أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي - الذي تدعمه دولة الإمارات - في اليمن، مساء أمس السبت، مقتل 3 مِن قواته بينهم قيادي، بمواجهات مع القوات الحكومية في محافظة أبين.
وذكر المجلس - عبر موقعه الإلكتروني - أنّ "العقيد علي قاسم صالح شريبة (قائد كتيبة الصمود التابعة لقوات المجلس)، ومرافقيه رفيق أبو بكر مثنى، وعلي زيد المحرمي"، قتلوا خلال مواجهات مع القوات الحكومية في محافظة أبين جنوبي اليمن.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركيّة عن مصدر عسكري في القوات الحكوميّة، أنّ "معارك عنيفة اندلعت بين الجيش وميليشيا المجلس الانتقالي في جبهتي الطرية ووادي سلا شرقي محافظة أبين"، موضحاً أنّ الاشتباكات في "وادي سلا" أدت إلى مقتل قائد كتيبة الصمود في اللواء 11 صاعقة التابع للانتقالي ”علي قاسم الحالمي“ وعدد من مرافقيه.
وتتصاعد حدّة القتال بين القوات الحكومية (الجيش اليمني) وقوات المجلس الانتقالي في محافظة أبين، منذ أيام، وسط اتهامات متبادلة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، الذي تُشرف عليه لجنة عسكرية سعوديّة.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية قد أعلن، نهاية تموز الماضي، آلية لـ تسريع تنفيذ "اتفاق الرياض" المبرم، أواخر العام 2019، تتضمن تخلي المجلس الانتقالي عن الإدارة الذاتية في المحافظات الجنوبية، وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الجنوب والشمال.
كذلك تشمل الآلية استمرار وقف إطلاق النار، ومغادرة القوات العسكرية لـ محافظة عدن (جنوبي اليمن)، وفصل قوات الطرفين في محافظة أبين، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، وبينما تتمسك الحكومة بتنفيذ الشق العسكري والأمني مِن الاتفاق أولاً، يصر المجلس الانتقالي على البدء بتنفيذ الشق السياسي، وتحديداً تشكيل حكومة المناصفة.
المجلس الانتقالي الجنوبي
"المجلس الانتقالي الجنوبي" هو هيئة سياسية جنوبي اليمن، أُعلن عن هيئته الرئاسية - بدعمٍ مِن الإمارات - في 11 أيار 2017. ويضم المجلس غالبية محافظي محافظات جنوبي وشرقي اليمن، وهي المحافظات التي كانت تمثل جغرافياً ما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كما يضم وزراء ووكلاء محافظات، ويرأسه (عيدروس الزبيدي).
وكان المجلس الانتقالي قد أعلن، في 26 نيسان الماضي، حكما ذاتياً على محافظات الجنوب اليمني، وهو ما قوبل برفض محلي وعربي ودولي، وزاد مِن حدة توتر العلاقات بين المجلس والحكومة الشرعية، لـ يدعو لاحقاً، في 11 حزيران الماضي، إلى تشكيل حكومة جديدة مناصفة مع السلطات الشرعية في البلاد.
وسبق أنّ وقّعت الحكومة والمجلس الانتقالي اتفاقاً في العاصمة السعودية الرياض، يوم 5 تشرين الثاني 2019، لـ حل الإشكالات بين الجانبين عقب سيطرة "الانتقالي" على العاصمة المؤقتة عدن، لكنّ الاتفاق لم يفلح في معالجة الأوضاع بالجنوب اليمني، الذي يطالب المجلس بانفصاله عن الشمال.
يشار إلى أنّ اليمن يشهد، للعام السادس على التوالي، قتالاً مستمراً بين القوات الحكومية التي يدعمها تحالف عربي بقيادة السعودية، وجماعة "الحوثي" المدعومة إيرانياً وتسيطر، منذ أيلول 2014، على عدد مِن المحافظات اليمنية بينها العاصمة صنعاء، وسط معاناة مريرة يعيشها اليمنيون على خلفية حرب أدّت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وكانت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) اليمنيّة قد أعلنت، أواخر الشهر الفائت، استهداف محطة توزيع تابعة لـ شركة "أرامكو" السعوديّة في مدينة جدّة، وذلك عبر صاروخ مجنّح نوع "قدس 2"، كما سبق وأعلنت تنفيذها لـ هجوم واسع على مواقع في "العمق السعودي" طال عدة منشآت لـ"أرامكو" ومطارين وقاعدة عسكرية، بعد هجوم، في أيلول 2019، استهدف منشأتين نفطيتين للشركة شرقي السعودية.