باتت أسواق دمشق قبيل قدوم عيد الأضحى للفرجة فقط، خصوصاً بعد رفع حكومة النظام لأسعار المواد الأساسية كالرز والسكر والخبز والمازوت والبنزين وغيرها.
وذكرت صحيفة (البعث) الموالية للنظام أن "موجة ارتفاع الأسعار التي طالت السلع والمنتجات الضرورية قبيل عيد الأضحى سبّبت انحساراً بطيئاً في عمليات الشراء، إذ بات المواطن يفاضل بين الأولويات التي يتعيّن عليه شراؤها، وباتت بعض الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود تتجهز للعيد في إطار محدود وضيق جداً".
وأوضحت الصحيفة أن "الناس تتجوّل في الأسواق للفرجة لا للشراء، باستثناء بعض الأسر التي تتسوق دون حساب للأسعار المرتفعة وحتى غير آبهين بما سيدفعونه"، مشيرةً إلى أن "بعض الأسواق بدت شبه خالية، ما شجع أصحاب البسطات والمحلات الشعبية للترويج لبضاعتهم المعروضة والتي تناسب أسعارها بعض الأسر".
وأضافت أن "محلات الألبسة الأخرى في الصالحية وسوق الحميدية وغيرها تعلن عن تخفيضاتها كلعبة لجلب الزبائن، حيث يضع بعض التجار موظفاً خارج المحل لجلب الزبون، وهناك بعض أصحاب المحال امتهنوا طريقة القطعة المجانية مقابل الشراء وجميعها طرق للربح والتلاعب بأعصاب وحاجات الناس الفقيرة، وبطريقتهم يكسبون الزبائن ولو خفضوا القليل من الأسعار".
وقال الخبير الاقتصادي نزيه بيازيد "بغض النظر عما إذا كانت التخفيضات المعلنة قبل العيد وبأي مناسبة على الألبسة وغيرها وهمية أم حقيقية، فإن الأسعار تبقى غير عادلة ولا متكافئة".
وتساءل بيازيد "كيف يمكن خفض أسعار المنتج بنسبة تصل إلى 30 في المئة، علماً أن هامش الربح المسموح به من جانب الجهات العامة والمرجعيات الصناعية والتجارية يتراوح بين 20 في المئة و30 في المئة؟ ولذا فإن نسب التنزيلات المغرية خير دليل وبرهان على أن هامشاً كبيراً من الربح يصل إلى جيب صاحب المتجر خلال العيد من التسوق".
من جهته معاون وزير التجارة الداخلية في حكومة النظام جمال شعيب ذهب إلى تبرير ارتفاع الأسعار في العيد بعدة أسباب، "منها العرض والطلب، ومنها حساب تكلفة المنتج الصناعي وارتفاع سعر الصرف وخاصة لأسعار المواد الأولية المستوردة".
وسجلت أسعار الألبسة ارتفاعاً كبيراً مع اقتراب عيد الأضحى في محافظتي درعا والسويداء وذلك بعد زيادة الرواتب التي أقرها رئيس النظام بشار الأسد الأسبوع الماضي وارتفاع أسعار المحروقات الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار جميع المواد في الأسواق.
وقال مصدر محلي لتلفزيون سوريا الجمعة إن أسعار الألبسة ارتفعت "بشكل جنوني" حيث لم يعد بإمكان الأهالي شراء ألبسة العيد لأطفالهم أو لأنفسهم حتى لم يعد بإمكانهم شراء "كسوة" الصيف أو الشتاء، في ظل التفاوت الكبير بين الدخل والمصروف، بالإضافة إلى قلة فرص العمل.
ويتوجه معظم المواطنين إلى "بسطات" الألبسة في أسواق السويداء، وذلك بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بأسعار المحال التجارية، بالإضافة إلى الإقبال على محال "البالة" التي سجلت الألبسة فيها ارتفاعاً أيضاً.
ويعاني الأهالي في مناطق سيطرة النظام من ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية وزاد الأمر سوءاً ارتفاع سعر المازوت إلى أكثر من الضعف والخبز وزيادة الرواتب التي جعلت الأسعار ترتفع بشكل جنوني.