icon
التغطية الحية

العُطل الإجبارية في إيران وسوريا.. ماذا تخفي وراءها؟

2023.08.03 | 16:03 دمشق

العُطل الإجبارية في إيران وسوريا ماذا تخفي وراءها؟
ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة طهران ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعلنت إيران، تعطيل جميع الدوائر والمؤسسات الرسمية لمدة يومين، بدءا من الأربعاء، بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وسط توقعات بأن تصل درجات الحرارة إلى 51 درجة في بعض المناطق في الـ 24 ساعة المقبلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادوري جهرومي، في تغريدة نشرها على "تويتر"، الثلاثاء، إن وزارة الصحة قررت عطلة ليومين هذا الأسبوع، من جراء ارتفاع درجات الحرارة "بشكل غير مسبوق" في البلاد.

وأضاف أن مجلس الوزراء وافق على عطلة لجميع المؤسسات في عموم إيران يومي 2 و3 آب/أغسطس.

ولكن تبدو المبررات الحكومية غير مقنعة للإيرانيين، في وقت تذكّر فيه قرارات العُطل المفاجئة في إيران، بالعُطل التي فرضها ويفرضها النظام السوري لفشله في تقديم الخدمات للسوريين في مناطق سيطرته.

طهران

تقول صحيفة نيويورك تايمز إن إيران ببساطة ليس لديها ما يكفي من الغاز الطبيعي، أو شبكة كهرباء قوية بما يكفي، للحفاظ على جميع الأضواء على الرغم من أنها تحتفظ بثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم.

وكما أشار السكان المتشككون من القرار الإيراني، يعاني كثيرا من حرارة شديدة كل عام خاصة في الجنوب، الذي عانى بالفعل من درجات الحرارة المنهكة هذا الصيف.

وقال عامل في محل لبيع الكتب يبلغ من العمر 42 عاما يُدعى نيما في العاصمة طهران: "لا أشعر بأي اختلاف في درجة الحرارة على الإطلاق.. هذا ليس غير مسبوق أبدا".

من المؤكد أن درجات الحرارة كانت أعلى بكثير من (40 درجة مئوية) يوم الثلاثاء في أكثر من 12 مدينة إيرانية، وفي طهران  من المتوقع أن تصل إلى (ما يقرب من 39 درجة مئوية) في الأيام المقبلة، بحسب الأرصاد الجوية الإيرانية.

ويأتي الإغلاق أيضا في الوقت الذي تم فيه وصف شهر يوليو/تموز بأنه الأكثر سخونة على الإطلاق على الأرض.

إنهاك شبكة الكهرباء في إيران

طهران

لكن شبكة الكهرباء الإيرانية منهكة فوق طاقتها، ولضخ مزيد من الغاز الموجود تحت الأرض وإصلاح الشبكة تحتاج الحكومة إلى الاستثمار الأجنبي والتكنولوجيا، اللذين تم حظرهما منذ سنوات بسبب العقوبات الغربية المفروضة بسبب البرنامج النووي الإيراني.

مهدي قدسي الخبير الاقتصادي في معهد فيينا للدراسات الاقتصادية الدولية، قال إن الحكومة الإيرانية "بين المطرقة والسندان". فهي غير راغبة في الانصياع للغرب وغير قادرة على معالجة الغضب الشعبي الواسع النطاق بشأن التضخم وانهيار الخدمات.

وأضاف قدسي: "الأمر يتعلق بالبقاء، ولا يتعلق بالتقدم". وذكر إجراءات طارئة أخرى قصيرة المدى وقصيرة النظر تتخذها الحكومة، مثل طباعة النقود لسد ثغرات الميزانية، بغض النظر عن التضخم الإضافي الذي قد يسببه ذلك.

أما فيما يتعلق الأمر بالكهرباء، فإن "إيران تتراجع"، ويقول خبراء البيئة في إيران إنه لسد الفجوة لجأت البلاد إلى حرق المازوت، وهو زيت وقود منخفض الجودة وملوث لدرجة أن السكان يشكون من الاختناق بسبب الدخان الأبيض.

العطل في سوريا.. هروب من الفشل الحكومي

في كانون الأول من العام الماضي، أعلنت حكومة النظام، فرض عطلة لجميع الجهات العامة والمدارس لمدة أسبوع كامل، في ظل أسوأ أزمة محروقات تعيشها مناطق سيطرة النظام السوري.

ونشر حساب "رئاسة مجلس الوزراء" التابع للنظام على فيس بوك، بياناً أعلن فيه تعطيل الجهات العامة اعتباراً من يوم الأحد 25 كانون الأول 2022، ولغاية يوم الأحد 1 كانون الثاني، بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية.

وكان مجلس وزراء النظام أعلن عن عطلتين للجهات العامة في 11 و18 من كانون الأول، بسبب عدم وجود المازوت والبنزين في سوريا.

دمشق

وانتشرت حينئذ على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات تسخر من فرض النظام السوري عطلة ليوم إضافي في جميع الدوائر الرسمية والمدارس، في محاولة لتقنين المحروقات بظل أسوأ أزمة وقود تشهدها البلاد، مطلقين عليها اسم "عطلة عيد البنزين".

أما من ناحية الحرارة، فقد توقعت مديرية الأرصاد الجوية، أن تكون سوريا مقبلة على مركزية فصل الصيف خلال شهري تموز وآب، وتوقّعت حدوث ارتفاعات جديدة في درجات الحرارة قد تصل إلى 40 درجة، ومع ارتفاع درجة الرطوبة سيكون الشعور مزعجاً.

وحذرت الأرصاد الجوية من حدوث الحرائق في الغابات والمناطق الحراجية والأراضي الزراعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشددة على ضرورة عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر.

دمشق

وفي 12 من تموز الماضي، سجلت العاصمة دمشق وضواحيها انقطاعاً شاملاً في التيار الكهربائي إثر عطل فني أصاب الشبكة، في ظل وضع مترد جداً بما يخص الكهرباء في مناطق سيطرة النظام وانقطاعها لما يصل إلى 22 ساعة في اليوم.

ويبدو أن العطل الإجبارية في سوريا وإيران أصبحت وسيلة للتهرب من تقديم الخدمات للمواطنين في كلا البلدين، حيث تعيش سوريا انهيارا اقتصاديا لا تستطيع إيران حمله مهما حاولت التهرب منه، بعد أن أثقلتها العقوبات الغربية والأميركية.