رفض القضاء الهولندي الإفراج "وفق شروط" عن المحقق السابق في ميليشيا الدفاع الوطني المعتقل في هولندا رفيق القطريب لوجود "شكوك قوية في ارتكاب جرائم جنائية خطيرة جداً".
وعقدت جلسة الاستماع العامة للمتهم في محكمة لاهاي يوم الثلاثاء من دون حضوره، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
رفض الإفراج عن المتهم
ووفقاً لمحاميه، فهو لا يستطيع الحضور، وطلب من المحكمة إطلاق سراح الرجل "وفق شروط" لأنه لا يستطيع تحمل البقاء في الزنزانة بسبب "اضطراب ما بعد الصدمة" الذي يعاني منه.
ورفضت المحكمة هذا الطلب، ويرجع ذلك إلى وجود "شكوك قوية في ارتكاب جرائم جنائية خطيرة جداً"، وفق ما ذكر موقع "أومروب" الهولندي.
وفي عامي 2013 و2014، كان القطريب رئيساً لقسم الاستجواب التابع لقوات الدفاع الوطني في مدينة سلمية، غربي سوريا، بحسب النيابة العامة، وفي عام 2021 وصل إلى هولندا وحصل على حق اللجوء وفي العام الماضي استقر في دروتن مع عائلته.
أدلة "موضع شك" والمتهم "ضحية"!
تعقب فريق الجرائم الدولية التابع للشرطة ووزارة العدل في هولندا المتهم بعد بلاغات ضده، وجمعت العدالة إفادات من عدد من الشهود حول ممارسات التعذيب والعنف الجنسي الخطير، بما في ذلك الاغتصاب.
ووفقاً لمحامي القطريب فإن الأدلة ضد موكله تتكون بشكل شبه حصري من أقوال الشهود ومصداقيتها "موضع شك"، على حد قوله.
ويقول المحامي إن المتهم نفسه كان "ضحية" لقوات الدفاع الوطني، التي زُعم أنها سجنته في وقت ما في قبو، بين جثث الأشخاص الذين تم إعدامهم ثم عذبته، و"جسده مليء بالندوب".
المحكمة تريده أن يمثل أمامها
وتريد المحكمة أن يمثل المتهم أمام المحكمة خلال مهلة قصيرة حتى يمكن الاستماع إليه بشأن إمكانية إيداعه في مركز "بيتر بان"، وهو مركز مراقبة للطب النفسي الشرعي تديره وزارة الأمن والعدل، حيث يتم مراقبة المشتبه فيهم بارتكاب جرائم في هولندا للتأكد مما إذا كان يمكن تحميلهم المسؤولية الكاملة عن المشتبه بهم.
وتتوقع النيابة العامة الهولندية ألا يكتمل التحقيق قبل فصل الخريف من عام 2024.
ويقدر عدد ضحايا المتهم بـ"المئات بين معتقلين ومهجرين وقتلى" بحسب ما قال أحد الشهود في القضية لموقع تلفزيون سوريا.
وفي وقت سابق، كشف عدد من ضحايا القطريب "شهادات مروعة" عن بعض من جرائمه التي ارتكبها خلال الحرب في سوريا.
وقال أحد الشهود بالقضية لموقع تلفزيون سوريا إنه كان شاهداً على انتهاكات القطريب بحق كثيرين "تعذيب وتحرش جنسي واغتصاب لإحدى المعتقلات".
وبحسب الشاهد فإن القطريب كان يعطي التعليمات "لعمليات الخطف والمقايضة والتعذيب وكان يتّبع عدة طرق في تعذيب المعتقلين: حرق المعتقلين بالبنزين ومادة السبيرتو أو الكحول واغتصاب المعتقلات"، وقال إن "رفيق القطريب هو من أشرف على تعذيبي وتسبب بكسر أضلعي وكسر بعض أسناني".
وقبل أسابيع، طالب جيران المتهم السلطات الهولندية بترحيله من الحي معبرين عن صدمتهم بعد سماعهم بما ارتكبه من جرائم في سوريا.
واعتقلت السلطات الهولندية خلال الأعوام الماضية عدداً من عناصر تابعين لميليشيات قاتلت إلى جانب النظام في البلاد بعد أن وصلوا إليها بصفة "لاجئين".
وكان "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" قد كشف لموقع تلفزيون سوريا سابقاً عن وجود أربعة ملفات أخرى لـ"مجرمي حرب" لدى الشرطة الهولندية مقدمة منذ نهاية عام 2020.
وعلى مدار العشرة أعوام الماضية، فر عشرات الآلاف من السوريين إلى هولندا هرباً من الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن التي ثارت ضد حكمه وتفاجأ عدد منهم بوجود "جلاديهم" السابقين في البلاد وسط مطالبات من قبل الجالية السورية في البلاد بملاحقتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب.