تشهد أسواق طرطوس انقطاعاً لمادة المتة التي تعد المشروب الأساسي والتقليدي لأهالي المحافظة ما تسبب بارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية وباتت بعيدة عن متناول نسبة كبيرة من المواطنين.
"كلو إلا المتة"
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري عن عدد من الأهالي أنه "منذ أيام قليلة، اختفت المتّة من نوع (خارطة) من المحال، في حين يطلب بعض أصحاب المحال الذين تتوفر لديهم المتّة سعراً مضاعفاً بالعبوة".
وأضاف أحد الأهالي: "أمس اشتريت عبوة متّة 200 غرام بسعر 4500 ليرة، وذلك بعد رحلة بحث بين المحال استمرت أكثر من ساعة".
وقال آخر: "نتحمّل انقطاع أي مادة من الأسواق، باستثناء المتّة التي تعد المشروب اليومي الذي نبدأ صباحنا به، ونشربه في أوقات متفرقة خلال اليوم".
ما أسباب انقطاع المتة من الأسواق؟
بدوره، قال مدير "التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في طرطوس، بشار شدّود، إن عدم توفّر مادة المتة في الأسواق كما السابق، سببه العطلة الطويلة خلال عيد الفطر، وأخذ معتمد توزيع المتة في طرطوس والعاملين في المستودع، عطلة إضافية بعد عطلة العيد، ما أدى إلى حدوث قلّة في توفر المادة بالمحال.
وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري قد استبعدت مادة المتة من قرار إيقاف تصدير عدد من المواد لمدة شهرين.
أزمة اقتصادية خانقة
ويعيش الأهالي في مناطق سيطرة النظام السوري أوضاعاً معيشية صعبة وأزمة اقتصادية تتفاقم يوماً بعد يوم، ازدادت حدتها مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
وكان مدير "التخطيط والتعاون الدولي" في "وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل" بحكومة النظام السوري محمود الكوا، كشف في نيسان الماضي، عن ازدياد أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر في ظل ارتفاع الأسعار.