بات الأهالي في محافظة السويداء، يجمعون التبرعات للمدارس، التي تعاني نقصاً في المواد الأساسية، رغم ظروفهم المعيشية الصعبة، وذلك بعدما أصبحت المؤسسات التعليمية تواجه عجزاً مالياً حاداً، في ظل تخلي حكومة النظام السوري عن مسؤولياتها.
العديد من المدارس في محافظة السويداء، باتت تستقبل تبرعات مالية وعينية من الأهالي، للاستمرار في العملية التعليمية، وفقاً لشبكة "السويداء 24" المحلية.
وتلقت العديد من المدارس في مدينة السويداء تبرعات من مادة المازوت أرسلها الأهالي مع أبنائهم، كما وصلت تبرعات إلى مدرسة في صلخد من لجنة الوقف، عبارة عن ثلاثة مواعين ورق إجابة، وغيرها شواهد كثيرة، بحسب "السويداء 24".
حملات جمع التبرعات على "فيس بوك"
وأصبحت المدارس تنشر مساهمات الأهالي على صفحاتها في (فيس بوك"، مقدمة الشكر والتقدير لهم، بحسب "السويداء 24"، في مؤشر واضح على العجز الكبير في تأمين أدنى المستلزمات، لإكمال العملية التعليمية، ومنها ورق الإجابة للامتحانات النصفية.
مصدر في قرية المغير الواقعة جنوب المحافظة، قال لـ"السويداء 24"، إن عدداً من أهالي القرية جمعوا تبرعات خُصصت لنقل المدرسين والطلاب من المغير والخربة إلى الغارية ذهاباً وإياباُ لمدة يومين، بمبلغ يقدر ب 120 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تبرعات ساهمت بشراء كميات من الورق، بقيمة 60 ألف ليرة سورية.
مدرسة "حسين يوسف الدعبل"، كتبت على فيس بوك: "إدارة مدرستنا تتقدم بجزيل الشكر والاحترام، للجنة وقف صلخد، على المبادرة واللَّفتة الكريمة لتبرعهم بثلاثة مواعين ورق إجابة، دمتم ودام عطاء الأيادي الخَيِّرة".
في حين نشرت مدرسة "الشهيد عاهد أرشيد تدوينة": "أحبتنا التلاميذ أنجزوا امتحانهم اليوم وهم يشعرون بالدفء بفضل الإخوة أولياء الأمور الذين هبوا لتأمين المازوت للمدرسة خلال فترة الامتحانات كل الشكر والعرفان بالجميل لكم جميعاً ونحن ملتزمون برغبتكم عدم ذكر الأسماء بالتفصيل دمتم بوافر الصحة والتوفيق من الله ودمتم عوناً وسنداً لمدرستكم".
تخفيض ميزانية التربية
"مديرية التربية" في السويداء، لم تتمكن من توفير مادة مازوت التدفئة، لغالبية المدارس على ساحة المحافظة، بسبب عدم تخصيص حكومة النظام كميات كافية من المادة. حتى مواعين الورق، هناك عجز في تأمينها.
وأوضح مصدر في "مديرية تربية السويداء"، فضل عدم ذكر اسمه، إن الميزانية المخصصة من حكومة النظام للمديرية انخفضت بشكل حاد خلال العامين الماضيين. والتربية ليست مؤسسة ربحية بطبيعة الحال، وتعتمد على الميزانيات المرصودة من وزارة التربية في حكومة النظام.
واقع التعليم في سوريا
وتشهد العملية التربوية في مناطق سيطرة النظام السوري تدهوراً كبيراً في جميع مراحلها، سواء من ناحية المناهج، وتوفير متطلباتها، أو من ناحية ارتفاع معدلات التسرب من المدارس، بسبب انعدام الأمن والفقر، في ظل انهيار الليرة السورية وتدهور الأوضاع المعيشية.