كثّفت الولايات المتحدة الأميركية جهود الاستجابة لكارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر أمس الإثنين، مؤكدة على التزامها "بتقديم المساعدات الفورية المنقذة للحياة على جانبي الحدود".
وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن "تعرب عن حزنها العميق للخسارة المأساوية في الأرواح والدمار في جميع أرجاء تركيا وسوريا"، مضيفة "نتقدم بتعازينا لأسر المتضررين، ونقوم بتقييم خيارات استجابتنا الشاملة".
وأفاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن "استجابتنا الأولية للمساعدة في تركيا جارية بالفعل، وتستجيب المنظمات الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا لآثار الزلزال في جميع أرجاء البلاد"، مؤكداً على أن واشنطن "مصممة على بذل كل ما في وسعها لمساعدة المتضررين من هذه الزلازل في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".
كما ناقش الوزير بلينكن مع نظيره التركي، مولود جاوويش أوغلو السبل التي يمكن للولايات المتحدة وشركائها أن تساعد بها بشكل أفضل، مشيراً إلى أن "الاستجابة جارية بالفعل، ونتعهد ببذل كل ما في وسعنا، بالتنسيق مع تركيا، لمساعدة ضحايا الزلزال في كل من تركيا وسوريا".
فريق بحث وإنقاذ أميركي في تركيا
وأعلنت الوكالة الأميركية للتنمية عن إرسال فريق استجابة للمساعدة في حالات الكوارث، موضحة أنه "سيعمل بالتنسيق الوثيق مع السلطات التركية في الخطوط الأمامية، ومع شركائنا الميدانيين ومع الوكالات في مختلف أقسام الحكومة الأميركية".
وأضافت الوكالة الأميركية أن الفريق "سيقوم بتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية، والعمل لتوفير جهود البحث والإنقاذ"، مشيرة إلى أن الوكالة "بصدد نشر فرق بحث وإنقاذ من قسم مكافحة الحرائق، وسينسقان مع السلطات التركية والمنظمات الأخرى المستجيبة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة".
وشددت الوكالة الأميركية للتنمية على أن الولايات المتحدة "ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية الفورية المنقذة للحياة، على جانبي الحدود، لمساعدة المجتمعات على التعافي من هذه الكارثة، في حين يحاول المسعفون إنقاذ العالقين تحت الأنقاض".
تنسيق مع الجيش الأميركي والاتحاد الأوروبي
من جهة أخرى، أجرت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية، سامانثا باور، محادثات مع الشركاء الدوليين والمسؤولين الأميركيين، لتنسيق الاستجابة الإنسانية لتركيا وسوريا، بما فيهم قائد القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا، الجنرال كريستوفر كافولي، بشأن "التنسيق بين الوكالة والقيادة للاستجابة إلى الكارثة المتكشفة، بما في ذلك إرسال الوكالة لفريقي بحث وإنقاذ".
كما أعلنت المديرة باور، في اتصال مع مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش، "التنسيق الحاسم بين الولايات المتحدة و17 دولة أوروبية قامت بإرسال فرق استجابة".
التزام أميركي بدعم تركيا وسوريا
كما تحدثت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية مع سفير الولايات المتحدة في تركيا، جيف فلايك، "لفهم الأولويات التركية لناحية المساعدات، واستعراض الاستجابة الأولية للحكومة الأميركية، ومناقشة الالتزام الأميركي الكبير بدعم الناس في كل من تركيا وسوريا".
وفي اتصال مع مدير منظمة الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، شددت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية على دعم الوكالة للشعب السوري، وأعربت عن أحر التعازي لمن قضوا من جراء الزلزال.
وناقشت المسؤولة الأميركية مع رائد الصالح "السبل المتاحة لتقوم الوكالة بتقديم المساعدات التي تمس الحاجة إليها عقب الزلزال، وضرورة أن تبقى الحدود بين تركيا وسوريا مفتوحة أمام المساعدات الحاسمة".
ومنذ لحظة الزلزال الذي ضرب منطقة كهرمان مرعش على بعد نحو 130 كيلومتراً من الحدود السورية، فجر أمس الإثنين في الساعة 4.17 بالتوقيت المحلي، تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع، إذ ما زال عدد كبير من الأشخاص تحت أنقاض آلاف المباني المدمرة في سوريا وتركيا.
ووصل عدد ضحايا الزلزال إلى 4890 قتيلاً، بينهم 3381 في ولايات جنوب وجنوب شرقي تركيا، و1559 في سوريا، 812 في مناطق سيطرة النظام السوري، و790 في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، و6 ضحايا شمال شرقها، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين.
وتزامناً مع ارتفاع حصيلة الضحايا، تسبب الزلزال المدمر بتشريد عشرات الآلاف وتهدم آلاف الأبنية والمرافق، وسط صعوبة عمليات الإغاثة، خاصة في شمال غربي سوريا، حيث حذّر الدفاع المدني السوري من أن مئات العائلات ما تزال عالقة تحت الأنقاض.