ملخص:
- تزايد ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي هذا العام، حيث وصلت المساحات المروية إلى 6989 دونماً معظمها في دوما.
- يرجع السبب إلى سهولة استخدام مياه الصرف وقربها من الأراضي.
- التحذيرات شملت مخاطر بيئية وصحية تشمل تلوث التربة وانتشار أمراض خطيرة كالتيفوئيد والكوليرا.
- احتمالية ارتباط الري بهذه المياه بالإصابة بسرطانات الكبد والمثانة والجهاز الهضمي.
كشفت دائرة الإنتاج النباتي بريف دمشق، عن تزايد ظاهرة ريّ الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي هذا العام، وخاصة في بلدات وقرى الغوطة الشرقية، ما يتسبب بتفشي وانتشار العديد من الأمراض بين سكانها.
ونقل موقع "هاشتاغ" المقرب من النظام السوري عن رئيس دائرة الإنتاج النباتي أحمد مرعي، أن المساحات المروية بمياه الصرف الصحي بلغت 6989 دونماً منذ بداية هذا العام حتى شهر آب الجاري.
وقال مرعي إن معظم تلك الأراضي تركّزت في دوما بمساحة 6288 دونماً، تلتها حران العواميد بمساحة 439 دونماً، وتوزعت باقي المساحة في مناطق الغوطة الشرقية والقطيفة والكسوة وباقي مناطق الريف الأخرى، في حين أن مجمل المساحات المروية بمياه الصرف في العام الفائت بلغت نحو 10600 دونم.
سهولة استخدام مياه الصرف في الري
ولفت مرعي إلى أن السبب الرئيس لاستخدام مياه الصرف الصحي في الري، هو "قربها من الأراضي الزراعية ولأنها متاحة للفلاحين من دون أي عناء يُذكَر، ومن دون الاضطرار لاستخراج المياه من البئر".
وأوضح أن المؤسسة المعنية في "وزارة الموارد المائية" لا تنفذ الإجراءات اللازمة من الكشوف الدورية على مجاري الصرف الصحي وتغطيتها، الأمر الذي يؤدي إلى التجاوز من قِبل بعض الفلاحين بوصفه نوعاً من التوفير لغلاء المحروقات في المقام الأول وسهولة استخدامها في المقام الثاني.
مخاطر بيئية وصحية
وعن المخاطر المرتبطة بري المحاصيل بمياه الصرف، بيّن مرعي أن أبرزها "يكمن في التسبب بخروج الأراضي الزراعية عن تصنيف صلاحيتها للزراعة بسبب التملح وتراكم المواد والعناصر الثقيلة، ناهيك عن التلوث الذي تسببه".
وأضاف أن لها مخاطر صحية عدة لكونها مصدراً للأمراض السارية مثل الزحار والتيفوئيد، والتهاب الكبد والكوليرا والديدان والتهاب الأمعاء. ورجح أن سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
وتشير دراسات وأبحاث عدة إلى أن سرطان الكبد من بين أنواع السرطانات التي قد تكون مرتبطة بالري بمياه الصرف الصحي، نتيجة تراكم المواد السامة والمعادن الثقيلة التي تؤثر في وظائف الكبد.
كما تتسب تلك المياه أيضاً بسرطان المثانة بسبب التعرض لمواد كيميائية معينة مثل الأرسنيك، وسرطان الجهاز الهضمي نتيجة تناول محاصيل ملوثة بمواد كيميائية ضارة، ناهيك عن الإصابة بسرطان الجلد نتيجة التعرض المباشر لبعض المواد الكيميائية الضارة عند التعامل مع التربة أو المياه الملوثة، وفق ما نقل المصدر.