شدد المفكر العربي عزمي بشارة على أنه لا يمكن المطالبة بالحرية والعدالة و"إرسال رسائل تحية لبشار الأسد"، وذلك في محاضرة بعنوان: "في راهنية النكبة وفي قضية فلسطين عربياً"، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لنكبة فلسطين.
وقال بشارة إن القضية الفلسطينية لا يمكن لها أن تتوقف عن التصرف كحركة تحرر ملهمة للشعوب، و"ليس مقصوداً بـ قضية العرب الأولى أن تكون فلسطين القضية الأولى لدى السوريين المظلومين الذين يُقصفون بالبراميل، أو لدى الشباب العراقيين الذين قتلوا بالمئات وهم عراة الصدور لا يحملون سلاحاً في مواجهة ميليشيات طائفية... إن قضية فلسطين هي الأولى إذا كنّا أمة، هي "قضية العرب" بوصفهم عرباً وليس بوصفهم سوريين ومصريين وعراقيين ولبنانيين... ولذلك حين يحصل تفكّك في الأمة العربية والشعور العربي تتراجع قضية فلسطين".
وأكد المفكر العربي على أنه لا يجب على القضية الفلسطينية أن تبتعد عن الخطاب الديمقراطي، و"لا يستطيع الفلسطينيون الحصول على استقلالهم وحريتهم إن لم يكن خطابهم عروبياً"، مشيراً إلى أن تعامل العرب مع ما حدث في النكبة ومع ما يحدث الآن خلق "نزعة وشوفونية فلسطينية" أثر على قضيتهم سلباً.
وقال بشارة: لا نستطيع أن نكون في الوقت ذاته نطالب بالعدالة والحرية والديمقراطية، ونرسل رسائل تحية لبشار الأسد"، في إشارة إلى الإشادة التي صرّح بها القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، في مقابلة له على قناة الميادين، يوم الجمعة الفائت، بقوله: "إن موقف الأسد الداعم للمقاومة ليس غريباً ولا مفاجئاً، والمقاومة تعرف هذا الموقف، ومن يحيينا بتحية نرد بمثلها بل بخير منها، نحن نأمل أن تظل دمشق كما كانت عاصمة للمقاومة".
وأضاف بشارة: "ونحن خارجون من معركة بهذا الحجم، ثم نخسر 70 في المئة من السوريين دفعة واحدة!"
وأوضح المفكر العربي عزمي بشارة أن القضية الفلسطينية معقدة جداً "لأنها تقع على تقاطع المسألة اليهودية والمسألة العربية وهما قضيتان معقدتان، فالقضية اليهودية فيها كم من التعقيد العالمي عبر علاقة الأوروبيين والأميركان مع اليهودية وعملية تصديرها إلى منطقتنا، وثانياً عدم تحقق الأمة العربية والصراعات القائمة بين الأنظمة العربية ووقوعنا في الوسط في قضية علاقة العرب بأنفسهم وبقضية فلسطين، هل هم أمة أم لا".
وبناء على ما سبق، أوصى بشارة بضرورة الحفاظ على الخطاب السياسي النابع من معرفة تعقيد القضية الفلسطينية، بعيداً عن "الشوفونية"، وتفهّم قضايا الشعوب الأخرى.
وشدد المفكر العربي على أهمية الحفاظ على خطاب ديمقراطي بقوله: "لا تستطيع أن تواجه العالم ومُستعمرك هو اليهود، إلا إذا كان خطابك ديمقراطياً".
ولفت بشارة إلى أن شعوب العالم تهتم بالقضية الفسطينية كونها آخر قضية استعمارية، ولذا يجب عدم فقدان هذا التعاطف العالمي، والحفاظ على القضية الفلسطينية كـ "حركة تحرر".
وقال: "منذ أن فقدنا كفلسطينيين طابع حركة تحرر واستبدلناها بـ (السلطة الفلسطنية)، هل سيبقى خطابنا ديمقراطياً تقدمياً لشعوب العالم؟".