بدأت محاكمة السوري محمد نزار أرنبة (30 عامًا)، بطلب عقوبة السجن المؤبد المشدد، لتسببه في وفاة صديقته الروسية أناستاسيا إميليانوفا (33 عامًا)، بعد أن قطع ساقها بقطعة زجاج خلال شجار حول الطعام.
ووقعت الحادثة في شقة بمبنى من أربعة طوابق في ولاية أرضروم في شمال شرقي تركيا، والروسية أناستاسيا إميليانوفا كانت قد انتقلت إلى تركيا واستقرت في أرضروم بعد الحرب الأوكرانية الروسية، وبدأت العمل كموظفة تكنولوجيا المعلومات في إحدى الشركات.
وكانت إميليانوفا قد تعرفت على محمد نزار أرنبة، الذي يعمل في مقهى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل 8 أشهر من الحادثة. وبدأ الاثنان في التواصل واللقاء بانتظام.
وفي مساء 20 أيلول من العام الماضي، نشب خلاف بين الاثنين. وبعد بضع ساعات من الجدال الذي سمعه سكان البناء، ذهب محمد نزار أرنبة إلى جاره في الطابق السفلي، مبلغًا عن إصابة أناستاسيا إميليانوفا وطلب المساعدة. فأرسلت بلاغات إلى الشرطة وفرق الإسعاف التي وصلت فورا إلى الشقة.
وعند دخول الشقة، تبين أن إميليانوفا قد فارقت الحياة بسبب فقدان الدم. نُقل جثمان الشابة إلى معهد الطب الشرعي في أرضروم، في حين تم اعتقال محمد نزار أرنبة من قبل فريق جرائم القتل والسطو بمديرية أمن المقاطعة وتم إرساله إلى السجن. وتم إرسال جثمان إميليانوفا المتوفاة بالطائرة إلى بلادها.
لم يُعتَدّ بدفاعاته
في اللائحة الاتهامية التي أعدّت لمحمد نزار أرنبة، بُدئت القضية أمام محكمة أرضروم الابتدائية الأولى للجنايات الخطيرة. وورد في اللائحة الاتهامية أن أرنبة اعترف بارتكاب الجريمة خلال استجوابه في الشرطة، ولكنه نفى ذلك في إفادته أمام النيابة العامة. وذُكِر أن دفاعاته كانت محاولة للتهرب من تهمة "القتل العمد ضد امرأة"، لذلك لم يُعتَدّ بتصريحاته.
وأشير في اللائحة - بحسب ما أوردته وكالة DHA التركية - إلى أنه "من شهادات الشهود ومن الأدلة الأخرى، تبين بوضوح أن الجريمة قد ارتُكبت. فبعد عودته من العمل في يوم الحادث، رفض أرنبة تناول الطعام الذي أعدّته المجنيّ عليها، مما أدى إلى نشوب نقاش بينهما، ثم دفعها، فسقطت على طاولة زجاجية في الصالة وانكسرت، وتسبب كسر الزجاج في إصابة إميليانوفا في ساقها اليسرى، ثم استخدم أرنبة قطعة الزجاج المكسورة ليطعنها في ساقها، مما أدى إلى وفاتها، مرتكبًا جريمة القتل العمد ضد امرأة".
المتهم ينفي تهمة القتل العمد
صرّح المتهم محمد نزار أرنبة في إفادته أمام النيابة أن الحادثة وقعت عن طريق الخطأ، مدعيًا أنه لم يرَ أناستاسيا وهي تتأذى، ولو كان قد رآها لساعدها، وأنه بعد الشجار غادر البيت غاضبًا ومشى لمدة ساعتين ونصف تقريباً، وعندما عاد إلى البيت رأى أن أناستاسيا قد أصيبت نتيجة السقوط وطلب المساعدة من الجيران.
"نطلب العقوبة بأقصى حد"
بدورها، شاركت المحامية بيغوم أوسما، إحدى المحاميات التطوعيات في جمعية "أولاً الأطفال والنساء" والمسجلة في نقابة المحامين في إسطنبول والتي تتولى تمثيل عائلة أناستاسيا إميليانوفا، آراءها حول اللائحة الاتهامية.
وقالت أوسما لوكالة DHA: "كانت أناستاسيا امرأة تعمل في مجال حقوق المرأة، تقول صديقات أناستاسيا إن المتهم كان يتواصل مع أناستاسيا بهدف الانتقال إلى الخارج وأنه استخدمها في هذا الصدد. لا نعلم ما إذا كان هذا هو سبب الجدال بينهما، نحن نتأمل أيضاً في احتمال أن يكون القتل قد تم بدافع الانتقام، هناك جريمة قتل وحشية قد وقعت. سيتضح هذا خلال مرحلة المحاكمة. نطالب بمعاقبته بأقصى حدّ ومن دون أي تخفيض".