وصف اختصاصي في جامعة دمشق، النباتات الطبية والعطرية في سوريا بـ"الذهب الأخضر"، متهماً النظام بإهمال هذه الثروة والجهل بواقعها، وترك الفلاحين لرحمة التجار والسماسرة، مع حرمانهم من جميع مقومات الإنتاج، ما يحرم السوريين الاستفادة من هذه الثروة.
واستغرب ثائر برهوم - المتخصص بدراسات الجدوى الاقتصادية الزراعية في جامعة دمشق - من مطالبة مسؤولي النظام للآخرين بوضع خريطة عمل ودراسات وبيانات عن توزع هذه الثروة، على الرغم من أن هذا عملهم وواجبهم، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الثلاثاء.
وأشار برهوم إلى تجاهل النظام لدراسات الجدوى الاقتصادية حول النباتات الطبية والعطرية، كالزعتر الخليلي والكمون وحبة البركة وغيرها، التي وضعها قسم الدراسات الاقتصادية في كلية الزراعة.
واعتبر أنه ليس من حق حكومة النظام مطالبة الفلاح بالإنتاج طالما أنها غير قادرة على فهم واقع النباتات الطبية، ولا تقدم له سوى الكلام والوعود.
النظام يحرم الفلاحين من الأسمدة.. ويمدهم بـ"الكلام والوعود"
فضلاً عن ذلك، يعاني الفلاحون في مناطق سيطرة النظام من تحكم التجارة والسماسرة، الذين يشترون المحصول بأقل من سعر التكلفة، ما يضع المنتجين في مشكلات مالية، تدفعهم أحياناً إلى إتلاف المحاصيل مقابل عدم بيعها بخسارة، بحسب برهوم.
ويعاني الفلاحون كذلك، من رفع الدعم عن الأسمدة، ومشكلات في توفير الأدوية الزراعية، في ظل وجود شركات محدودة وبجودة إنتاج متدنية، فضلاً عن صعوبات في تأمين المياه، بحسب برهوم، في ظل تجاهل النظام البحث عن حلول وبدائل.
وبيّن برهوم أن البدائل متوافرة ومثبتة نتائجها علمياً، مثل استخدام الفيرمي كمبوست بدلاً من السماد العضوي، وشاي الفيرمي بدلاً من المبيدات الحشرية، لكن النظام لا يتحرك لتبنيها، بل يعتمد على أبحاث نمطية، وخططه لا تتجاوز تقليد الآخرين.
وتأتي تصريحات الاختصاصي، بالتزامن مع مؤتمر عقده النظام مع القطاع الخاص حول الاستثمار بالنباتات العطرية والطبية، أمس الإثنين، ادعى خلاله وزير الزراعة حسان قطنا، أن النظام يوفر "كل أساليب وفرص دعم إنتاج هذه النباتات".