أفادت مصادر محلية في محافظة درعا جنوبي سوريا، بأن "اللواء الثامن" سلّم القيادي محمد قاسم الصبيحي (أبو طارق) لفرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري، بعد احتجاز دام لعدة أيّام في مدينة بصرى الشام شرقي المحافظة.
وذكر "تجمع أحرار حوران"، أن تسليم "أبو طارق الصبيحي"، جاء بعد أربعة أيام على احتجازه بكمين نصبه اللواء الثامن خلال عودته من محافظة السويداء إلى منطقة اللجاة.
ما مكاسب اللواء من الخطوة؟
وبحسب المصدر، فإن "اللواء الثامن" ينتهج منذ تشكيله بدرعا سياسة خاصة، يحاول خلالها تحصيل المكاسب التي تدعم سيطرته ونفوذه في محافظة درعا، سواء مع الأطراف المحلية أو الدولية.
وأضاف التجمع: "يبدو أن اللواء بات يلعب مع كافة الأطراف دون استثناء، حيث بدا تقرّبه من فرع الأمن العسكري يتضح مؤخراً، محاولاً تحصيل مكاسب خاصّة تحفظ كيانه كحالة فريدة عن بقية المحافظات السورية التي سيطر عليها نظام الأسد".
وفي عام 2021، أُلحق اللواء الثامن إدارياً بشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام، وحافظ على وجوده في مدينة بصرى الشام والعديد من بلدات الريف الشرقي، إضافة لوجود مجموعات تابعة له في مدينة إنخل وبلدة غباغب شمالي درعا.
شخصية مثيرة للجدل
يعتبر "أبو طارق الصبيحي" من الشخصيات المثيرة للجدل في محافظة درعا، بسبب مواقفه من اللجان المركزية واتهامه بالارتباط بتنظيم "داعش".
ودخل الصبيحي خلال السنوات الماضية بالعديد من المواجهات ضد "اللواء الثامن" واللجان المركزية في درعا، وتعرض على إثرها للعديد من الإصابات.
ويعود سبب الخلاف بين الصبيحي واللجنة المركزية إلى اتهامها بالوقوف خلف مقتل ابنه وصهره على يد قوات النظام السوري في أيار 2020 بالقرب من مدينة نوى بالريف الغربي.
وتقول مصادر محلية إن هناك جهات استغلت خلاف الصبيحي مع اللجنة المركزية وقدمت له الدعم للعمل المشترك ضدها، ووفقاً لـ"تجمع أحرار حوران" فإن أبرز من دعموا "أبو طارق" القيادي السابق في "جبهة ثوار سوريا" صلاح الطرشان المقرب من دولة الإمارات.
كما أكد المصدر أن الطرشان يمتلك علاقة وثيقة مع قيادات حزب الله في الجنوب السوري ومكتب أمن الفرقة الرابعة، إضافة إلى تجار ومهربي المخدرات في المنطقة.
من هو أبو طارق الصبيحي؟
ينحدر الصبيحي من بلدة عتمان شمالي درعا، وبعد اندلاع الثورة السورية والانتقال إلى الحراك المسلح شكل مجموعة من أبناء بلدته لمواجهة قوات النظام.
وفي عام 2015 تعرض للسجن في محكمة "دار العدل في حوران"، بعد أن قام عناصره بتفجير سيارة لفصيل "المعتز بالله" ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخر.
وعقب "التسوية" ذاع صيت الصبيحي عام 2020 حين اقتحمت مجموعته مخفراً للشرطة في بلدة المزيريب وقتلت جميع عناصره، رداً على مقتل ابنه وصهره آنذاك.
بعد ذلك تعرض الصبيحي للملاحقة من قبل النظام السوري الذي شن عدة حملات عسكرية ضد المناطق التي كان يلجأ إليها، وطالب في كانون الثاني/ يناير 2021 بترحيله إلى الشمال السوري رفقة 5 أشخاص آخرين.
الجدير بالذكر أنه في أيار/ مايو 2022 تداولت صفحات محلية محادثات مسربة للقيادي "أبو عمر الشاغوري" في أثناء عرضه على قائد عمليات الفرقة الرابعة غياب دلة، التعاون مع الصبيحي وهو ما نفاه الأخير.