ملخص
- القضاء الهولندي يحدد موعد مثول الفلسطيني السوري مصطفى الداهودي أمام المحكمة.
- يُتهم الداهودي بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" والانتماء لميليشيا "لواء القدس" في سوريا.
- اللائحة الاتهامية تشير إلى تورطه في اعتقال وتعذيب مدنيين وعمليات اعتقال عنيفة.
- هذه المحاكمة الثانية في الاتحاد الأوروبي لفلسطيني سوري يُتهم بجرائم حرب.
- المحاكمة تستند إلى مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح بمحاكمة جرائم الحرب خارج بلد الحدث.
أعلن القضاء الهولندي تحديد يوم 30 تشرين الثاني الجاري موعداً لمثول اللاجئ الفلسطيني السوري، مصطفى الداهودي، للنظر في محاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في سوريا، وانتمائه لميليشيا "لواء القدس" ومشاركته في أنشطتها
ووفق نص لائحة الاتهام التي قدمها الادعاء لمحكمة لاهاي، كان المشتبه به عضواً في ميليشيا "لواء القدس" الفلسطينية، التي كانت تعمل عن كثب مع أجهزة المخابرات التابعة للنظام السوري والقوات المسلحة الروسية.
وذكرت لائحة الاتهام أن الداهودي متورط في عملية اعتقال عنيف لشخص مدني من منزله، في كانون الثاني 2013، وتعرض لاحقاً للتعذيب في سجن يتبع المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، وأن هناك مؤشرات قوية على تورطه في عملية اعتقال عنيفة أخرى.
وفي حين أعدت النيابة العامة الهولندية ملفاً متماسكاً يمكن الاستناد إليه في الحكم على المتهم، ستتيح المحكمة للداهودي ومحاميه، خلال الجلسة، فرصة للدفاع عن نفسه والتعليق على التهم الموجهة له.
وجاء اعتقال الداهودي، بناء على شكوى قانونية، تقدم بها "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، حيث قام فريق الجرائم الدولية لدى الشرطة الهولندية بإلقاء القبض عليه في مدينة كيركراده جنوبي هولندا، وإحالته إلى قاضي التحقيق بتهم تتعلق بالاشتباه بارتكابه "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في سوريا.
ويرفض الداهودي التهم الموجهة له، معتبراً أنه انضم بالفعل إلى "لواء القدس" بهدف "الدفاع عن المكان الذي ولد وترعرع فيه"، وفق محاميه، الذي رفضت محكمة لاهاي التماساً قدمه للإطلاق سراحه في 11 تشرين الثاني 2022.
من هو مصطفى الداهودي؟
ينحدر الداهودي، 35 عاماً، من مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب، وانضم إلى "لواء القدس" في العام 2013، وعمل مساعداً لقادته الميدانيين، وبشكل خاص قائد اللواء ومؤسسه محمد السعيد، وشارك في عمليات الميليشيا في إطار قمع المتظاهرين بداية الثورة السورية في حلب.
ويتهم ناشطون حقوقيون الداهودي ببيع أسلحة ثقيلة لـ "تنظيم الدولة" وأسلحة روسية لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، وذلك خلال عمله مع الميليشيا، الأمر الذي أدى لخلاف مع قائد اللواء، وفق ما نقلت "مجموعة العمل لأجل فلسطيني سوريا".
وكان الداهودي يمتلك مستودعات ممتلئة بالمسروقات، ويمتلك شقة في الشارع الجنوبي لمخيم النيرب، تحتوي على أسلحة وذخائر وقذائف هاون صاروخية، أصيب أحد العمال في منزله نتيجة انفجار إحداها في العام 2016، ما دفع بقيادة "لواء القدس" لإصدار مذكرة توقيف بحقه بتهم تتعلق بالقتل الميداني والسرقة، دون الإمساك به.
وفي العام 2020، استطاع الداهودي الإفلات من "لواء القدس" وأجهزة النظام الأمنية ودخول الأراضي التركية، لينتقل بعدها إلى اليونان، ومن ثم إلى هولندا، حيث استطاع لم شمل عائلته هناك.
المحاكمة الثانية لفلسطيني سوري ارتكب "جرائم حرب"
يشار إلى أن هذه المحاكمة هي الثانية من نوعها لفلسطيني من سوريا شارك في "جرائم الحرب" ضمن ميليشيا موالية للنظام السوري في الاتحاد الأوروبي، حيث اعتقلت السلطات الألمانية، في آب 2021، موفق دواه، وهو عنصر سابق في ميليشيا "حركة فلسطين حرّة"، ووجه له مكتب المدعي العام الفدرالي الألماني تهمة ارتكاب "جرائم حرب" في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.
وسبق أن دانت محاكم هولندية عدداً من السوريين بجرائم حرب، لكنهم كانوا أعضاء في المعارضة وجماعات إسلامية في سوريا.
ويجري نظر مثل تلك القضايا في هولندا وفق مبدأ "الولاية القضائية العالمية" أو "الاختصاص القضائي العالمي"، الذي يتيح الملاحقة القضائية في الخارج لجرائم الحرب المشتبه بها أو الجرائم المحتملة ضد الإنسانية، إذا لم تتسن إقامة المحاكمة في البلد الذي يُعتقد أنها ارتُكبت فيه.