآسي الإنسانية، للتعرف على الأماكن التي تستحق الزيارة، أضحت زيارة كل تلك المواقع مهمة مستحيلة، ولهذا سنختار هنا الأفضل والأسوأ من بين تلك المواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.

 

المواقع الجديدة التي بلغ عددها 24 والتي أضيفت لقائمة مواقع التراث العالمي في عام 2024

اسم الموقع

البلد

النوع

صحراء بادين جاران- أبراج الرمال والبحيرات

الصين

موقع طبيعي

محور بيجين المركزي: تجمع مباني يظهر التنظيم المثالي للعاصمة الصينية

الصين

موقع ثقافي

مجمع برانكوي الأثري في تارغو جيو

رومانيا

موقع ثقافي

المشهد الثقافي لبحيرة كينوزيرو

الاتحاد الروسي

موقع ثقافي

حدود الإمبراطورية الرومانية- داسيا

رومانيا

موقع ثقافي

حكمتانه

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

موقع ثقافي

مواقع من إرث نيلسون مانديلا في حقوق الإنسان والتحرير والمصالحة

جنوب أفريقيا

موقع ثقافي

منتزه لينسويس مارنيانسيس الوطني

البرازيل

موقع طبيعي

ميلكا كونتور وبالشيت: مواقع أثرية ومواقع حفريات في مرتفعات أثيوبيا

أثيوبيا

موقع ثقافي

موائل الطيور المهاجرة على ساحل البحر الأصفر- خليج بوهاي في الصين

الصين

موقع طبيعي

المويدامات: مدفن سلالة آهوم الملكية

الهند

موقع ثقافي

مستوطنات الكنيسة المورافية

الدنمارك، ألمانيا، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، أيرلندا الشمالية، الولايات المتحدة الأميركية

موقع ثقافي

بو فرابات، شاهد على تقليد سيما الحجري في العصر الدفارافاتي

تايلندا

موقع ثقافي

البلاط الملكي في تيبيلي

بوركينا فاسو

موقع ثقافي

مناجم الذهب في جزيرة سادو

اليابان

موقع ثقافي

دير القديس هيلاريون/ تل أم عامر

دولة فلسطين

موقع ثقافي

تجمع الأبنية في سشويرين

ألمانيا

موقع ثقافي

تو إينوا إيناتا - جزر ماركيساس

فرنسا

مختلط

التراث الأثري لتجمع كهوف منتزه نياه الوطني

ماليزيا

موقع ثقافي

المشهد الثقافي لموقع الفاو الأثري

المملكة العربية السعودية

موقع ثقافي

ظهور السلوك البشري العصري: مواقع الاحتلال في العصر الجليدي بجنوب أفريقيا

جنوب أفريقيا

موقع ثقافي

الريف المتدفق

المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية

موقع طبيعي

مدينة جيدي التاريخية وموقعها الأثري

كينيا

موقع ثقافي

أم الجمال

الأردن

موقع ثقافي

فيا آبيا ريجينا فياروم

إيطاليا

موقع ثقافي

كهف فيترنيتسا، رافنو

البوسنة والهرسك

موقع طبيعي

 

المواقع الرابحة والخاسرة

على الرغم من صغر مساحة إيطاليا نسبياً، فإن فيها مواقع بوسع المرء زيارتها في كل أسبوع من السنة، وتتراوح ما بين المواقع الثقافية الهامة (مثل مركز مدينة فلورنسا التاريخي، وساحة الدومو في مدينة بيزا) مروراً بالجزر الإيولية التي تغمرها أشعة الشمس، والقمم الشاهقة لجبال دولوميت التي لا يشبهها شيء في الوجود، إذ بفضل هذه المواقع، إلى جانب ما أضيف منها في هذا العام، أصبحت إيطاليا تنافس الصين بفارق ضئيل على المرتبة 59 ضمن قائمة اليونسكو.

يعلل كثيرون سبب كثرة الجبال في الصين إلى مساحتها الشاسعة، إذ تمتد المواقع التي تجذب السياح على طول البلاد وعرضها، بدءاً من حصن قصر بوتالا في التيبت، وصولاً إلى القبور التي تشبه الأهرام في كوغوريو على الحدود مع كوريا الشمالية. وخلال عام 2024، أضيفت صحراء بادين جاران، التي تحتل ثلث مساحة الصين، بيد أن مساحات شاسعة تفصل تلك المناطق الجميلة عن بعضها، إذ يحتاج المرء لقيادة السيارة لأكثر من يومين ونصف اليوم بشكل متواصل حتى ينتقل من موقع لآخر.

وبالمقابل، تحتل أوروبا موقعاً رائعاً بين الأوابد، فهي موطن لأكثر المناطق السياحية والتاريخية زيارة في العالم (ويشمل ذلك المواقع التذكارية للحرب العالمية الأولى إلى جانب الجبهة الغربية في فرنسا وبلجيكا والتي دخلت القائمة في عام 2023)، كما تعتبر أوروبا المكان الأقل ازدحاماً بالسكان، إذ إن نسبة مواقع التراث العالمي بالنسبة لعدد السكان أعلى مما هي عليه في الصين أو إيطاليا.

ومن بين الدول الأوروبية السباقة في هذا المضمار نذكر كرواتيا وبلغاريا (بوجود عشرة مواقع فيهما)، وتشتمل مناطق الجذب السياحي هناك على شلالات بحيرات بليتفيتش في المنتزه الوطني بكرواتيا، ومدينة نيسيبار في بلغاريا التي يعود تاريخ إنشائها لثلاثة آلاف عام خلت، والتي يختلط فيها متحف المدينة القديمة بالشوارع المرصوفة بالحجارة، والكنائس البيزنطية، والأسوار الأثرية، والبيوت الخشبية التي تعود للقرن الثامن عشر.

ولكن مع ذلك، ومع كل موقع يتمتع بوضع الحماية، ثمة موقع آخر حذف تماماً من القائمة، وهنالك 28 دولة ليس فيها أي موقع للتراث العالمي، ففي دولة بوتان حيث تتشبث الأديرة بالجبال الوعرة وبأساليب حياة قديمة تعود لقرون خلت وسط الوديان التي يلفها الضباب وتنتشر فيها طيور مالك الحزين السوداء، هنالك الكثير من التاريخ البصري الذي نصادفه عند كل منعطف، من دون أن يحظى أي شيء فيها باعتراف اليونسكو حتى الآن (على الرغم من وجود ثمانية مواقع على قائمة الانتظار التي تضم المواقع المرشحة لدخول القائمة)، ولذلك يامل لازاري إيلوندو آسومو، مدير مركز التراث العالمي بتصحيح هذا التفاوت، إذ يقول: "ستصبح تلك أولويتنا مستقبلاً، إذ على الرغم من المكانة المرموقة التي تحتلها القائمة، ما تزال لا تمثل التنوع الذي يعبر عن كل دول العالم".

أفضل المواقع في بريطانيا

من برج لندن وحتى مقابر العصر الحجري الحديث والدوائر الحجرية في أوركيني، أصبح لدى المملكة المتحدة 35 موقعاً يحظى باحترام كبير ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، وثمة خمسة مواقع أخرى على قائمة الانتظار. في السابق كان لدى بريطانيا  عدد أكبر من مواقع التراث العالمي، ولكن في عام 2021 خسرت ليفربول موقعها ضمن القائمة بعد أن شطبتها اليونسكو منها متذرعة بالتطورات التي شهدتها تلك المدينة التي تتمتع بواجهة بحرية، فضلاً عن التدهور الخطير الذي لحق بالمنطقة المحمية (وذلك بعد أن كانت هيئة التراث الانكليزية أول من أعرب عن مخاوفه إزاء ذلك في عام 2012).

وهذا يعني بأنه أصبح لدى بريطانيا الآن خمسة مواقع مدرجة ضمن القائمة، وتقع في شمالي إنكلترا، وتشمل موقعاً يقع على حدود الإمبراطورية الرومانية، إلا أن السياح قليلاً ما يزورونه، إذ إن 112 ألف سائح فقط يزورون سنوياً حصن هاوستيد الروماني الذي كان يعد المحطة الأشد ازدحاماً على سور هادريان.

أما مناطق الريف الغربي فتستقبل عدداً أكبر من السياح، إذ يؤم الملايين كل عام منطقتي دورسيت وشرقي ديفون حيث يوجد الساحل الجوراسي. وفي اسكوتلاندا أيضاً مواقع مهمة ومبعثرة فيها مثل مدينة إدنبرة القديمة والجديدة، وشبكة الأبنية القرمزية للجسر الرابع، كما أضيف إلى قائمة التراث العالمي في عام 2024 موقع يشتمل على أراضي مستنقعات في منطقة الريف المائي.

بيد أن أربعة من المواقع البريطانية التي دخلت قائمة التراث العالمي غير موجودة في المملكة المتحدة، إذ إن الجزر البعيدة الموجودة في المحيط الهادي والأطلسي دخلتا تلك القائمة، وكذلك الأمر بالنسبة لكهف غورهام الذي سكنه إنسان نيندرتال والموجود في جبل طارق والمدينة الملونة بألوان قوس قزح والتي تعرف باسم مدينة القديس جورج في برمودا.

المواقع التي سجلت خروجاً من قائمة التراث العالمي

تعتبر المدينة المحرمة في بيجين أكثر موقع للتراث العالمي يؤمه السياح في العالم، إذ يحتشد نحو 15 مليوناً في باحات تلك المدينة ومعارضها كل عام، ولكن في الوقت الذي تزور حشود كبيرة مناطق جذب سياحي تحمل اسماً كبيراً مثل بحيرة البندقية وبرج لندن، ثمة مواقع بالكاد أن تجد فيها سائحاً واحداً.

فأثيوبيا التي تضم 12 موقعاً من أصل 108 مواقع مسجلة في أفريقيا (أضيف أربعة منها منذ مدة قريبة خلال عام 2024)، لا يزورها أكثر من مليون سائح بالسنة، على الرغم من احتوائها على كنائس أسطورية نحتت في الصخر خلال القرنين الثاني والثالث عشر. والمؤسف هو أن ما لا يقل عن موقع واحد من المواقع الموجودة في هذا البلد قد خرج عن الخدمة بسبب الاضطرابات الأهلية التي تحدث هناك، بما أن الوضع يتطور بشكل مستمر بحسب ما أعلنه مكتب وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية. وفي هذه الأثناء، نصحت مؤسسات حكومية بعدم زيارة مواقع التراث العالمي الموجودة في ثماني دول بينها أوكرانيا واليمن وإيران.

وكما يوحي الاسم، فإن الجزيرة التي تعرف باسم الجزيرة التي لا يمكن الوصول إليها وكذلك جزيرة غوغ من المستحيل زيارتهما، على الرغم من تصنيفهما ضمن مواقع التراث العالمي التابعة للملكة المتحدة، لأن هذه المنطقة تعتبر جزءاً من إقليم ما وراء البحار في جنوبي المحيط الأطلسي، كما أن ميناءهما لا يفتح أبوابه إلا خلال أيام قليلة في السنة، ولا يمكن الوصول إليهما إلا من تريستان دي كوهنا (والتي يحتاج المرء أن يبحر إليها لمدة سبع ساعات من كيب تاون). وبعد تلك الرحلة الشاقة والحصول على إذن من الحكومة المحلية، يكتشف السياح مناظر طبيعية بكر لم تصل إليها المخلوقات الغازية، بل تقطنها مخلوقات متوطنة مثل طائر Inaccessible Rail وهو أصغر طائر في العالم غير أنه لا يجيد الطيران.

تقل صعوبات زيارة بعض مناطق التراث العالمي الموجودة في بلدان افتتحت تلك الأماكن منذ فترة قريبة للسياحة، ومن بينها القلعة مترامية الأطراف التي تعرف باسم الطريف وهي قلعة طينية تمتد داخل العاصمة القديمة لأول دولة سعودية، وتقع شمال غربي مدينة الرياض، وقد أصبح هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2010، وافتتحت أبوابه أمام الزوار في أواخر عام 2022. وهنالك أيضاً الغابة العذراء في منتزه إنفيدو الوطني بالغابون، والتي يوجد فيها شلالات هادرة وفيلة وغوريلا وخنازير النهر الأحمر (وبالطبع لا يمكن استكشاف تلك المنطقة إلا سيراً على الأقدام).

مناطق التراث العالمي التي خسرناها أو قد نخسرها

على الرغم من عدم تعرض أي من المواقع الثمانية الأوكرانية الموجودة في القائمة للدمار بسبب النزاع الدائر حالياً، يراقب القائمون على التراث العالمي وضع تلك المناطق بالأقمار الصناعية، إذ في عام 2023، أضيف المركز التاريخي لأوديسا على ساحل البحر الأسود إلى كل من القائمة الطويلة وقائمة التراث العالمي المهددة بالخطر والتي تخضع لإجراءات طارئة. وخلال أحدث اجتماع لتلك اللجنة، أضيف موقعان أوكرانيان إلى قائمة المواقع المهددة بالخطر وهما كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف (والتي أضيفت للقائمة عام 1990)، ومدينة لفيف التي أقيمت في أواخر العصور الوسطى وهي أكبر مدينة في غربي أوكرانيا.

قد تخلف الحرب آثاراً مدمرة على أنفس وأثمن آثار البلد وأوابدها، وهذا ما يلقي بظلاله السلبية على الروح المعنوية التي تصبح هشة في زمن الحرب، وهذا ما يدركه ألوندو آسومو من خلال عمله في مالي، بما أنه شغل منصب نائب رئيس اليونسكو، ولهذا يقول: "لقد دمر المتطرفون التراث حتى يسيطروا على المجتمعات وحتى ينقلوها لمكان آخر، لأن تدمير التراث الثقافي ليس تدميراً للحجر فحسب، بل تدمير لهوية الشعب".

خلال السنوات الأخيرة من العقد الماضي دمر تنظيم الدولة كثيراً من المواقع التاريخية في سوريا والعراق لأنها تروج لعبادة الأصنام على حد زعم مقاتلي التنظيم، ومن المناطق التي دمروها مدينة تدمرالأثرية التي بقيت تحتل قلب البادية السورية طوال آلاف السنين، لكنها خسرت كثيراً من معابدها وقبورها وأوابدها في عام 2015، وقبل 15 عام تقريباً، دمرت حركة طالبان في أفغانستان تماثيل حجرية عملاقة لبوذا تعود للقرن السادس الميلادي، وتعرف باسم آثار باميان، وكلا الموقعين، أي تدمر وباميان أصبحا اليوم ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي المهددة بالخطر، والتي تضم 56 موقعاً بحاجة للترميم والصيانة بصورة عاجلة.

لا يعتبر النزاع المشكلة الوحيدة التي تعترض أنفس الأوابد في العالم، لأن معظم الآثار والمواقع المهمة تتعرض لمشكلات بيئية، وأهما التصحر الذي يهدد محمية ريو بلاتانو في المحيط الحيوي لهندوراس، كما تضر نوعية المياه وحرائق الغابات بالنظام البيئي الهش في منتزه إيفرغليد الوطني بالولايات المتحدة على سبيل المثال.

ويعلق على ذلك إيلوندو آسومو بقوله: "أظهرت الدراسات التي أجريناها بأن التغير المناخي أضر بثلث مواقع التراث العالمي تقريباً، وسيضحي التغير المناخي أكبر تحد ومشكلة خلال السنوات القادمة، في حال عدم فرض سياسة للحد منه، وعدم إقامة نظام مراقبة ملائم له، إذ إن هذه المشكلة إن لم تعالج بشكل جدي، فإن كثيراً من مواقع التراث العالم ستختفي".

على الرغم من استمرار هذه المخاطر، لم تخسر سوى ثلاثة أماكن في العالم مكانتها ضمن قائمة التراث العالمي، والسبب في ذلك ليس الحرب ولا الضغط البيئي، إذ بالإضافة إلى مدينة ليفربول، خرج وادي إيلبي بدريسدن الألمانية من القائمة عام 2009 بعد تشييد جسر مؤلف من أربع مسارات فوقه بهدف التخفيف من الازدحام المروري. وقبل عامين على ذلك، كانت محمية المها العربي في عُمان أول موقع يشطب من تلك القائمة، بعد أن خسرت 90% من مساحتها عقب اكتشاف النفط فيها، وهذا ما تسبب بتناقص عدد المها هناك، إذ لم يتبق سوى ثمانية منها ضمن حدود المنطقة، كما خرج من القائمة ولكن بصورة جزئية موقع رابع، ألا وهو كاتدرائية باغراتي في جورجيا.

ماذا بعد؟

بعد مرور أكثر من نصف قرن على تأسيس لجنة التراث العالمي، أصبحت هذه اللجنة تركز اليوم على بعض مشكلات القرن الحادي والعشرين، وبما أن 47% من مواقع التراث العالمي تتوزع بين أوروبا وأميركا الشمالية، لهذا يقول ألوندو آسيمو: "ما نود أن نفعله هو أن نعطي الفرصة للدول التي لم تتسن لها فرصة الدخول في هذه القائمة، أو لم تحصل على فرصة لترشيح إحدى مواقعها الطبيعية أو الثقافية".

أما جدول أعمال اللجنة فتحتل فكرة السياحة المستدامة رأس أولوياته، ويشرح ألوندو آسيمو هذه الفكرة بقوله: "إن لم تحسن مكانة التراث العالمي الظروف المعاشية للمجتمعات المحلية، وإن لم تسهم في حماية حقوقهم، فهذا يعني بأننا لم نخدم الهدف الذي أقيمت من أجله قائمة التراث العالمي".

   

المصدر: The Telegraph