ترسل بعض الأسر أولادها القاصرين بلا أي مرافق لأن هذه الطريقة هي أرخص طريقة للوصول إلى دولة آمنة، ثم بعد ذلك يقوم القاصر الذي لم يرافقه أحد بلم شمل كامل الأسرة، وفي رحلة القاصر المحفوفة بالمخاطر يتعرض بعضهم للتحرش والاغتصاب سواء في الطريق أو في مخيمات احتجاز طالبي اللجوء. وكذلك تتعرض في هذه المراكز نساء للتعنيف والاغتصاب ويتألمن بصمت بسبب غياب المساعدة وإعادة التوطين.
فاطمة (19 عاماً) وهي أم سورية ولدت طفلها الثاني على طريق الهجرة، لكنها تتعرض للضرب بشكل متكرر على يد زوجها في مخيم هارمانلي في بلغاريا، ولهذا طلبت المساعدة من منظمة Mission Wings فنقلت إلى مركز لدعم الأمهات والأطفال، ولكن لم يمض وقت طويل حتى اقتفى زوجها أثرها ووصل إليها واختطف تلك الأم الشابة وطفلها، ثم تمكنت المنظمة من التواصل مع فاطمة، لتكتشف بأنها وافقت على السفر برفقة زوجها إلى ألمانيا خوفاً من استمرار تعقبه لها ولولديها.
مينا امرأة في الثانية والثلاثين من عمرها وهي أم لثلاثة أطفال، فرت من أفغانستان لتبحث عن حياة جديدة في بلغاريا، إلا أن ما لم يخطر لها على بال عند وصولها إلى أوروبا هو أن تتعرض لنوع مختلف من العنف، وهو الانتهاك من قبل زوجها، إذ صار زوجها يضربها بشكل متكرر، الأمر الذي جعلها تطلب مساعدة منظمة حقوقية بلغارية في نهاية المطاف.
قررت مينا أن تنهي كل شيء، وبمساعدة منظمة Mission Wings حصلت على وضع إنساني شملها هي وأولادها عن طريق وكالة اللاجئين في بلغاريا، ثم انفصلت عن زوجها المعنِّف وأصبحت تقيم في ألمانيا اليوم، إلا أن غيرها من النساء والفتيات لم يحالفهن من الحظ ما حالفها.
إن قصة فاطمة ومينا مع العنف والإرهاب المنزلي مثال عن كثير من المهاجرات اللواتي خضن رحلات محفوفة بالمخاطر حتى يصلن إلى أوروبا، وتعرضن لكل ما تعرضن له في أثناء انتظارهن للحصول على صفة لاجئ في مخيمات اللجوء ومن ثم عند إعادة توطينهن في بلدهن الجديد.
صعوبة حصول الناجيات على الخدمات الاجتماعية
تخبرنا ديانا ديموفا رئيسة منظمة Mission Wings بأن أشد ما يقلقها هو أن أغلب النساء اللواتي يزرن عيادتها الاستشارية لا يدركن بأن ما يتعرضن له اسمه انتهاك، أو يشعرن بخجل شديد يمنعهن من الحديث عن الموضوع، أو أن الخوف هو الذي يجعلهن يحجمن عن الحديث عن الأمر حفاظاً على سلامتهن، وهذا ما جعل ديموفا تقول: "يحتاج الأمر لوقت طويل حتى تفصح الزائرة عن الصدمة التي تعرضت لها، وفي أغلب الأحيان، عندما تحس المرأة بتهديد مباشر، فإنها تطلب المساعدة"، ولهذا أضحى التعرف على الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي ضمن جالية اللاجئين في بلغاريا وتقديم الدعم لهن يمثل عملية مستمرة وشاقة.
تعلق ديموفا على ذلك بالقول: "إن الممارسات التي نصادفها في عملنا تتصل بالعنف الجسدي، والزواج بالإكراه، وبعض الحالات تنطوي على عمليات بيع للفتاة، بل حتى للأطفال، إلى جانب عمليات الإخصاء التي تجرى للأعضاء التناسلية لدى الفتيات اللواتي لم يبلغن السن القانوني، فضلاً عن عمليات الاستغلال الجنسي".
مدخل أحد مراكز استقبال اللاجئين في بلغاريا
بيد أن اللاجئات اللواتي تعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي يعانين للحصول على المساعدة من المؤسسات والخدمات الاجتماعية في بلغاريا، وهذا ما دفع ديموفا للقول: "يتعرضن للتمييز بشكل كبير بسبب أصولهن، وخاصة النساء القادمات من الشرق الأوسط أو أفريقيا، إذ ما تزال الخدمات الاجتماعية تنتهج الأسلوب ذاته البعيد كل البعد عن الترحيب باللاجئين، ولهذا تُحرم اللاجئات من تلك الخدمات في أغلب الأحيان"، كما أن حاجز اللغة يزيد الوضع تعقيداً.
من هم الجناة؟
في كل عام، تقطع الآلاف من النساء والفتيات القادمات من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط رحلات خطيرة وسرية ليصلن إلى أوروبا، وغالباً ما يستعن بالمهربين، وهؤلاء يحشرونهن في حافلات أو شاحنات مع كثير من الناس أو يدفعنهن لركوب البحر بوساطة قوارب مطاطية متهالكة، أو يطلبون منهن النوم في الغابات، أو قطع الحدود بطرق غير قانونية.
تعلق ديموفا على ذلك بقولها: "لدينا حالات لنساء أخبرننا بأنهن تعرضن للعنف، ويشمل ذلك العنف الجنسي، وهن في طريقهن إلى بلغاريا، وذلك على يد تجار البشر أو ضباط الشرطة في تركيا، وبعض النسوة دفعن شرفهن مقابل السفر إلى أوروبا وذلك لعدم توفر المال لديهن"، وأكدت بأن أغلب حالات الاغتصاب والانتهاك لم يتم الإبلاغ عنها بسبب الشعور بالعار والمحرمات التي تحيط بالأمر.
خلال جميع مراحل عملية الهجرة، يتفوق الرجال بأعدادهم على النساء والفتيات، ولهذا يزداد خطر تعرضهن للعنف والمضايقات الجنسية، إذ بحسب أرقام المفوضية الأوروبية، يظهر تصنيف طالبي اللجوء للمرة الأولى بحسب الجنس تفوق نسبة الرجال (70.8%) على نسبة النساء (29.2%) عند طلب اللجوء في عام 2022.
وفي أغلب الأحيان، نكتشف بأن الجناة ينتمون للمجتمع نفسه (أي أنهم إما مهاجرون آخرون ينحدرون من البلد نفسها أو ينتمون إلى المجموعة العرقية ذاتها)، أو أن الجاني هو الزوج أو أحد أفراد الأسرة، كما هي حال مينا.
روت لنا ديموفا عدة قصص عن تلك الحالات تبين من خلالها أن بعض النسوة عشن سنوات مع الاغتصاب.
رسومات وكتابات خطها الأطفال المهاجرون على جدران مركز هارمانلي لاستقبال اللاجئين
فرت التونسية زهرة، 37 عاماً، إلى تركيا بعد تعرضها للاستغلال الجنسي من قبل زوجها السابق طوال سنوات عديدة، فما كان منه إلا أن تعقبها إلى أن وصل إليها في تركيا، فاختطفها وحبسها في شقة بالعاصمة أنقرة، وصار يقتاد عدداً من الرجال ليغتصبوها على مدار ثلاث سنوات لمرات عدة في اليوم الواحد.
تعلق ديموفا على قصتها بالقول: "بصعوبة بالغة حصلت زهرة على وضع إنساني بعد أن رفضتها وكالة اللاجئين البلغارية".
عنف منزلي داخل مخيمات اللجوء
تتعامل ديموفا عن كثب مع اللاجئات في مركز هارمانلي لاستقبال اللاجئين القريب من الحدود البلغارية-التركية، وداخل هذا المخيم، لا يمكن للنساء أن يكن بمنأى عن شركائهن المنتهكين، ولهذا يطلبن مساعدة ديموفا في أغلب الأحيان، بما أن مكتبها قريب من مركز الاستقبال، إذ تقوم تلك النسوة بترك أولادهن ومتعلقاتهن الشخصية داخل المخيم في الليل على أمل التوجه إلى مكتب ديموفا من دون أن يراهن أحد.
تحدثنا ديموفا عن ذلك فتقول: "يتعين علينا أن نطلب مساعدة الشرطة مراراً وتكراراً حتى تتمكن تلك النسوة من أخذ أولادهن ومتعلقاتهن الشخصية، فنزودهن بمأوى لفترة قصيرة وذلك في مكان سري حتى تهدأ نفوسهن، ونحاول جميعاً بعد ذلك أن نبحث عن حل مناسب للمستقبل".
زينب، 34 عاماً، امرأة عراقية وحيدة، بعد أن تقدمت بطلب لجوء في بلغاريا، عثرت على زوج جديد لها ذي خلفية كردية، ثم حملت منه للمرة الثانية. وبعد أن وضعت مولودها، صار زوجها يضربها، ولهذا نقلتها ديموفا إلى مأوى مخصص للنساء اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي موجود في العاصمة صوفيا.
الاغتصاب داخل مخيمات اللاجئين
يدير كراسيمير كانيف وهو خبير في حقوق الإنسان لجنة هيلسينكي البلغارية في العاصمة صوفيا، ولهذا يحذر من تحول مراكز استقبال اللاجئين في بلغاريا إلى أماكن للعنف والانتهاكات والإهمال، إذ حدثنا عن حالات اغتصاب تعرضت لها مهاجرات في بلغاريا ووصفها بأنها تزداد خطراً في مراكز الاستقبال أكثر منها في أي مكان آخر في البلد (ويستثنى من ذلك الاغتصاب الزوجي)، ويعلق على ذلك بقوله: "لا توجد حراسة مناسبة للمخيمات، كما أن نسبة الرجال إلى النساء داخل المخيمات غير متكافئة، ولهذا تظهر حالات العنف والاغتصاب".
عادة يكون من يرتكب الاغتصاب والعنف الجنسي هو مهاجر بحق مهاجرة أو مهاجر آخر، أي أن الطرفين ينتميان للجالية أو المجموعة العرقية نفسها، ولكن لدينا جناة أيضاً من مجموعات عرقية أخرى، ويخبرنا كانيف بأن الحكومة البلغارية لا تتخذ إجراءات جدية لحماية الفئات المستضعفة، ويضيف: "طرحنا هذه القضية التي تتصل بتأمين المخيمات بشكل مناسب طوال سنوات كثيرة من دون أن يتحسن الوضع"، وذكر بأن الحكومة البلغارية لا تنكر ذلك لكنها تزعم أن الوضع تحسن.
روت لنا ديموفا من منظمة Mission Wings قصة عن متحولة سورية عمرها 27 عاماً، طلبت المساعدة منها بعد أن أحست بخطر يتمثل بإرغامها على مشاركة غرفة مع رجال في مخيم هارمانلي، وبعد فترة قصيرة على ذلك، فقدت تلك الفتاة.
المهاجرون من الأطفال بلا مرافقين
يواجه من يهاجر من الأطفال إلى أوروبا مخاطر أخرى طوال رحلتهم إلى هناك، ونخص بالذكر القاصرين الذين لم يرافقهم أحد، ففي بعض الحالات، يكون أبواهم هما من دفعهم للسفر إلى أوروبا بطريقة غير قانونية، ويتم ذلك في بعض الأحيان من خلال مهربي بشر أو برفقة أقارب أو من هم بحكم الأقارب، وذلك بحسب ما ذكره حميد خوشسيار وهو شاب يعمل في مجال العمل الاجتماعي ومنسق لدى منظمة Mission Wings بهارمانلي.
ويحدثنا خوشسيار عن ذلك الواقع فيقول: "ترسل بعض الأسر أولادها القاصرين بلا أي مرافق لأن هذه الطريقة هي أرخص طريقة للوصول إلى دولة آمنة، بعد ذلك يقوم القاصر الذي لم يرافقه أحد بلم شمل كامل الأسرة".
فيما يتعرض بعض الأهالي لخديعة المهربين الذين يقنعوهم بأن أولادهم سينعمون بالحماية طوال الرحلة أو لا يكون لدى الأهل أي دراية بالمخاطر التي تكتنف هذا النوع من الرحلات، في حين يرى آخرون في لم الشمل العائلي أرخص وسيلة للهجرة، وأسرعها على الإطلاق برأي خوشسيار، وذلك لأن عمليات لم الشمل العائلية تصبح أسرع عندما يكون عمر طالب اللجوء أقل من 18 عاماً، ولكن عندما يصبح عمره 18، تصبح عملية تقديم طلب يسمح له بلم شمله مع أبويه أو مع أحد أقربائه في بلغاريا مسألة معقدة تحتاج إلى وقت أطول، وهذا ما يدفع بعض الأهالي لاختيار أصغر أولادهم لخوض تلك الرحلة الخطرة إلى أوروبا.
وأضاف: "تستغرق عملية لم شمل الأسرة بالعادة سنة تقريباً، ولكنها أصبحت تحتاج إلى وقت أطول في هذه الأيام"، وذلك لأن الرحلة من سوريا التي مزقتها الحرب تستغرق أشهراً، كما قد يمضي الطفل بضعة أشهر أو سنين في تركيا قبل أن يتمكن من قطع الحدود إلى بلغاريا، فإذا بلغ الطفل 18 عند وصوله إلى بلغاريا أو بعد وصوله إليها، عندئذ يمكن أن ترفض وكالة اللاجئين طلب لم شمله مع أهله بكل سهولة، وبسبب ذلك، أصبح متوسط أعمار الأطفال المهاجرين الذين يصلون إلى بلغاريا أصغر مما كان عليه في السابق، إذ كان أصغر من يتعامل معهم هذا العامل في المجال الاجتماعي من اللاجئين تتراوح أعمارهم ما بين 16-17 عاماً، ولكن خلال العامين الماضيين، أصبح متوسط أعمار الأطفال الذين يطلبون اللجوء في بلغاريا يتراوح ما بين 14-15 عاماً.
اللاجئ الإيراني حميد خوشسيار
زار خوشسيار فتى أفغانياً عمره 11 عاماً في المستشفى وذلك ليساعده بالترجمة الفورية بعدما تعرض الطفل لحادثة برفقة العشرات من المهاجرين، إذ اصطدمت الحافلة التي كانت تقلهم بمركبة أخرى، كما انهالت على الفتى الصغير كلاب الشرطة عدة مرات، ولهذا يحدثنا خوشسيار عن وضعه فيقول: "قال لي: أنا خائف.. ولم أكن أريد أن أفعل كل هذا (ويقصد بذلك الهجرة غير الشرعية من أفغانستان إلى أوروبا من دون أن يرافقه أحد من أهله)، غير أنه لا يستطيع أن يرفع صوته بحضور أهله، أي أن الأهل هم من اتخذوا القرار نيابة عنه".
الموت برداً في غابات بلغاريا
وصل خوشسيار نفسه إلى بلغاريا لاجئاً قادماً من إيران، وذلك هرباً من الاضطهاد السياسي هناك، فأمضى الفترة ما بين 2019-2020 في أحد مخيمات اللجوء، ولهذا يخبرنا بأنه من الطبيعي أن يصحو المرء من نومه في بعض الأحيان ليجد جميع الفتيان قد رحلوا، إذ غالباً ما يكون لدى القاصرين الذكور الذين أتوا بمفردهم وأصبحوا يقيمون في مخيمات للاجئين علاقات قوية مع فتيان آخرين ينتمون إلى المجموعة العرقية نفسها.
وأضاف بأن كثيرين لا يجعلون شبابهم يضيع هباء في غياهب النسيان بانتظار نتيجة طلب اللجوء، والذي يمكن أن يرفض بنهاية الأمر، ولهذا يهربون سوية، إلا أن ذلك يعرضهم لكثير من المخاطر، مثل الوقوع ضحية لعمليات الاتجار بالبشر.
كان خوشسيار يشترك بغرفة واحدة مع خمسة فتية أفغان داخل مركز للاجئين عندما تقدم بطلب لجوء في بلغاريا، إلا أن جميع الفتيان الخمسة اختفوا دفعة واحدة في أحد الأيام، ثم عاد أربعة منهم بعد بضعة أيام، في حين تجمد أحدهم حد الموت عندما توارى بعيداً عن السلطات في إحدى الغابات.
يروي خوشسيار ما جرى فيقول: "عندما سألتهم عن سبب عدم إشعالهم للنار أجابوني بأنهم كانوا خائفين من اكتشاف الشرطة لأمرهم"، وهكذا عاد الفتية الأربعة إلى المخيم ليحزموا بعض الأغراض، ثم غادروا مرة أخرى ليشكلوا مجموعة جديدة من الصبية.
أطفال مهددون بالعنف والانتهاكات الجنسية
ولكن بالنسبة للأطفال، تحمل الإقامة في أحد مخيمات اللجوء مخاطر خاصة بها، إذ يقول خوشسيار: "سمعنا عن انتهاكات جنسية بحق أطفال، كما سمعنا عن حالات ابتزاز" ويقصد بالابتزاز هنا تهديد مهاجرين آخرين لأطفال بسكين حتى يسلموهم حفنة من الأموال حملوها معهم.
اعتباراً من حزيران 2023، أصبح عدد طالبي اللجوء في مركز استقبال اللاجئين بهارمانلي 700، بينهم 276 طفلاً (81 منهم لم يرافقهم أحد)، كما أن أغلب طالبي اللجوء أتوا من سوريا، وذلك بحسب ما ذكرته ماريانا توشيفا وهي رئيسة وكالة الهجرة في بلغاريا.
أشد خطر يمكن أن يهدد اللاجئ الطفل في بلغاريا يتمثل بتعرضه للعنف على يد أحد من أفراد جماعته أو جاليته بحسب ما يراه خوشسيار، وهذا المنطق ينطبق على أي انتهاك يتعرض له الأطفال عموماً، حيث يكون المرتكب عادة شخص يعرفه الطفل جيداً، بحسب دراسة أجرتها منظمة بوابة معلومات رفاه الطفل الأميركية.
يخبرنا خوشسيار بأن الأقارب يحاولون أن يخفوا أي شيء تحاشياً للفضيحة أمام العائلة.
معظم طالبي اللجوء الأطفال في بلغاريا من فئة الصبيان، وفي حال عدم مرافقة الأهل للطفل، يقوم هؤلاء بإرساله مع أحد الأقارب الأباعد مثل أحد أبناء عمومة الأب، ولكن من غير الشائع بالنسبة للفتيات أن يسافرن برفقة قريب ذكر، لأن الأهل ينتابهم قلق أشد حيال سلامة بناتهم.
يخبرنا خوشسيار بأن الفتيان الذين أتوا برفقة أحد الأقارب غالباً يكرهون التحدث عن تجربة الانتهاك أو الاغتصاب، سواء أكان القريب هو مرتكبها أم غيره.
ويعلق على ذلك بقوله: "تخيلوا ما الذي سيحدث في حال تعرض صبي لانتهاك جنسي، إذ في البداية لن يخبر الصبي أحداً عن هذه التجربة لأن الأمر مخز بالنسبة له، وفي حال أخبر أقاربه بذلك فلن يتحركوا لفعل أي شيء حيال ما حدث لأنه أمر مخز، ولهذا سيظهر صراع بين فردين ينتميان لعائلة واحدة أو فردين ينتميان لعائلتين مختلفتين"، ولهذا لا يرغب أغلب الضحايا برفع دوى قانونية حول ذلك، كما يصبح وضعهم القانوني في بلغاريا موضع مساءلة، ولهذا لن يفصح أحد بالحديث عما جرى إلا فيما ندر.
المصدر: Info Migrants