ذكرت صحيفة بريطانية، أن الجيش السوادني اقتحم منازل سياسيين وإعلاميين واعتقلهم، وقد أصبح هذا المشهد مألوفاً في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى منذ إعلان الانقلاب العسكري يوم الإثنين الماضي.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن ناشطين سودانيين قولهم، إنه في أقل من أسبوع تم اعتقال العشرات من الرافضين لقرارات الجيش الأخيرة بمن فيهم وزراء وصحفيون وناشطون شاركوا في تنظيم الاحتجاجات في الشوارع.
ولفتت إلى أن من بين المعتقلين في الموجة الأولى "ياسر عرمان، المستشار السياسي لرئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، المحتجز الآن تحت حراسة مشددة في منزله، وأخوه غير الشقيق مجيب الرحمن".
وقال فتح عرمان، شقيقهما الأصغر، للصحيفة: "تم أخذهما حفاة ووضع أقنعة على وجهيهما"، مضيفاً أنه "تم القبض على مجيب وهو ليس حتى سياسياً، لقد أخذوه، وأخذوا بعض أوراق ياسر".
واستهدفت الاعتقالات مدير صحيفة الديمقراطي، الحاج ورّاق، يوم الخميس، من منزله بالخرطوم، كما تم القبض على فايز السليك، المستشار السابق لرئيس الوزراء، بعد إجراء مقابلة مع قناة الجزيرة.
احتجاز صحفيين
وقالت زوجته مروة كامل: "أخذوه من مكتب القناة خلال المقابلة، لأنه دان الانقلاب. أعتقد أنهم أرادوا منه أن يقول شيئاً يرضيهم لكنه رفض أن يفعل ذلك".
وأضافت: "لم أتمكن من التحدث إليه لكني أعتقد أنه نُقل إلى أحد سجون قوات الدعم السريع"، مضيفة "أنا قلقة جداً. إنه يعاني من الربو ومشكلات أخرى في التنفس.. لم تكن لديه فرصة لأخذ أدويته معه".
وفي حين جرى إطلاق سراح بعض الصحفيين المعتقلين الذين تم احتجازهم من مكاتبهم في وقت لاحق، لا يزال العديد من الصحفيين الآخرين في عداد المفقودين.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن العثور على أخبار المعتقلين أصبح أمراً معقداً، مع استمرار قطع الإنترنت منذ يوم الإثنين الماضي.
وبحسب لجنة حماية الصحفيين، فإن ماهر أبو الجوخ، مدير عدة برامج إخبارية وسياسية على قنوات التلفزيون الحكومية السودانية، كان من بين المعتقلين.
وأكدت عائلات بعض المعتقلين أن أبناءهم تعرضوا لأعمال عنف أثناء عملية الاعتقال، في الوقت الذي أشارت مصادر أخرى إلى أنه تم اعتقال القيادي في حزب الأمة، صديق الصادق المهدي، من منزله مع حارسه بعد تعرضه للضرب.
وقالت شقيقته زينب: "نحن قلقون عليه ولا نعرف كيف عومل ولا من أخذه أو مكانه"، مضيفة أنه "نحن نعلم فقط أن بعض المسلحين في ثياب مدنية جاؤوا ووضعوا بنادقهم على رأس سائقه قبل أن يدخلوا منزله".
وفي سياق متصل سبق أن ذكر مصدر طبي سوداني، أن شاباً يبلغ من العمر 22 عاماً توفي متأثراً بجراحه، وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى خلال أربعة أيام من الاحتجاجات إلى 11 شخصاً وعشرات المصابين، بحسب وكالة "رويترز".
ويوم الإثنين الماضي، أعلن البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك (أطلق سراحه في اليوم التالي)، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية.