أكدت صحيفة "الوطن" الموالية أن رفعت الأسد، عمّ رئيس النظام بشار الأسد، قد عاد إلى دمشق أمس الخميس، بعد أن سمح له الأخير بالعودة إلى سوريا "منعاً لسجنه في فرنسا".
وقالت الصحيفة مساء اليوم الجمعة، إن رئيس النظام "يترفّع عمّا فعله وقاله رفعت الأسد، وسمح له بالعودة إلى سوريا، مثله مثل أي مواطن سوري آخر ولن يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي".
وأضافت نقلاً عن مصادر خاصة، أن رفعت "عاد ظُهر أمس الخميس إلى دمشق وذلك منعاً لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضاً، وذلك بعد أن أمضى قرابة أكثر من ثلاثين عاماً في أوروبا معارضاً".
وكانت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد قد تداولت في وقت سابق من اليوم الجمعة، خبراً يتحدث عن عودة رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد وعم رئيس النظام الحالي إلى سوريا، دون تأكيد رسمي من قبل إعلام النظام.
ووفق ما رصده موقع تلفزيون سوريا، فإن مصدر الخبر كان صحيفة "رأي اليوم" التي يديرها السياسي الفلسطيني المؤيد لنظام الأسد، عبد الباري عطوان.
وجاء في خبر الصحيفة، أن مصادر مقربة من رفعت الأسد، قالت بإنه وصل "اليوم" إلى دمشق قادماً من إسبانيا.
وكان رفعت قد غادر الأراضي السورية منذ عام 1984 برفقة 200 من أنصاره، واستقر في سويسرا ومن ثم فرنسا، إثر أزمة الحكم التي عصفت بسوريا نتيجة صراع بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت، وأسفرت عن رحيل الأخير إلى المنفى.
صفقة عودة رفعت الأسد
وكان تلفزيون سوريا قد نشر تقريراً في الـ13 من شهر حزيران الماضي، تناول فيه تفاصيل صفقة تدور في فلك الدائرة الضيقة لبشار الأسد، تعود جذورها إلى ما قبل عام من الآن. ونصت بنود الصفقة التي تمكن تلفزيون سوريا من معرفتها على عودة قريبة وعاجلة لرفعت الأسد إلى سوريا، والإفراج عن الضباط الذين تم اعتقالهم العام الماضي بتهم تتعلق بالتواصل مع رفعت الأسد وهؤلاء هم مجموعة من ضباط الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
بمناسبة فوزه بالانتخابات.. "برقية تهنئة" من رفعت الأسد لابن أخيه
موقف إيران وروسيا من الصفقة
لم تتخذ روسيا أي موقف معارض من عودة رفعت على عكس إيران التي عارضت في البداية، لأسباب تتعلق بنشاطات المجموعة القومية مع رفعت الأسد، لكن من خلال عدة اجتماعات مع المستشارين الإيرانيين شارك بها ماهر الأسد وافقت إيران على عودة رفعت الذي من شأنه أن يقدم أموالا لدعم اقتصاد النظام الذي وصل إلى حافة الانهيار.
من أهداف النظام من هذه الصفقة أيضاً تحقيق بعض المكاسب من خلال رفعت الأسد، ومن المتوقع بحسب المصادر أن تتوسع صفقة المصالحة لتشمل رامي مخلوف، حيث عقدت خلال الفترة الأخيرة عدة اجتماعات بهذا الخصوص بين ماهر الأسد وحافظ مخلوف شقيق رامي.
ومع مطلع العام الجاري، سمح القصر الجمهوري ولأول مرة، بإعادة ترميم المزارع والفلل الخاصة برفعت الأسد في دمشق وريفها وفي الساحل السوري.