سجلت أسعار مادة البطاطا في أسواق دمشق، خلال الأيام الماضية، أرقاما قياسية، ما أدى إلى انخفاض الطلب عليها بشكل كبير، على الرغم من وفرة كمياتها في الأسواق.
وتتراوح أسعار البطاطا في أسواق دمشق بين 5 و 8 آلاف ليرة، بحسب جودتها وحجمها وخلوها من الخدوش، وأيضاً بحسب مكان بيعها إن كان في محال الخضر أو على البسطات.
ما أسباب ارتفاع أسعار البطاطا؟
أحد مزارعي البطاطا في ريف دمشق، قال لـ"أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن موسم البطاطا في قرى القلمون كرأس العين والجبة والمعرة وعسال الورد يوزع إلى كل المحافظات، ويوميا توزع آلاف الكيلوغرامات منها.
أما عن ارتفاع سعرها، فأضاف أن ذلك جاء نتيجة لغلاء الأسمدة والأدوية الزراعيّة وحراثة الأراضي، وارتفاع أجور العاملين في حصد البطاطا، عدا تكاليف الري المرتفعة للأراضي التي لا تحتوي على آبار مائية، وأخيرا ارتفاع أسعار المحروقات الذي انعكس سلبا على أسعار نقل المحصول.
وأشار إلى أن كيلو البطاطا بالجملة يباع تقريبا بين 3500 و 5000 ليرة، تبعا لجودة البطاطا المزروعة وبحسب كمية الطلب.
من جهته، أوضح عضو "لجنة جمعية سوق الهال"، أسامة قزيز، أن كميات البطـاطا الموجودة في الأسواق حاليا هي من مصدرين، أولهما بقايا عروة ريف دمشق والتي تبيع يومياً 100 طن وهي كمية قليلة لا تكفي حاجة السوق، والمصدر الثاني من البطاطا المخزنة في البرادات والتي يبيعون يوميا منها نحو 200 طن لتأمين الاستهلاك وهذا ما رفع سعرها الذي يتراوح بين 5 و 7 آلاف.
متى ستنتهي أزمة البطاطا؟
وحول سد نقص حاجة السوق في الأيام المقبلة، لفت إلى أن العروة التشرينية ستبدأ بنهاية شهر تشرين الثاني، وستغطي الأسواق لمدة تتراوح بين 40 إلى 50 يوما، وبعدها يجري تعويض الأسواق بالبطاطا المصرية التي تكون أسعارها مناسبة.
واقع الزراعة في سوريا
تصاعدت التحذيرات في مناطق سيطرة النظام السوري هذا العام من التراجع غير المسبوق في الإنتاج الزراعي، بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، بدءا من حراثة الأراضي وانتهاء بأجور النقل، حيث باتت مساحات واسعة من الحقول "للفرجة فقط".
وكان الخبير التنموي والزراعي، أكرم عفيف، أكد أن سوريا تعاني من أسوأ إدارة موارد في تاريخ البشرية، إذ لا يوجد بلد مكتفٍ من كل شيء مثل سوريا لكن من دون جدوى.