شنّ الاحتلال الإسرائيلي غارات جويّة مكثّفة في تصعيد غير مسبوق على ما سماه أهدافاً "لحزب الله" في جنوب لبنان، وأدّت الغارات إلى مقتل أكثر من عشرين لاجئاً سورياً حسب أرقام صباح الثلاثاء، من بينهم نساء وأطفال.
وأظهر تقرير الحقائق الصادر عن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العام الماضي، وجود نحو 796 ألف نازح سوري في لبنان، نحو 90 ألفاً منهم في محافظتي الجنوب والنبطية.
ليس فقط في الجنوب، يعيش السوريون المنهكون من الوضع الاقتصادي وظروف اللجوء والنزوح المتكرر داخل لبنان ساعات من الخوف والرعب الذي يذكّرهم بما عايشوه في سوريا، ويرى كثيرون منهم أنّهم محاصرون أكثر من أي وقت مضى.
النزوح رفاهية لا يمتلكها كثير من السوريين
يقول عبدالله (اسم مستعار) جندي منشّق عن قوّات النظام وهارب إلى لبنان "لموقع تلفزيون سوريا" " أخاف اليوم أكثر من أي يوم مضى، لا أملك أوراقاً لأستطيع أن أتحرّك داخل لبنان، وأخاف من العمليات الانتقامية لكون كثيرين اليوم يعاملون معارضي الأسد في لبنان على أنّهم مجرمون، لأننا لا نثق بمحور المقاومة والممانعة"
ويضيف عبد الله الذي ينحدر من مدينة درعا ويعيش في بيروت "لموقع تلفزيون سوريا" لا مكان أذهب إليه، والموت هنا أرحم من أن أموت تحت التعذيب، أو يعتقلني النظام السوري، وهناك عشرات المنشقين مثلي، ننتظر المجهول وليس بين يدينا أي حلول"
بوق العنصرية غالباً ما يتزامن مع طبول الحرب في لبنان
عادةً ما تترافق أزمات لبنان مع موجات عنصرية تجاه اللاجئين السوريين، وفي هذه الظروف يخشى كثيرون منهم مضاعفة معاناتهم وسط الفوضى التي تخلّفها الحرب.
تقول ميساء لموقع "تلفزيون سوريا": "خفنا من القصف، وتملكنا الرعب على الطريق من أن نقابل بأي رد فعل عدائي، نعتبر لبنان بلدنا واللبنانيين إخوتنا، لكننا الحلقة الأضعف للأسف، وفي أيام الرخاء لم نسلم حتى نسلم اليوم"
وحول وجهة السوريين "النازحين" في لبنان اليوم، يقول مدير عام اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان حسام الغالي "لموقع تلفزيون سوريا" إنّ "على اللاجئين السوريين التوجه إلى مخيمات البقاع أو عكار، ليتم استضافتهم عند العائلات المقيمة في المخيمات".
وأكّد الغالي أن "المدارس ومراكز الإيواء التي افتتحت حالياً فقط للنازحين اللبنانيين، ولا يمكنها استقبال اللاجئين السوريين"
وأضاف " الغالي" أنّه "بعد أيام يمكن أن تكون جميع مناطق لبنان تتعرض للقصف، لذا من كان لاجئاً "اقتصادياً" الأفضل أن يعود إلى سوريا، أما من كانت إقامته في لبنان لأسباب تمنعه من العودة إلى سوريا، فغالباً ما ستكون مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان النقطة الأكثر أماناً له، حسب تعبيره.
من جهتها تقول لُبانة غزلان سوريّة مقيمة في فرن الشباك في بيروت "لموقع تلفزيون سوريا" " حالياً لا خيار لدي سوى البقاء في المنزل، وجهزّتُ حقيبة طوارئ مع زجاجة ماء تحسباً، ولا أعلم إن كان الوقت سيسعفنا لتذكّر هذه الحقيبة، حيواتنا مباحة، والحجم الكارثة كبير".
وتضيف غزلان حول وضع السوريين عموماً " أنّهم غير مشمولين بخطط الطوارئ، وتفكّر بالهرب إلى "عاليه" علّها تكون أكثر أماناً من بيروت، وبالنسبة للعودة إلى سوريا فتراها مستحيلة، ولا خيار جيّد بحسب "غزلان" في هذه الأوقات.
الأمر أسوأ بالنسبة للصحفيين السوريين في لبنان
وشهدت المناطق الجنوبية نزوحاً واسعاً منذ صباح الإثنين، حيث تحرك الآلاف من سكان مدينة صور والمناطق المحيطة بها باتجاه مدينة صيدا هرباً من القصف العنيف.
وفي الوقت ذاته توجّه الصحفي ومراسل تلفزيون سوريا إلى الخطوط الأولى في المواجهات لنقل الأخبار وكل ما يخص السوريين في المنطقة، وعلى الصعيد الشخصي يقول أحمد "لموقع تلفزيون سوريا" "وضعنا غير كل الناس، كلهم "التهوا" بحالهن، وبقينا نحن علينا مواجهة الخطر وجهاً لوجه، أخاف على عائلتي، ومن ردّات فعل بسبب التجييش الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويضيف أحمد: "حالياً لا أعرف كيف ستكون أيامنا القادمة، وليس لديّ أي مخطط سوى الانتظار".