في مساع حثيثة لدعم المجتمعات الضعيفة التي تضررت بفعل استمرار العدوان على لبنان، تبرعت حكومة اليابان بمليون دولار أميركي لصالح صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والهدف من هذا التمويل تعزيز القدرة على الحصول على مياه آمنة وخدمات صرف صحي لما يقدر بنحو 450 ألف نازح في المجتمعات المضيفة، وعلى رأسهم النساء والأطفال السوريون.
وتعليقاً على ذلك يقول آكيهيرو تسوجي، القائم بأعمال دولة اليابان في سوريا: "منذ بداية النزاع المدمر في سوريا، بقيت اليابان ملتزمة بكل إخلاص بتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، وذلك من خلال دعمها الشامل لقطاعات عديدة، وتعتبر هذه المنحة العاجلة بمنزلة تبرع آخر لدعم الاستجابة إثر تدفق الناس من لبنان إلى سوريا عقب تصعيد الأعمال العدائية هناك، وهذا ما أضاف أزمة جديدة إلى الأزمة الموجودة بالأصل في سوريا، ولهذا نود أن نعرب عن تقديرنا لليونيسف ولكل شركاء الأمم المتحدة على مساعيهم وجهودهم واستجابتهم السريعة في معالجة هذه الأزمة الجديدة".
خدمات أساسية متردية
يذكر أنه منذ 24 أيلول من هذا العام، تسبب تصعيد الأعمال العدائية في لبنان بنزوح الآلاف من الأسر إلى سوريا، ويمثل الأطفال أكثر من نصف من نزحوا، كما أن معظم الأهالي انتقلوا إلى مجتمعات تحتاج بصورة ماسة إلى المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة الأساسية.
بعد مرور 13 عاماً على الحرب في سوريا، بقي الضغط كبيراً وحاداً على الخدمات الأساسية في هذا البلد، كما صار نحو 13.56 مليون نسمة، 44% منهم أطفال، بحاجة ماسة لدعم عاجل في مجال توفير المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة والصحة. كما أن الأضرار المركبة للنزاع، والتدهور الاقتصادي والكوارث الطبيعية مثل الزلزالين اللذين ضربا سوريا في شباط من عام 2023، كلها تسببت في تدهور الخدمات التي تتسم بالهشاشة والضعف أصلاً.
وفي استجابة فورية لتصاعد العنف في لبنان، أولت اليونيسف اهتمامها بتقديم الخدمات الأساسية القائمة على توفير المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة على المعابر الحدودية ومراكز الاستقبال والمجتمعات المضيفة. وبما أن تلك المجتمعات ما تزال تستضيف وافدين جدداً، لذا غدت عملية إعادة تأهيل مرافق المياه والصرف الصحي غاية في الأهمية.
"لن يبقى أي طفل من دون دعم"
ومن خلال الدعم الذي ستقدمه اليابان، سيستفيد الناس من شبكات المياه والصرف الصحي بعد ترميمها، وذلك بعد إعادة تأهيل ما تدمر من تلك المرافق، إلى جانب تحسين الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة التي تنقذ حياة البشر، وإضافة إلى التحسينات التي ستجري على البنية التحتية، ستساعد منحة اليابان اليونسيف في التركيز على تعزيز ممارسات النظافة بصورة أفضل في الحالات الطارئة وذلك من خلال حملات التوعية التي تصمم وفقاً لاحتياجات المجتمع، وخاصة تلك الموجهة للنساء. ولذلك يعلق ياسوماسا كيمورا، ممثل اليونيسف في سوريا بالقول: "لا بد من تحسين الوصول الكافي للمياه الآمنة والصرف الصحي، وهذه المنحة القيمة ستساعد اليونيسف على تقديم الاستجابة للاحتياجات الطارئة لدى الأسر الوافدة، وبينها أطفال، إلى جانب تخفيف المخاطر المرتبطة بالأمراض التي تنتقل عبر المياه مع العمل على محاربة أي تفش محتمل للأوبئة أو الأمراض التي تضر بالصحة... وهنا أود أن أتقدم بالشكر لحكومة اليابان على هذا الدعم الطارئ في مجال التمويل، والذي يعتبر مهماً جداً بالنسبة لليونيسف حتى تقدم الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة مع ضمان قدرة هذه الخدمات في المجتمعات المضيفة على تلبية الطلب المتزايد بحيث لا يبقى أي طفل من دون دعم".
وتعتبر حكومة اليابان شريكة مهمة وعريقة لليونيسف، وتعتبر من بين أهم الجهات المتبرعة لها بما أنها قدمت أكثر من 63 مليون دولار أميركي خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2020-2024 وذلك لدعم المتضررين من الأطفال والأهالي في سوريا.
المصدر: UNICEF