أجرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسحاً كشفت فيه أن 50 في المئة من السوريين فقدوا إما أصدقاء أو أحد أفراد عائلاتهم، وأنّ واحداً من بين كل 6 سوريين فقد أحد والديه أو تعرض أحدهما لإصابة.
وسلط المسح الجديد للجنة الذي شمل 1400 سوري يعيشون في سوريا ,لبنان وألمانيا، الضوء على الثمن الذي دفعه شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً خلال "الحرب التي حصدت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين وألحقت الدمار والخراب بالمدارس والمستشفيات".
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأربعاء إلى أن شباب سوريا "تكبدوا خسائر شخصية فادحة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات ولا يزال يقع على عاتقهم مهمة إعادة بناء وطنهم الممزق".
وقال فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للشرق الأوسط باللجنة لرويترز إن "إحدى النتائج الصادمة لهذا المسح أننا اكتشفنا أن 50 في المئة من السوريين فقدوا إما أصدقاء أو أحد أفراد عائلاتهم، حيث إنّ واحداً من بين كل ستة سوريين فقد أحد والديه أو تعرض أحدهما لإصابة". وأضاف في مقابلة أجريت معه بمقر اللجنة أن "إعادة بناء البلد ستقع على عاتقهم وهذا أمر غير عادل تماماً".
اقرأ أيضاً: دراسة: 75% من اللاجئين السوريين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة
وأظهر التقرير أن ما يقرب من نصف الشباب السوري فقدوا دخلهم بسبب الصراع وقال إن نحو ثمانية من كل عشرة يواجهون صعوبات من أجل توفير الطعام والضروريات الأخرى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "تعرضت النساء على وجه الخصوص لضربة اقتصادية شديدة حيث أفاد نحو 30 في المئة بسوريا بعدم وجود دخل على الإطلاق لإعانة أسرهن".
اقرأ أيضاً: دراسة لـ "كامبردج" تكشف نتائج صادمة عن أثر الحرب على أطفال سوريا
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كامبردج تأثير الحرب والاضطرابات العسكرية في سوريا على الصحة العقلية للأطفال السوريين، المتمثل بغضبهم وإحساسهم بالصدمة.
وطرح باحثون أسئلة على مجموعة من الأطفال بلغ عددهم 1300 تقريباً من طلاب المرحلة الثانوية في العاصمة دمشق، وكانت تلك الأسئلة حول أثر تعرضهم للنزاع بعد مرور تسع سنوات على الحرب.
واكتشف هؤلاء العلماء وجود آثار سلبية للحرب على أكثر من نصف هؤلاء الطلاب، إلى جانب إصابتهم بنسب مرتفعة من اضطراب ما بعد الصدمة، والغضب الذي يتسبب بحدوث مشكلات، وغير ذلك من المشكلات التي تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية.