اتهمت الحكومة العراقية، صباح الخميس، التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة" (داعش) الذي تقوده الولايات المتحدة، بأنه تحول إلى "عامل عدم استقرار للعراق"، غداة ضربة أميركية في بغداد أدّت إلى مقتل قيادي في ميليشيا مقربة من إيران.
وقال يحيى رسول المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في بيان، إن الضربات الأميركية "تهدد السلم الأهلي، وتخرق السيادة العراقية، بعد ضربات شنتها واشنطن على الأراضي العراقية ضدّ ميليشيا "حزب الله – العراق" رداً على هجمات طالت القوات الأميركية.
"الضربات الأميركية تدفع الحكومة لإنهاء مهمة التحالف"
وأضاف رسول أن "هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي قت مضى إلى إنهاء مهمة هذا التحالف، الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق، ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع" الإقليمي.
واعتبر رسول أن "التحالف الدولي يتجاوز تماماً الأسباب والأغراض التي وُجد من أجلها على أرضنا".
مُسيرة أميركية تقتل مسؤولين بارزين في مجموعة "كتائب حزب الله" العراقية..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 7, 2024
تعرف إليهما#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/qLlsuqYDNl
وقُتل أبو باقر الساعدي القيادي البارز في ميليشيا "حزب الله" العراقي المرتبط بإيران، في ضربة نفّذتها طائرة مسيّرة أميركية استهدفت سيارته في حيّ حيوي في بغداد مساء الأربعاء.
وكان الساعدي مسؤولاً عن "ملف سوريا العسكري" في ميليشيا "حزب الله – العراق"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في هذ الميليشيا.
أميركا تشن ضربات انتقامية في العراق
وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، في بيان، على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، إن الضربة الجوية جاءت "رداً على الهجمات على جنود أميركيين"، وأدت إلى مقتل قيادي في "حزب الله" كان مسؤولاً عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.
ووسط هذا السياق المتوتر، كان رئيس الوزراء العراقي قد أطلق محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف بهدف تحديد جدول زمني يتيح انسحاباً تدريجياً.
وقبل أسبوع، شنّت الولايات المتحدة ضربات في سوريا والعراق ضد أهداف لقوّات لـ"فيلق القدس"، الوحدة الموكلة بالعمليّات الخارجيّة في "الحرس الثوري الإيراني"، وميليشيات مسلحة موالية لطهران.
وجاءت تلك الضربة رداً على هجوم تعرضت له قاعدة لوجستية للقوات الأميركية، في 28 كانون الثاني، في الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا والعراق، وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وتصنّف واشنطن ميليشيا "حزب الله" منظمة "إرهابية" وسبق أن استهدفت الفصيل بغارات في العراق في الأسابيع الأخيرة.
ويعد "حزب الله – العراق" واحداً من أبرز ميليشيات "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تبنت في الأسابيع الأخيرة عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
ومنذ منتصف تشرين الأول، تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي المناهض للجهاديين في العراق وسوريا، لأكثر من 165 هجوماً.