رحّبت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، بقرار محكمة كوبلنز الألمانية بإدانة الضابط السابق في مخابرات نظام الأسد، إياد الغريب، معتبرة أن القرار "انتصار رائع لعشرات آلاف السوريين ضحايا التعذيب والاختفاء القسري، وكذلك للمنظمات السورية والدولية المعنية بحقوق الإنسان".
وفي بيان لها، وصفت المنظمة قرار المحكمة بأنه "تاريخي"، مشيرة إلى أنه "الأول من نوعه فيما يتعلق بالجرائم التي يرتكبها مسؤول حكومي سوري بموجب القانون الدولي".
وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، لين معلوف، إن القرار "يبعث رسالة واضحة إلى حكومة النظام مفادها أن المسؤولين عن الانتهاكات المروعة سيتم تقديمهم إلى العدالة".
وأكدت معلوف أن المنظمات الحقوقية والسورية ساعدت على "ضمان توثيق الجرائم، وإعداد ملفات قانونية للمحاكمة، ولولاها لما كانت هذه المحاكمة ممكنة"، معتبرة أن قرار المحكمة الألمانية، يأتي بعد ما يقرب من 10 سنوات من اندلاع الاحتجاجات السلمية الأولى في سوريا، استخدم النظام خلالها "آليته الوحشية ضد شعبه في مختلف مراكز الاحتجاز والسجون".
ولفتت إلى أنه "طيلة هذه السنوات العشر، تقاعس المجتمع الدولي بشكل متواصل عن اتخاذ إجراءات ملموسة في التصدي للانتهاكات الفظيعة المستمرة، ولمحاسبة المسؤولين عنها".
ودعت المنظمة "مزيدا من الدول إلى أن تحذوَ حذو ألمانيا من خلال التحقيق مع الأفراد المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب، أو جرائم أخرى بموجب القانون الدولي في سوريا، ومحاكمتهم من خلال محاكمها الوطنية بموجب مبدأ (الولاية القضائية الشاملة)".
كما دعت مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الوضع في سوريا على وجه السرعة إلى المحكمة الجنائية الدولية، لضمان أن يقدم للعدالة الجناة من جميع أطراف النزاع، بما في ذلك كبار المسؤولين والقادة الذين يتحملون القدر الأكبر من المسؤولية.
اقرأ أيضاً: ألمانيا.. مجريات جلسة النطق بالحكم على الضابط المنشق إياد الغريب
وشهدت مدينة كوبلنز الألمانية، صباح أمس 24 شباط 2021، إدانة المحكمة الألمانية العليا للضابط السابق في مخابرات نظام الأسد إياد الغريب، بعد اتهامه بـ"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتعذيب معتقلين في فروع النظام الأمنية"، وأصدرت حكماً عليه بالسجن لأربع سنوات ونصف السنة.
ووجدت المحكمة أنّ "الغريب" ساعد في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بناء على قانون الجنايات الدولية والقانون الجنائي الألماني وقانون العقوبات الألماني، وبذلك حكمت المحكمة عليه بالسجن لأربع سنوات وستة أشهر مع احتساب المدة التي أوقف خلالها سابقاً، كما يحق له التقدم بالطعن خلال مدة أقصاها أسبوع.
اقرأ أيضاً: فورين بوليسي: كوبلينز تسحق أي أمل للنظام بالتطبيع مع أوروبا
يشار إلى أن محكمة "كوبلنز" غير متعلقة بالحكومة الألمانية، لكن بحسب قوانين حقوق الإنسان في الدستور الألماني، يمكن إثبات انتهاك حقوق الإنسان من خلال الأدلة والشهود، لهذا لا تهدف هذه المحاكمة فقط لإدانة المتهمين، بل لإدانة نظام الأسد بالكامل.
وتعتبر محاكمة إياد الغريب وأنور رسلان أمام محكمة كوبلنز أولى المحاكمات في العالم بشأن التعذيب وجرائم الحرب في سوريا، في سابقة عدَّتْها منظمات حقوقية "علامة فارقة في النضال ضد الإفلات من العقاب".
اقرأ أيضاً: "الولاية القضائية الشاملة" أنياب العدالة في مواجهة مجرمي الحرب