icon
التغطية الحية

اللاجئون السوريون في لبنان: نزوح متجدد ومعاناة متفاقمة في ظل التصعيد الإسرائيلي

2024.09.26 | 06:47 دمشق

آخر تحديث: 26.09.2024 | 10:15 دمشق

243543
اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون نزوحا جديدا وتضييقا حكوميا في ظل التصعيد الإسرائيلي (AFP)
تلفزيون سوريا - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • نزوح جديد ومعاناة متفاقمة: تصاعد القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني أجبر مئات العائلات السورية على النزوح مرة أخرى، وسط غياب المأوى ونقص حاد في المساعدات، مع تضييق حكومي يمنع استقبالهم في مراكز الإيواء.

  • تحديات العودة إلى سوريا: الكثير من اللاجئين السوريين يحاولون العودة عبر طرق غير نظامية خوفا من الاعتقال في سوريا، فيما تواجه العائلات النازحة صعوبات كبيرة في إيجاد مأوى داخل لبنان مع تزايد الأعداد.

  • نقص المساعدات وتوثيق الانتهاكات: المفوضية السامية للأمم المتحدة تعاني نقص التمويل، فيما تستمر المنظمات الحقوقية في توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون، في ظل سياسات لبنانية تمييزية تزيد من حدة الأزمة الإنسانية.


يعيش اللاجئون السوريون في لبنان فصلا جديدا من المأساة الإنسانية في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير على الأراضي اللبنانية.

ومع كل يوم يزداد الوضع تعقيدا بالنسبة لهؤلاء اللاجئين الذين هربوا من ويلات الحرب في سوريا ليجدوا أنفسهم مرة أخرى يواجهون التشرد، والنزوح القسري، والمعاناة التي لا تنتهي. ومع تصاعد القصف الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، بات اللاجئون السوريون يواجهون أزمة جديدة تضاف إلى سنوات من اللجوء والمصاعب المتواصلة.

كشف برنامج "المهجر" على تلفزيون سوريا عن تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في لبنان مع استمرار القصف الإسرائيلي في الجنوب اللبناني إذ وجدت العائلات السورية نفسها في مواجهة نزوح قسري آخر، وسط غياب الإحصائيات الرسمية ونقص حاد في الدعم الإنساني.

موجات نزوح جديدة وتضييق حكومي

وفقا لما أوردته تقارير "المهجر"، فإن مئات العائلات السورية نزحت من مناطق الجنوب اللبناني مثل بعلبك والهرمل وعرسال نتيجة القصف الإسرائيلي. هذه العائلات وجدت نفسها مرة أخرى مضطرة لمغادرة منازلها في ظروف قاسية، حيث يحاول البعض العودة إلى سوريا عبر طرق غير نظامية خوفا من الاعتقال من قبل النظام السوري. وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 430 عائلة عبرت الحدود إلى سوريا، بعضها عبر معابر غير رسمية، ما يعرضها لمخاطر إضافية.

في مدينة عرسال، التي استقبلت 355 عائلة سورية نزحت من الجنوب، توزعت العائلات على المخيمات الموجودة، رغم الضغوط الكبيرة على هذه المخيمات التي تعاني بالفعل من نقص في الخدمات الأساسية. وأوضح برنامج "المهجر" أن الحكومة اللبنانية أصدرت تعليمات مشددة تمنع المخيمات من استقبال أي نازحين جدد من السوريين، ومنعت اللاجئين السوريين من مغادرة المخيمات دون موافقة أمنية، مما يزيد من حدة المعاناة.

نقص حاد في المساعدات الإنسانية

أشار تقرير البرنامج إلى أن المناطق التي نزح إليها اللاجئون السوريون، مثل البقاع وطرابلس، تواجه نقصا حادا في المساعدات الإنسانية. وفي ظل غياب الدعم الحكومي الكافي، تسعى المنظمات الإنسانية المحلية لتوفير بعض الاحتياجات الأساسية، لكن قدراتها محدودة جداً في مواجهة الأعداد الكبيرة من النازحين. في طرابلس، فتحت بعض المدارس أبوابها لاستقبال النازحين، ولكن هذه الجهود تبقى غير كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة.

وفي مقابلة مع الدكتور فراس الغضبان، المدير الطبي لجمعية "إيما" في البقاع الغربي، والتي أوردها برنامج "المهجر"، أوضح أن العائلات السورية النازحة تعيش أوضاعا مأساوية، حيث تفترش العديد من العائلات الطرقات وتفتقر إلى أبسط سبل الحياة مثل المرافق الصحية والمأوى. وأشار إلى أن السلطات اللبنانية منعت إدخال اللاجئين السوريين إلى مراكز الإيواء التي خصصت للبنانيين، مما أجبر العديد من السوريين على النوم في الشوارع.

الهروب عبر الحدود وتحديات العودة إلى سوريا

أورد برنامج "المهجر" أن كثيرا من اللاجئين السوريين يحاولون العودة إلى سوريا عبر طرق غير قانونية هربا من القصف الإسرائيلي وخوفًا من الاعتقال في حال العودة عبر المعابر النظامية. نافيا وجود إحصائيات دقيقة عن أعداد السوريين الذين عادوا عبر الطرق غير النظامية.

تصاعد المعاناة في المخيمات

في عرسال، التي تعتبر واحدة من أبرز مناطق تجمع اللاجئين السوريين في لبنان، تعاني المخيمات ضغوطاً هائلة من جراء تزايد أعداد النازحين. وأكد تقرير "المهجر" أن هذه المخيمات كانت تعاني أصلا نقصاً كبيراً في المساعدات والخدمات، لكن تزايد الأعداد النازحة فاقم الأزمة. وأوضح الدكتور فراس الغضبان أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا مع استمرار موجات النزوح وغياب الدعم الكافي من الحكومة اللبنانية.

دور المفوضية السامية للأمم المتحدة وتحديات التمويل

تناول برنامج "المهجر" أيضا دور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في التعامل مع الأزمة، حيث تواجه المفوضية تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل والدعم الدولي. وأشارت المحامية والناشطة الحقوقية ديالا شحادة، خلال البرنامج، إلى أن المفوضية عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية لمعظم اللاجئين السوريين بسبب نقص الموارد، وأوضحت أن 90% من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، في ظل تراجع حجم المساعدات الدولية المقدمة.

وأضافت شحادة أن الحكومة اللبنانية استخدمت سياسات تعسفية ضد اللاجئين السوريين على مدى سنوات، مشيرة إلى أن هذه السياسات تستخدم كأداة للضغط على المجتمع الدولي للحصول على دعم مالي أو لتحقيق مكاسب سياسية. وبينت أن السياسات المتشددة تجاه اللاجئين السوريين لا تختلف كثيرًا في أوقات الحرب، بل تتفاقم مع تزايد الأزمات.

منع السوريين من افتراش الحدائق العامة

كشف تقرير برنامج "المهجر" عن تعليمات صارمة صادرة عن بعض البلديات اللبنانية تمنع اللاجئين السوريين من افتراش الحدائق العامة، بحجة الحفاظ على "المظهر العام". وقد أثارت هذه الإجراءات استنكارا واسعًا من قبل الناشطين الحقوقيين، الذين اعتبروها تمييزا واضحا وانتهاكا لحقوق الإنسان، خاصة في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة التي يعيشها اللاجئون السوريون.

جهود حقوقية لتوثيق الانتهاكات

تواصل المنظمات الحقوقية توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان، وفق ما أوردته ديالا شحادة. وأشارت إلى أن دور الحقوقيين يتمثل في توثيق هذه الانتهاكات وإثارتها على المستوى الدولي، كما أكدت أن القضاء اللبناني لم يتعامل بجدية مع الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون، وأن عدد الأحكام الصادرة في قضايا التمييز ضد السوريين كان محدودًا جداً.

أوضاع مأساوية ومستقبل غامض

ختم برنامج "المهجر" تقريره بالتأكيد على أن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون مستقبلًا غامضًا في ظل غياب الحلول الدائمة واستمرار التحديات الإنسانية. اللاجئون السوريون اليوم عالقون بين مخاطر العودة إلى سوريا، والعيش في ظروف قاسية داخل لبنان، حيث ما تزال الأوضاع تزداد سوءا مع استمرار التصعيد الإسرائيلي.