بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، اليوم زيارة رسمية قصيرة إلى موسكو، وهي الأولى له منذ توليه منصبه، لمناقشة الوضع في سوريا والعديد من القضايا الإقليمية، إضافة لتنسيق العلاقات الثنائية بمناسبة مرور 30 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، من المفترض أن يلتقي لابيد بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، وبعد الاجتماع يتوقع أن يعقد الاثنان مؤتمراً صحفياً مشتركاً.
لم تورد وسائل الإعلام الإسرائيلية مزيداً من التفاصيل عن جدول أعمال الزيارة، إلا أنها تأتي في ظل تغيير في سياسة موسكو إزاء الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
درعا والغارات الإسرائيلية
وذكرت وكالة "تاس" الروسية، من المتوقع أن تركز محادثات الوزيرين على الوضع في سوريا، على ضوء تفاقم الوضع في درعا جنوبي سوريا.
وتشهد محافظة درعا منذ تموز/يوليو الماضي، تصعيداً من قبل قوات نظام الأسد، التي فرضت حصاراً على درعا البلد، وأفضى إلى التوصل لتسوية بين الأهالي والنظام بوساطة روسية في 1 أيلول/ سبتمبر.
وأشارت الوكالة الروسية، من المتوقع أن يبحث لافروف ولابيد موضوع الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف عسكرية في سوريا، التي تطالب موسكو بإنهائها لأنها "تعرقل بشكل خطير جهود استقرار الأوضاع في سوريا".
خلال الشهرين الأخيرين، لم تفوت وزارة الدفاع الروسية غارة إسرائيلية على سوريا، إلا وأصدرت تعليقاً تتفاخر من خلاله بنجاح أسلحتها التي يمتلكها النظام السوري بتدمير 90% من الصواريخ الإسرائيلية، على غير العادة المتبعة منذ ثلاث سنوات التي التزمت فيها موسكو الصمت حيال النشاط العسكري الإسرائيلي في الساحة السورية.
الاحتفال بمرور 30 عاماً على تجدد العلاقات
وتأتي زيارة الوزير الإسرائيلي مع اقتراب الذكرى السنوية الثلاثين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وتل أبيب، التي يحتفل بها البلدان في الشهر المقبل.
في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي استأنفت إسرائيل وروسيا علاقاتهما الدبلوماسية، بعد عقود من الجفاء السياسي، أسفرت عن هجرة دفعة كبيرة من اليهود الروس إلى إسرائيل التي غيرت التركيبة الديمغرافية لصالح إسرائيل في أراضي فلسطين التاريخية.
ووصلت العلاقات الروسية الإسرائيلية أوج ذروتها خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة التنسيق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وصلت مستويات عالية في الملف السوري، لدرجة أن نتنياهو كان أكثر زعيم يزور موسكو.
وعلى المستوى الاقتصادي، تؤكد موسكو اهتمامها ببناء شراكة تجارية ثنائية بين البلدين، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية في النصف الأول من هذا العام بنسبة 36٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، بمقدار 1.2 مليار دولار.
ومن المواضيع المطروحة على جدول الأعمال الاعتراف المتبادل بشهادات التطعيم ضد فيروس كورونا (كوفيد-19) لتنشيط قطاع السياحة.
على المستوى الثقافي، يخطط الوزيران لمناقشة تنسيق الجهود لمواجهة محاولات مراجعة التاريخ ونتائج الحرب العالمية الثانية، وتمجيد النازية وأتباعها وإنكار الهولوكوست، وهي القضايا التي تولي إسرائيل لها اهتماماً لتحسين صورتها عالمياً.
دعوات روسية لتجديد المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين
ومع تجدد الاتصالات غير المباشرة بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية بدفع من الإدارة الأميركية الجديدة، ستركز محادثات الوزير الإسرائيلي مع نظيره الروسي على مناقشة عملية "السلام في الشرق الأوسط" المجمدة منذ ما يقارب عقدا ونصف.
وتواصل روسيا الدعوة إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، عبر طرح فكرة إعادة عقد اجتماعات اللجنة الرباعية (مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) التي تعول عليها موسكو لدفع عجلة تسوية سياسية، رغم استبعاد واشنطن وتل أبيب لاحتمال تجدد المفاوضات خلال السنوات القريبة.
كما يتضمن جدول أعمال الوزيرين الروسي والإسرائيلي، برنامج إيران النووي على ضوء تعثر محادثات "فيينا" لإحياء الاتفاق النووي، وتوصل الولايات المتحدة وإسرائيل لتفاهم حول اللجوء لـ "الخيارات الأخرى" في حال فشلت الطرق الدبلوماسية في منع الإيرانيين من حيازة السلاح النووي.
وتتزامن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي لموسكو مع زيارة يقوم المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، لموسكو أيضاً.
وفي الشهر الماضي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي المغرب، وكانت أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي إلى المملكة منذ عام 2003، افتتح خلالها مكتب تمثيل دبلوماسي لتل أبيب في الرباط.