بدأت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري بالترويج لإعادة مادة "التربية العسكرية" إلى المناهج المدرسية في سوريا، والتي ألغيت عام 2003، بعد عقود من فرضها على الطلاب.
وزعمت صحيفة الوطن المقربة من النظام أن معلمي اللاذقية طالبوا بإعادة "التربية العسكرية" إلى المدارس، بحجة ضبط "حالة التسيب" في قطاع التعليم.
وجاء ذلك خلال اجتماع قيادات من "حزب البعث" مع المعلمين في مؤتمرهم السنوي الذي انعقد تحت شعار "للوطن الولاء، للأسد الوفاء، ولجيشنا المجد والإباء".
وفرض حزب "البعث"، في سبعينيات القرن الماضي، مادتي "التربية العسكرية" و"الثقافة القومية" في المناهج الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية، كما فرض على الطلاب لباس "الفتوة" الذي يحمل اللون "الخاكي" الخاص بالبزات العسكرية.
إلا أنه وبعد حملة سميت "التطوير والإصلاح" أطلقها رئيس النظام بشار الأسد عام 2003، ألغيت مادة التربية العسكرية من المنهاج، وتم الاستعاضة عنها بأنشطة صيفية تشرف عليها منظمة "اتحاد شبيبة الثورة"، كما تم تغيير اللباس المدرسي في كل مراحل التعليم ما قبل الجامعي، إلى ملابس زرقاء ورمادية للذكور، وزرقاء ووردية للإناث.
وقالت الصحيفة إن المعلمين طالبوا عبر توصيات تقرير المكتب الفرعي لـ"نقابة المعلمين" في اللاذقية، بإعادة النظر في توزيع مدرسي التربية الرياضية في المدارس، "وإعادة التربية العسكرية إلى المناهج والتركيز على الحالة الوطنية والانضباطية في المدارس".
وخلال السنوات القليلة الماضية تكرر الحديث عن إعادة المادة إلى المنهاج الدراسي، وسبق أن أعلن الأمين القطري المساعد في حزب "البعث"، هلال الهلال، في تشرين الأول من العام 2017، أن الحزب يناقش مسألة إعادة مادة "التربية العسكرية" إلى المنهاج الدراسي.
وأضاف هلال أن إعادة المادة إلى المنهاج ستكون بطريقة "تتناسب مع الوضع الراهن والتطور الحضاري"، بحسب وصفه.
وتضمنت المادة حصصاً عسكرية نظرية وأخرى عملية، كالتدريب على فك وتركيب واستعمال السلاح. كما ترافقت مع مادة "التربية القومية" التي تتمحور دروسها بشكل أساسي حول ترسيخ مبادئ ومنطلقات الحزب و"إنجازاته".
وتشهد العملية التربوية في مناطق سيطرة النظام تدهوراً كبيراً في جميع مراحلها، سواء من ناحية المناهج، وتوفير متطلباتها، أو من ناحية ارتفاع معدلات التسرب من المدارس، بسبب انعدام الأمن والفقر، في ظل انهيار الليرة السورية وتدهور الأوضاع المعيشية.