أثار قرار إدارة جو بايدن بمنح علي رامي مخلوف تأشيرة دخول للولايات المتحدة الغضب في الكونغرس الأميركي، إذ يتخوف النواب الجمهوريون من أن بايدن يسعى إلى تطبيع العلاقات مع بشار الأسد وتخفيف العقوبات المفروضة على نظامه.
وفي الثالث من الشهر الجاري، شاهد يوتيوبر أميركي مصادفة علي مخلوف ابن رامي مخلوف وهو يقود سيارة في مدينة لوس أنجلوس الأميركية ثمنها 300 ألف دولار أميركي، فأثار المقطع المصور التساؤلات حول كيفية حصوله على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، إذ يخضع والده للعقوبات بسبب علاقته الوثيقة مع ابن خاله رئيس النظام بشار الأسد.
إدارة بايدن منفتحة على رفع بعض عقوبات عن الأسد
وقال نواب جمهوريون في الكونغرس الأميركي إن رحلة مخلوف إلى الولايات المتحدة تشير إلى تراجع موقف واشنطن تجاه الأسد، حيث يتجه بايدن لتبني استراتيجية مختلفة عن إدارة سابقه دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات مشددة على الأسد ونظامه، وفقاً لموقع "ذا واشنطن فري بيكون" الأميركي.
وبحسب الموقع، حصل علي مخلوف على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة في الوقت الذي بدأت فيه إدارة بايدن في التفكير في مسعى لإلغاء العقوبات المفروضة على الأسد من أجل تسهيل صفقة الطاقة مع لبنان الذي يسيطر عليه "حزب الله" الموالي لإيران.
وذكر الموقع أن النواب الجمهوريين في الكونغرس يضغطون على إدارة بايدن للحصول على معلومات حول تخفيف العقوبات، مؤكدين أنهم لن يسمحوا للولايات المتحدة بتطبيع العلاقات مع الأسد لأنه يرتكب انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان.
مساع جمهورية لإدراج أفراد من عائلة الأسد على قائمة العقوبات
وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، النائب جو ويلسون، إن "صورة علي مخلوف، ابن خال الديكتاتور الوحشي بشار الأسد، وهو يقود سيارة فيراري بقيمة 300 ألف دولار في شوارع لوس أنجلوس، مثيرة للاشمئزاز".
وأضاف ويلسون، أن "رامي مخلوف، يدير شبكة من الشركات الوهمية التي تمول القتل والتعذيب والتهجير التي ترتكب ضد الشعب السوري من قبل نظام الأسد، بالإضافة إلى إدراجه على قوائم العقوبات الأميركية".
وتابع ويلسون: "هذا الفيديو الفظيع (لعلي مخلوف) يؤكد الحاجة إلى فرض مزيد من العقوبات وتوسيعها لتشمل أفراداً من عائلة الأسد، وإن للكونغرس الحق في معرفة كيف وصل هذا الرجل إلى الولايات المتحدة".
وقالت عضو لجنة الدراسة الجمهورية، والنائبة إيفيت هيريل، إن "دخول علي مخلوف إلى أميركا يشير إلى عيوب خطيرة في عملية التدقيق في وزارة الخارجية، فإذا كان ابن خال دكتاتور وحشي وابن أحد أمراء الحرب والأكثر فساداً ووحشية في العالم يحمل تأشيرة دخول للولايات المتحدة، فهذا يشير إلى عيوب بالغة في عملية التدقيق لدينا".
بايدن يخفف العقوبات على الأسد لدعم صفقة لبنان
وتأتي إقامة علي مخلوف في الولايات المتحدة في الوقت الذي تعمل فيه إدارة بايدن على تطبيع نظام الأسد، مما يمثل تحولاً كبيراً في سياسة واشنطن على مدى العقد الماضي، ويسعى دبلوماسيون كبار في إدارة بايدن أيضاً إلى رفع بعض العقوبات المفروضة على نظام الأسد حتى تتمكن من مساعدة لبنان في تصدير الطاقة إليها، وهي خطوة تتطلب من الإدارة التنازل عن أجزاء من قانون "قيصر"، وفقاً للموقع.
وتفرض الولايات المتحدة الأميركية، منذ حزيران من عام 2020، عقوبات على نظام الأسد وفق "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا"، منها عقوبات تصل لمدة 10 سنوات على كيانات وهيئات ومؤسسات حكومية وشخصيات بارزة في حكومته وشخصيات مقربة منه، بالإضافة إلى المؤسسات والشركات التي تتعامل معهم، فضلاً عن الدول الداعمة له وعلى رأسها روسيا وإيران، حيث تشمل العقوبات جميع مجالات النفط والطاقة وقطاع النقل الجوي والبناء والهندسة، وتستثني أعمال الدعم الإنساني الدولي للمدنيين.
ويهدف القانون، وفق الخارجية الأميركية، إلى منع نظام بشار الأسد مِن تحقيق انتصار عسكري وتوجيهه نحو العملية السياسية، وحرمانه مِن العائدات والدعم الذي استخدمه لارتكاب الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان، التي تمنع التوصل إلى حل سياسي وتقلل بشدة مِن احتمالات السلام.