icon
التغطية الحية

الظروف الاقتصادية تجبر النساء السوريات على العمل في مصر

2024.11.21 | 06:22 دمشق

آخر تحديث: 21.11.2024 | 06:22 دمشق

امرأتان سوريتان تجهزان قاعة الأفراح في إحدى صالات حفلات الزفاف، القاهرة، كانون الثاني/يناير 2024 (تلفزيون سوريا)
امرأتان سوريتان تجهزان قاعة الأفراح في إحدى صالات حفلات الزفاف، القاهرة، كانون الثاني/يناير 2024 (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - القاهرة
+A
حجم الخط
-A

برز عمل النساء السوريات في مصر كضرورة فرضتها الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها اللاجئون السوريون، ولم تعد إعالة الأسرة حكراً على الرجل لوحده.

ونظراً لتحديات اللجوء وصعوبة الأوضاع المادية، اضططرت العديد من النساء السوريات إلى الإنخراط في سوق العمل لتأمين احتياجات أسرهن، خصوصا النساء اللاتي تحولن إلى المعيلات الوحيدات بسبب فقدان الزوج، أو عجزه عن تأمين مصاريف الحياة، أو حتى بسبب الانفصال.

دخلت النساء السوريات سوق العمل في مصر بمجالات عديدة كان أبرزها إعداد الطعام المنزلي والحلويات، والأعمال اليدوية "الكروشيه والتريكو"، بالإضافة إلى التعليم والدروس الخصوصية، وإنشاء وإدارة مشروعات صغيرة.

تولت المرأة السورية مناصب رفيعة في المجتمع السوري سابقا، وحققت إنجازات عديدة ودخلت سوق العمل بتنوع مجالاته، ولكن في ظل حياة اللجوء والصعوبات الاقتصادية أصبح العمل اضطراريا وليس لمجرد تحقيق الذات.

غياب الرجل المعيل

اضطرت العديد من النساء على العمل من أجل تأمين متطلبات الأسرة ومصروفات المدارس وغيرها من الإلتزامات المالية، بسبب غياب المعيل، رب الأسرة، سواء وفاته أو انفصاله عن الأم، أو وجوده في دولة أخرى.

سناء العمر (45 عاما) سورية تقيم في مدينة "ستة أكتوبر"، أم معيلة لولدين، أجبرتها الظروف على العمل وتحمل مسؤوليتهم وحدها.

وصلت سناء وطفلاها إلى مصر مطلع عام 2013، تاركة خلفها زوجا مفقودا، وبيتا مدمرا في منطقة داريا بريف دمشق، وبدأت مشوارها في العمل لحماية أولادها من العوز.

تقول سناء، بعد عام قضيته متنقلة بين منزل أختي وأخي، قررت أن أجد عملا وأنتقل للعيش بمفردي، فوجدت منزلا بالقرب من إخوتي، وبدأت بإعداد حلويات في المنزل وأجريت اتفاقا مع بعض المحال ليشتروها مني.

تضيف سناء، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، وجدت صعوبة في البداية، لأني لم أعمل سابقا في سوريا، ولكن مع الوقت تعودت على العمل ووسعته لأبيع عن طريق الإنترنت وتزايد عدد زبائني ليشمل المصريين والسوريين.

تواجه سناء ظروفا اقتصادية صعبة، ولم تعد تحصل على أي مساعدات من المنظمات الإغاثية الدولية أو المحلية، وكانت قد اُستبعدت السنة الماضية من المساعدات الغذائية التي تقدمها مفوضية اللاجئين في مصر.

وعلى غرار سناء، هناك العديد من النساء العاملات اللواتي فقدن المعيل سواء في الحرب، أو خلال سنوات اللجوء الطويلة.

المشاركة في تأمين متطلبات الأسرة

اختلف دور المرأة في العديد من الأسر السورية بسبب ضنك العيش، والتي كانت تعتمد بشكل كلي على الرجل كمصدر رئيسي للدخل، ودفعت الظروف النساء إلى مشاركة الرجل الأعباء الاقتصادية.

وبعد ارتفاع أسعار الإقامات، وغلاء الإيجارات وأقساط المدارس، لم تعد إعالة الأسرة مهمة الرجل وحده، بل شاركته المرأة لتحمل هذا العبء من خلال العمل سواء من المنزل أو خارجه.

فلك حمصي، (36 عاما) سورية مقيمة في حي العبور تقول، تزايدت الضغوط على زوجي، وبدأت أبحث عن عمل من أجل مساعدته، وبالفعل بدأت أعطي دروسا خصوصية للغة الإنجليزية لبعض الطلاب في منازلهم.

تضيف فلك، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، بعد فترة وجدت مركزا تعليميا سوريا وحصلت على عمل فيه من أجل زيادة دخلي، بالإضافة إلى الدروس الخصوصية.

العمل من أجل تحقيق الذات

لا يرتبط عمل المرأة فقط بتحمل الأعباء، بل تسعى العديد من النساء السوريات في مصر إلى العمل من أجل تحقيق الذات بجانب ذلك، وتختلف المجالات التي برزت بها المرأة السورية، سواء في التصوير، أو الطبخ أو التعليم، أو حتى العمل في مجال إغاثة اللاجئين.

راما كنعان (33 عاما) سورية مقيمة في مصر تعمل في مؤسسة خيرية تدعم اللاجئين، تقول بالإضافة إلى احتياج العمل من أجل المردود المادي، هناك احتياج نفسي من أجل أن تشعر المرأة بأنها تحقق ذاتها وتترك أثرا في الحياة.

تعمل راما في مجال العلاج النفسي مع اللاجئين، وتحاول أن تدعمهم نفسيا من خلال جلسات تعقدها كل فترة تحت رعاية المؤسسة الخيرية التي تعمل لأجلها.

صعوبات ومعوقات عمل المرأة السورية في مصر

تعاني المرأة السورية في مصر من صعوبات عديدة منها:

  • صعوبة العمل في مجال دراستها، سواء كانت محامية أو مدرسة أو أيا كان مجال دراستها.
  • عدم القدرة على التوفيق بين أوقات العمل الطويلة التي قد تصل إلى عشر ساعات والاهتمام بالمنزل والأطفال، مما يخلق لديها أعباء جديدة.
  • غياب الحماية القانونية وحقوق العمل في القطاعات غير الرسمية الذي قد يعرضها للاستغلال والأجور المتدنية.
  • بالإضافة إلى غياب العائد المادي الثابت خصوصا في العمل بمجال الطعام والمشغولات اليدوية، حيث تعتمد على الطلب المحلب مما يجعل الدخل متغيرا.