تنتشر شبكات الاحتيال التي تستغل أحلام السوريين بالوصول إلى حياة أفضل في دول الغرب، حيث تعرّض عدد كبير منهم للاحتيال بمبالغ مختلفة تتراوح بين مئة دولار وعشرة آلاف دولار، بدعوى تحريك ملف الهجرة في مفوضية اللاجئين.
وقصة "أبي علي" واحدة من عشرات قصص الضحايا الذين وقعوا في فخ وعود كاذبة بدعوى تحريك ملفاتهم في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أجل الهجرة إلى كندا.
و"أبو علي" سوري يقيم في ولاية مرعش جنوبي تركيا، كشف لـ تلفزيون سوريا عن تعرّضه للاحتيال، حيث دفع لـ سمسارٍ يدعى "أبا أحمد" مبلغ 500 دولار، من أجل تحريك ملّفه في مفوضية اللاجئين، قبل أن يقرأ منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي يشير إلى أنّ الشخص ذاته احتال على عددٍ من السوريين.
وتحدّث "أبو علي" عن طريقة عمل السمسار، قائلاً إنّ لديه قريباً يعمل في المفوضية بمصر، وفي البداية يطلب صورةً عن الكملك التركي (بطاقة الحماية المؤقتة)، ثم يرسل بريداً إلكترونياً ويضمن الموافقة عليه لفتح ملف لجوء في المفوضية، يمكّنه من السفر إلى دولة أوروبية أو كندا أو أميركا، وذلك عن طريق برنامج إعادة التوطين.
أساليب الاحتيال وتزايد الضحايا
ويقول: "تعرفت على أبي أحمد عن طريق أحد الأصدقاء، الذي أكّد بأنّه خلال أيام تمكّن من فتح ملف له في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين"، مردفاً: "،لكن صديقي أيضاً اختفى ولم يعد يرد على هاتفه، ربما كان شريكاً معه في القصة، لا أعرف بعد".
وبحسب "أبي علي" فإنّ الاتفاق في البداية لم يكن يتضمن الدفع، لكن في أوّل مرة طلب مبلغاً ضئيلاً وهو 500 ليرة تركية قال إنها للموظف حتى ينسخ الأوراق وأجور مواصلات وما شابه، ثم أخبره بأنّه "تم إرسال البريد الإلكتروني".
وتابع: "كان تواصلي مع السمسار عن طريق تطبيق واتساب، لم تكن الأيام التي تفصل بين الأحداث طويلة، خلال أسبوعين كانت هناك عديد من الروايات مثل بدأ تحريك الملف، إرسال مبلغ للموظف، حتى لا نخسر تعبنا ونحن وصلنا لهذه المرحلة، حتى وصلنا إلى المبلغ الأخير في أقل من عشرة أيام، ووصل المبلغ إلى 500 دولار أميركي".
ويضيف "أبو علي": "في المرحلة الأخيرة كان يرسل لي الإثباتات، إيميلات رسمية وموافقة تحمل اسمي، وكان يشترط ألّا أخبر أحداً لسلامة الموظف، كما طلب بإلحاح عدم الحديث بالتفاصيل حتى لزوجتي، وكانت الصور للعرض مرّة واحدة وتُحذف بعد إرسالها، لم يكن يهمني الأمر، فقد كنا نحلم أنا وزوجتي وأطفالي بالسفر ونتحدث عن بيع أثاث المنزل وما الذي سننقله معنا إلى أوروبا وما سنبيعه هنا في تركيا".
ويردف: "لم يختفِ الرجل بعد تحويل المال له، على العكس كان يرد بسرعة ويعدنا بفترات زمنية بدأت بيومين وآخرها كان شهراً على الأكثر وكان أحياناً يشغلنا بموقع المفوضية، إذ أرسل لي رابط الصفحة وقال لي أدخل معلوماتك هنا خلال 24 ساعة ستجد ملفك مفتوحاً".
"أبو علي" لم يكن الضحية الوحيدة، فخلال انتظاره فتح ملّفه دلّ عدداً من أصدقائه الراغبين بالهجرة على "أبي أحمد"، وأخذ منهم مبلغاً من المال بالطريقة ذاتها، ثم اختفى وبدأت تنتشر قصته على مواقع التواصل.
أسباب رغبة السوريين في الهجرة إلى كندا
بحسب سوريين يقيمون في غازي عنتاب جنوبي تركيا، فإنّهم لا يعرفون الطريقة الرسمية لتقديم طلب اللجوء إلى كندا، معربين عن أنّ عدم الاستقرار في تركيا وعدم شعورهم وعائلاتهم بأمان، وخوفهم من العودة إلى سوريا، هو سبب رغبتهم بالهجرة، أما لماذا كندا، فقالوا إنّ ما تقدمه في برنامج إعادة التوطين من منزل ودراسة مجانية، ومنح الجنسية خلال سنوات قليلة وبشروط غير معقدة، هو ما يدفعهم للهجرة إليها.