يعاني اللاجئون السوريون في السويد من صعوبة الحصول على تصريح "الإقامة الدائمة" التي تسبق تقديم طلب الحصول على الجنسية، بسبب بعض الشروط التي يصعب استيفاؤها.
ويعد الحصول على "عقد عمل ثابت" من أصعب الشروط للحصول على تصريح الإقامة الدائمة، بحسب ما أفاد عدد من اللاجئين السوريين في السويد لـ موقع تلفزيون سوريا.
ويستطيع اللاجئ الحصول على تصريح "دائم" للإقامة إذا استوفى شروطاً من أبرزها: أن يكون صاحب الطلب بحاجة إلى "حماية اللجوء"، أو يمكنه إعالة نفسه كموظف في السويد أو ضمن عمل خاص (صاحب شركة مرخصة) في السويد، أو أن يكون أحد أفراد أسرة مقيمة في السويد، أو أنه يدرس في المرحلة الثانوية، أو أن يكون بحاجة إلى البقاء في السويد لأسباب "صحية". وذلك بحسب ما ذكر موقع "مصلحة الهجرة" السويدي.
كورونا زادت الأمر سوءاً
يقول "أحمد" أحد أولئك اللاجئين الذين يعانون صعوبة في الحصول على الإقامة الدائمة، لـ موقع تلفزيون سوريا، إنه "من الصعب الحصول على عقد عمل ثابت أو عقد عمل لعامين في ظل هذه الظروف"، مضيفاً أن هناك "بطالة في السويد وأزمة كورونا زادت الأمر سوءاً".
ويضيف أن "معظم فرص العمل المتاحة للسوريين في السويد هي في قطاع المطاعم أو الفنادق أو دور المسنين والعمل في هذه القطاعات متوقف تقريباً بسبب جائحة كورونا".
كما يشير اللاجئ السوري إلى أن "الحصول على عمل بحاجة إلى أن نمتلك شبكة علاقات اجتماعية مع السويديين وهذا ما لا يمتلكه عدد كبير من السوريين في السويد".
بدوره، يوضح "مجد" أنه ليس من السهل الحصول على عقد عمل ثابت "لا سيما أننا لا نتحدث اللغة السويدية بشكل جيد يمكننا من الدخول في سوق العمل".
وأشار أمجد في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا إلى أن "الشعب السويدي بطبيعته ليس اجتماعياً خصوصاً مع الأجانب، ولذا نحن لا نمتلك شبكة علاقات اجتماعية".
أما "علي عايد" فيقول إن "أزمة فيروس كورونا أثرت كثيراً على البلاد وزادت من صعوبات الحصول على عقد عمل ثابت"، مضيفاً أن "معظم الشركات تقدم للاجئين عقود عمل مؤقتة وليست دائمة وفي الفترة السابقة حتى عقود العمل المؤقتة باتت صعبة المنال".
ويضيف عايد: "هناك عقود عمل تسمى (إكتسرا شانصت/ الخدمة المؤقتة) وهي ذات رواتب متدنية جداً ومجال عملها في المدارس ودور المسنين لكن هذه العقود هي مؤقتة لمدة سنة قابلة للتمديد لسنة واحدة فقط وهذه العقود يؤمنها مكتب العمل للاجئين لكنها لا تخولهم الحصول على عقود دائمة أو تعويض من صندوق البطالة".
ويتابع: "كان عدد من السوريين يمتلكون عقود عمل لكن تم إنهاؤها بسبب أزمة كورونا"، لكنه أشار إلى أنه "رغم كل ذلك هناك عدد من السوريين نجحوا في إيجاد فرص عمل جيدة مكنتهم من الحصول على الإقامة الدائمة".
الإقامة في قرى نائية
إضافة إلى ما سبق، يشير عايد إلى وجود صعوبة أخرى تتمثل في "إيجاد بيوت للإيجار في المدن السويدية الكبرى، ولذا على اللاجئ أن يبحث عن سكن في القرى النائية البعيدة عن المدن أو في مدن الشمال السويدي وفي تلك المناطق فرص العمل شحيحة".
ويؤيد علي ما قاله كلّ من أحمد ومجد في أن العمل يحتاج إلى شبكة علاقات عامة مع السويديين و"هذا صعب لا سيما في ظروف كورونا"، ويضيف: "ذلك صعب أيضاً بسبب اختلاف الثقافات وطبيعة المجتمع السويدي التي تميل إلى العزلة والفردية".
"محمد جاسم" يوضح بدوره لـ موقع تلفزيون سوريا أنه "في بداية اللجوء كان لدينا بعض الأصدقاء لكن صداقاتنا لم تستمر وبقيت في الإطار الرسمي"، ويرجع سبب عدم وجود علاقات بين السويديين وعدد كبير من السوريين إلى عائق اللغة.
الشروط
بالإضافة إلى الشروط المذكورة آنفاً، والمنشورة ضمن موقع "مصلحة الهجرة" السويدي، يجب أن تكون شروط وأحكام العمل الخاصة بعقد عمل اللاجئ تتوافق مع الاتفاقات الجماعية السويدية على الأقل أو ما هو متعارف عليه في المهنة، وأن يكون لدى اللاجئ عقد عمل دائم أو عقد عمل لمدة سنتين على الأقل منذ تاريخ اتخاذ مصلحة الهجرة للقرار في طلبه وألا يكون عقد العمل جزئيا.
كما يشترط أن يقوم صاحب العمل الخاص باللاجئ بإبلاغ مصلحة الضرائب بأن اللاجئ يعمل لديه، وأن يكون لدى اللاجئ الترخيص الخاص بممارسة المهنة، أو إذن بممارستها إذا كانت المهنة تتطلب شيئا كهذا.
وفي حال كان عمر اللاجئ أقل من 25 عاماً فيجب عليه إظهار وثيقة تثبت إكماله تعليماً ثانوياً أو ما يعادله من أي تعليم أجنبي، كما يجب ألا يكون عقد العمل مدعوماً بأي نوع من الإعانات الحكومية، كما يمكن لنوعية عقود العمل تحت الاختبار أن تحقق شروط الحصول على الإقامة الدائمة في بعض الحالات، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام.
ويُقدر عدد السوريين في السويد الأن بأكثر من 191 ألف سوري وفي عام 2018 أظهرت أرقام حديثة لمكتب الإحصاء المركزي في السويد أن الجالية السورية أصبحت الأكبر في البلاد ويمثلون 1,7 في المئة من سكان السويد، وذكر مكتب الإحصاء حينذاك أن عددهم وصل إلى أكثر من 189 ألف سوري حاصل على تصريح إقامة أو جنسية.