أفادت مصادر طبيّة لـ موقع تلفزيون سوريا، يوم الثلاثاء، بتسجيل ثلاث حالات جديدة بمرض الكوليرا في مدينة بزاعة شرقي حلب، وذلك بعد مدة طويلة من انقطاع المرض في شمال غربي سوريا.
وقالت المصادر إنّ ثلاث حالات وصلت إلى المركز الطبي الخاص بمرض الكوليرا في بزاعة، وبعد الكشف الطبّي والتحاليل تبيّن إصابتهم بالمرض، ويخضعون الآن للمراقبة والعلاج.
وبحسب المصادر، فإنّ فرقاً طبيّة وصلت إلى مدينة بزاعة - بمهة رسميّة - لدراسة واقع المياه في منطقة الإصابات الجديدة، مرجّحةً أنّ وراء ظهور إصابات جديدة بمرض الكوليرا.
وقال الدكتور محمد الصالح - مسؤول الإنذار المبكر شمالي حلب - لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ السبب يعود إلى تزايد حالات الإسهال بحكم فصل الصيف، والاعتماد الكبير على المياه المجمّدة (ألواح البوظ) والخضراوات المسقية بمياه غير موثوقة.
وأشار "الصالح" إلى أهمية اللقاح ضد الكوليرا، باعتباره التدبير السريع والمثالي لمنع الوفيات وتقليل خطورة المرض، مشدّداً على ضرورة تأمين مصادر مياه موثوقة كافية للوقاية من انتشار الكوليرا في المنطقة.
اقرأ أيضاً.. وصول أول دفعة من لقاح الكوليرا إلى شمال غربي سوريا |صور
ويوم السبت الفائت، سجّلت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة في شمال غربي سوريا، 61 حالة جديدة مٌشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا، بينها 26 حالة مؤكّدة (2 في ريف حلب، و24 في إدلب وريفها).
وقبل أسبوعين، أنهت الفرق الطبية في شمال غربي سوريا وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الحملة الثانية من اللقاح ضد الكوليرا، الذي استهدف نحو مليون و119 ألفاً و799 شخصاً، في إطار السعي للحد من انتشار الوباء.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أعلنت، في وقتٍ سابق، أن مناطق شمال غربي وشمال شرقي سوريا تواجه خطر تفشي الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد بالاستجابة الإنسانية وأسباباً أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سوريا.
اقرأ أيضاً.. "أطباء بلا حدود": أزمة المياه تنذر بكارثة صحية في شمالي سوريا
وتشهد سوريا، منذ آب 2022، تفشياً كبيراً لـ مرض الكوليرا في عدة محافظات، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2009، حيث تنشط الكوليرا عادةً في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تعرّض الآلاف في مناطق شمال غربي سوريا للإصابات بمرض الكوليرا، الذي تسبّب بوفاة العشرات، في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وعجز الإدارات المحلية والمنظمات عن وقف تفشيه، الذي انتشر بكثرة في مخيّمات المهجّرين التي تفتقد إلى شروط النظافة، فضلاً عن نقص المياه الصالحة للشرب، والتلوّث الناجم عن مشكلات في شبكات الصرف الصحي.