أنهت الورشات الخدمية في محافظة دمشق التابعة للنظام السوري، خلال الأيام الفائتة، عمليات ترميم وتأهيل شوارع مخيم اليرموك، ليتفاجأ الأهالي بإزالة جميع الرموز الفلسطينية في المنطقة، وتغيير اسم المخيم إلى "حي اليرموك"، ما أثار حفيظة الأهالي الذين اعتبروا أنها محاولة لطمس هوية المخيم.
ونقلت "وكالة قدس برس" عن ناشطين من المخيم أن التغييرات الأخيرة التي أجرتها "محافظة دمشق" كوضع لافتات باسم شارع اليرموك وشارع فلسطين، وغياب العلم الفلسطيني وأي رمز فلسطيني آخر، دليل على وجود توجه لتمييع فكرة المخيم.
وقالت إنه رغم ما يروجه النظام عن وجود مشاريع ونشاطات لترميم مخيم اليرموك، إلا أن ما يجري هو عبارة عن قشور، فلا يزال هناك من يعمل على إبطاء عودة عجلة الحياة للمخيم، بل وإلغاء فكرته.
وبحسب أحد أهالي المخيم، فإن كل من يسعى لمحو مخيم اليرموك هو مع أرئيل شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق) حكماً، فهو الذي كان يتوعد المخيم باستمرار، واليوم هناك من يعمل جاهدا لتنفيذ تهديد شارون على الأرض شاء أم أبى، عن قصد أو عن غير قصد.
ماذا غير النظام داخل مخيم اليرموك بـ #دمشق؟#لم_الشمل #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/AjJJesjosf
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 16, 2023
الفلتان الأمني والركام يمنعان الأهالي من العودة
وأوضحت الوكالة أنّ "محافظة دمشق" لم تعمل على إزالة الركام من أحياء العروبة والتقدم ومجد الكروم و8 آذار وتأهيلها لعودة الأهالي، على الرغم من أنّ هذه الأحياء تعتبر الخزان البشري الفلسطيني الأهم في مخيم اليرموك، لكونها تضم نحو ثمانين ألف نسمة من أكثر شرائح المخيم فقراً، ممن لا يملكون المقدرة على الاستمرار في دفع إيجارات منازلهم التي استأجروها في ضواحي العاصمة.
وما زالت آثار الدمار تمنع الناس من الوصول إلى منازلهم، بينما ما تزال عصابات السرقة (التعفيش) تتمركز في منطقة التربة الجديدة والتربة القديمة وآخر شارع اليرموك، وتنهب ما تبقى من ممتلكات المخيم، بحسب ما نقلت الوكالة عن الأهالي.
مخيم اليرموك في دمشق
وكان مخيم اليرموك موطناً لنحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، كثير منهم لاجئون منذ حرب 1948، وفي عام 2018، وشهد المخيم سابقاً معارك بين "الجيش الحر" وقوات النظام السوري، في ظل انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة "تنظيم الدولة" على ثلثي المخيم عام 2015.
وفي أيار 2018، سيطرت قوات النظام مجدداً بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، بعد عملية عسكرية عنيفة أدت إلى تدمير 80 في المئة من الأبنية السكنية في المخيم، وتهجير مئات الآلاف من السكان إلى داخل أو خارج سوريا.
ووثقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" مقتل 4214 لاجئاً فلسطينياً في سوريا، منذ عام 2011.