كشف الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، شفيق عربش، أن أسعار المشتقات النفطية الصادرة عن حكومة النظام السوري هي أعلى بكثير من الأسعار المتداولة عالمياً، فعلى سبيل المثال فإن سعر طن الفيول عالمياً أقل بنحو 20 في المئة من سعره في البلاد.
وقال لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إنه بالنسبة للبنزين والمازوت فإن الحكومة من الممكن أن تحقق وفرا جيدا بهما، فيما لو كانت عملية الإنتاج تجري وفقاً للمواصفات المعيارية في الإنتاج.
وأضاف أن المصافي في سوريا تعاني من القدم، وبالتالي فإن تكاليف الإنتاج في المصافي السورية أعلى مما هي عليه في كثير من دول العالم، ما يتسبب بارتفاع التكلفة الصادر في النشرات السعرية للمشتقات النفطية التي توزع للقطاع الصناعي والقطاعات الأخرى وللمستهلك، ويجعلها أعلى من كثير من الدول.
وعلى سبيل المثال فإن سعر البنزين في سوريا أعلى من سعره في لبنان، لكنه أقل من الأردن، بحسب عربش.
انخفاض استهلاك البنزين 50 في المئة مقارنة بـ2011
وأوضح عربش أن المازوت غير متوافر بالشكل الكافي، لكن البنزين يعتبر متوافر، ويقدر استهلاك سوريا من البنزين بنحو مليار وثلاثمئة مليون ليتر سنوياً، وهو أقل بنسبة 50 في المئة من استهلاكنا خلال العام 2011.
رفع سعر المشتقات النفطية رغم انخفاض أسعارها عالمياً
ورغم انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالمياً، إلا أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري رفعت أسعار المحروقات خلال النشرة الأخيرة، وأكد عربش أنه رصد مراراً ارتفاع أسعار الوقود في كل مرة ينخفض سعر النفط عالمياً والعكس صحيح، وهذا أمر لافت.
أزمة المحروقات في سوريا
وتعيش مناطق سيطرة النظام السوري منذ أشهر أزمة محروقات، هي الأسوأ على الإطلاق، بالنظر إلى حالة الشلل التام التي أصابت القطاعات كلها، حيث شُلت حركة النقل والمواصلات خاصة في العاصمة دمشق وريفها ووصل التأخير في رسائل البنزين المدعوم إلى قرابة 50 يوماً، كما ازدادت ساعات القطع الكهربائي لتصل إلى 23 ساعة يومياً في معظم المناطق.
ورغم الوعود المتكررة التي تطلقها حكومة النظام السوري بشأن زيادة المخصصات وضخ المشتقات في محطات الوقود، فإن أزمة المحروقات ما تزال مستمرة في التفاقم.