icon
التغطية الحية

المالكي أغلى من الشانزليزيه.. شراء عقار في سوريا يتطلب توفير الراتب لـ 500 سنة

2024.06.15 | 11:54 دمشق

مدينة دمشق - AFP
مدينة دمشق - AFP
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

سجلت أسعار العقارات في سوريا ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق خلال السنوات الماضية، وتجاوزت في بعض المناطق الأرقام المسجلة في أغلى مدن العالم، رغم ركود الأسواق.

وقال الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق شفيق عربش، إن الشريحة الأكبر من السكان غير قادرة على شراء عقار، بينما لا تتجاوز نسبة الفئة القادرة على ذلك 10 إلى 15%، مضيفاً أن "الفرد يحتاج إلى 500 سنة لشراء منزل شريطة توفير راتبه بالكامل خلال هذه الفترة".

وأكد عربش أن سبب ارتفاع أسعار العقارات في سوريا يعود إلى انخفاض قيمة العملة وعمليات المضاربة، إضافة إلى غسيل الأموال، إضافة إلى عدم وجود ضوابط أو قوانين لقطاع العقارات منذ أكثر من 40 عاماً، وسير القطاع على مبدأ البائع والمشتري ومكتب وسيط، وفقاً لما نقلت منصة "كيو بزنس" المقربة من النظام السوري.

غسيل الأموال يرفع أسعار العقارات في سوريا

أشار عربش إلى أن غسيل الأموال يعتبر أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار العقارات، و"يكون بإخفاء العائدات التي تم كسبها بطريقة غير مشروعة، عبر ضخها بالعقارات من خلال شراء عقارات ووضعها بأسماء أشخاص موثوقين لفترة مؤقتة، وشرائها فيما بعد، وبهذه الطريقة يتم تنظيف الأموال من أصولها القديمة".

كذلك تحدث عن خداع المكاتب العقارية للزبائن، حيث يوجد فيها بشكل دائم أربع أو خمس أشخاص، يزعم صاحب المكتب أنهم زبائن، وتكون مهمتهم ممارسة الدعاية للتشويش على الزبون الراغب بالبيع أو الشراء.

عقارات دمشق أغلى من باريس

لفت عربش إلى أن أسعار العقارات ارتفعت بشكل غير مبرر، حيث وصل سعر المنزل في منطقة يبرود بريف دمشق إلى مليار ليرة سورية، أي ما يعادل 70 ألف دولار أميركي، في حين أن السعر السابق لا يتجاوز 20 أو 25 ألف دولار، كما ارتفع سعر المنزل في حي التجارة بمدينة دمشق إلى 12 ملياراً أي ما يعادل 800 ألف دولار.

وأضاف: "الفرد في سوريا يحتاج لتوفير راتبه بالكامل لـ 500 سنة، من أجل أن يكون قادراً على شراء منزل، في وقت توجد به مشكلة طرفاها متناقضان: أسعار مرتفعة وعدم وجود قدرة شرائية".

عربش قارن بين الأسعار في سوريا وفي فرنسا قائلاً: "باريس من أغلى العواصم في العالم، والشانزليزيه هو حي تجاري، وبمقارنة المالكي بالمناطق التي تصنف كفئة أولى في العاصمة الفرنسية نجد أن المنازل هناك أغلى من دمشق، خصوصاً أن بعض واجهاتها قد تكون منحوتة من فنانين".

وتختلف معايير قياس سعر المنزل ما بين سوريا وفرنسا، فالعاصمة باريس تعتمد على استهلاك المنزل للكهرباء والتدفئة ومساحته وقيمته التاريخية، بينما دمشق معاييرها محصورة بالإطلالة والمساحة والحي، وفقاً لعربش.