البث المباشر
ساعات تفصلنا عن شهر رمضان، حيث يستقبل أهالي مدينة اللاذقية هذا العام شهر الصيام من دون فوانيس وزينة، وبفقر شديد في الأسواق والمنازل بسبب الغلاء الفاحش.
وفي جولة لموقع تلفزيون سوريا لأسواق الصليبة والشيخ ضاهر المعروفة بتحضيرات رمضان الاستثنائية، لاحظنا غياب التحضيرات المعتادة كتزيين الشوارع بالفوانيس المضيئة وزينة رمضان الخاصة، وتقديم عروض من المحال على جميع المستلزمات، إضافة إلى شلل واضح بحركة البيع وارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم.
أسعار "خرافية" وانتقادت لحكومة النظام
ارتفع صحن البيض في أسواق اللاذقية إلى 65 ألف ليرة ووصلت شرحات الدجاج إلى 70 ألف ليرة وأما كيلو لحم الخروف وصل إلى 240 ألف ليرة سورية، وكيلو الأرز إلى 25 ألفا حسب نوعه وأرز الكبسة بـ 38 ألف َوالبرغل 20 ألف ليرة، وكيلو السكر بـ 17 ألف وليتر الزيت النباتي ما بين 27_31 ألف ليرة حسب نوعه، وبالنسبة الكيلو التمر فيتراوح ما بين 50 -100 ألف ليرة حسب جودته. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المعلبات والألبان والأجبان واختلاف تسعيرتها من محل إلى آخر.
أبو رامي مدرس لغة إنجليزية (طلب عدم ذكر هويته)، قال لموقع تلفزيون سوريا "كان معروفا أن الأسواق قبل أسبوع من بداية رمضان تضج بالعروض على المواد الغذائية وتزدحم الشوارع بالمواطنين الذين يحضرون المؤن لقدوم الشهر الفضيل، ولكن هذا العام الشوارع خالية والأسعار كاوية دون رقيب أو حسيب".
وأضاف "لم نستطع هذا العام شراء مستلزمات رمضان من مواد غذائية معلبات وعصائر بسبب عدم قدرتنا على الشراء، فالراتب الشهري لا يتناسب مع الأسعار في السوق".
وأشار إلى غياب الرقابة عن الأسواق، حيث ترتفع الأسعار بحجة ارتفاع الدولار، لكنها لا تنخفض مع انخفاضه بل تبقى على حالها لا وبل ترتفع يوما بعد يوم".
وتساءل أبو رامي "أين إجراءات الحكومة من هذه الجريمة.. إذا لم تفعل شيئا فنحن على أبواب مجاعة لا محال".
وأما ليلى (موظفة) فقد أكدت أن "قرارات حكومة النظام الجائرة وخصوصا رفع المحروقات تسببت برفع أسعار جميع السلع في الأسواق كالأغذية والخضراوات والفواكه"، مشيرة إلى أن "الحكومة تحرمنا من لقمة الأكل".
وأوضحت ليلى لموقع تلفزيون سوريا، (طلبت عدم ذكر هويتها)، "من المعتاد أن نستعد قبل رمضان من تأمين المونة وتزيين المنزل وتنظيفه ابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل ولكن هذا العام لم نستطع شراء كيلو تمر واحد، لأنك إذا أردت شراء كيلو واحد من المواد الأساسية كالأرز والسكر البرغل والطحين مع ليتر واحد من الزيت فستحتاج إلى 500 ألف ليرة أي ضعف راتبي الشهري".
وأشارت إلى ضرورة تأمين أسطوانة الغاز قبل رمضان بسبب تأخر الرسائل الإلكترونية، مؤكدة أن سعر الأسطوانة تراوح ما بين 290_300 ألف ليرة سورية، مضيفة "نحن نستقبل رمضان بحزن وحسرة بسبب الفقر الشديد".
وأما حازم فهو من متضرري الزلزال قال لموقع تلفزيون سوريا :"مضى علينا عام قاس جدا معنويا واقتصاديا بسبب خسارة منزلنا وارتفاع الإيجارات وأسعار الأغذية والألبسة والأدوية حتى أصبحنا نشتهي لقمة الأكل، والآن نستقبل شهر العبادة بحرقة قلب وابتزاز من التجار وغياب التدخل الحكومي لصالح المواطنين"، متسائلا" كيف سيمضي علينا رمضان في ظل هذا الغلاء الفاحش؟!".
شهر #رمضان في #اللاذقية.. أسعار مرتفعة وقوة شرائية ضعيفة
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 10, 2024
تقرير: نور إدريس @Nuredrs#تلفزيون_سوريا #لم_الشمل #رمضان2024 pic.twitter.com/BDxncBzLQ2
التجار يبررون: السبب قرارات الحكومة
أبو محمد صاحب "بزورية" في سوق الشيخ ضاهر، أكد وجود تراجع كبير في حركة التجارة قبيل رمضان وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطنين.
وأضاف أن شلل حركة البيع هذا العام يرجع لتردي الظروف الاقتصادية في البلاد، إضافة للكوارث الطبيعية التي تتالت على المحافظة بالإضافة لقرارات حكومة النظام الأخيرة مثل رفع سعر المازوت مما تسبب بضرر على المواطن والتاجر.
ويوضح أن أجور نقل البضائع أصبحت باهظة جدا وتحسب على ليتر المازوت بالسعر الحر.
بدوره مازن صاحب محل لبيع الألبان والأجبان قال: "إن الزبائن يستهجنون ارتفاع أسعار الألبان والأجبان دون معرفة المصاعب التي تواجهنا يوميا، موضحا أن ارتفاع أجور النقل وارتفاع أجور العمال بالإضافة لغياب الكهرباء وإجبارنا على اشتراك الأمبيرات من أجل تشغيل البرادات جميعها تسببت برفع الأسعار".
الجدير ذكره أن سعر كيلو اللبن 8000 ليرة وكيلو اللبنة 29 ألفا والجبنة قد تصل إلى 60 ألفا حسب نوعها.
ومن المعروف أن أهالي مدينة اللاذقية وخصوصا الصليبة والشيخ ضاهر والعوينة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد كانت تستقبل شهر رمضان بتزيين الشوارع وتنظيفها وإضاءتها، ولكن هذا العام اختفت هذه التحضيرات وغابت الطقوس، بالإضافة لغياب تأمين مستلزمات مائدة رمضان من فواكه وخضراوات ولحوم وحلويات بسبب الغلاء الفاحش والكوارث المتتالية.
