ساهم السوريون المقيمون في تركيا، بإنعاش الاقتصاد التركي وزيادة النمو في إنتاج الملابس الجاهزة للأطفال الذي استقطب المزيد مِن العملاء المهتّمين، وذلك بفضل هجرة منتجي تلك الألبسة مِن السوريين إلى تركيا.
وكشفت وكالة "الأناضول" التركية في تقرير مرئي، قبل أيام، عن مساهمة السوريين الفاعلة في قطاع ملابس الأطفال الجاهزة، موضحةً أنهم لعبوا دوراً كبيراً في زيادة الإنتاج بنسبة عالية، واستقطاب عملاء جدد لهذا القطّاع.
وأوضح التقرير، أن سوريا كانت تُعد المورد الأكبر لألبسة الأطفال في الشرق الأوسط قبل اندلاع الحرب (التي يشنّها "نظام الأسد" وحلفاؤه على الشعب السوري)، ومع دخول السوريين الأسواق التركية، باتت تركيا مركز اجتذاب عملائهم السابقين، وتحوّلت إليها مهمة تلبية احتياجات الشرق الأوسط.
ونقلت "الأناضول" عن مسؤول إدارة شركة "دوسو دوسي" القابضة (حكمت أرسلان) قوله: إن العديد مِن السوريين شيّدوا معاملهم في تركيا بعد هجرتهم إليها، وأسسوا بفضلها شبكات إنتاج جديدة في هذا المجال، كما استقطبوا عملاءهم السابقين إلى تركيا.
وأضاف "أرسلان"، أن "تركيا تستقبل اليوم آلاف العملاء مِن العراق، وليبيا، ولبنان، والجزائر، كانوا جميعاً عملاءً للمنتجين السوريين قبل اندلاع الحرب في بلادهم، ما أسهم في إنعاش الاقتصاد التركي"، مشيراً إلى زيادة الطاقة الإنتاجية مع تنوّع عملاء قطّاع ملابس الأطفال في تركيا بنسبة (30 %).
وتابع "أرسلان"، أن "نصف تلك الزيادة الإنتاجية في قطّاع ملابس الأطفال، نجمت بشكل مباشر عن المنتجين السوريين، فيما نجم النصف الآخر عن الأتراك، الذين اضطروا لـ تطوير أنفسهم جراء احتدام منافستهم مع السوريين".
في وقتٍ سابق، قال نائب رئيس جمعية رجال ورواد الأعمال السوريين "سياد" (زياد شمعون)، إن قيمة استثمارات شركات أعضاء الجمعية في تركيا بلغت نحو (1.5 مليار دولار)، لافتاً أن الجمعية تأسّست بمشاركة نحو 200 مِن رواد الأعمال السوريين في ولاية غازي عنتاب، وتقوم حالياً بتسويق منتجات أعضائها والمنتجات التركية إلى دول عربية.
وسبق أن أكّد (ديفيد بيزلي) المدير التنفيذي لـ برنامج الغذاء العالمي التابع لـ الأمم المتحدة، مطلع شهر شباط الماضي، أن لـ اللاجئين السوريين دوراً وفوائد كبيرة بدعم الاقتصاد المحلي للدول التي يعيشون فيها.
اقرأ أيضاً.. منظمة أممية: لولا السوريون لـ انهار الاقتصاد اللبناني
كذلك، الكثير مِن المسؤولين الأتراك أشادوا خلال مناسبات عدّة، بمساهمة اللاجئين السوريين في اقتصاد بلادهم منهم رئيس الهلال الأحمر التركي (كرم قنق)، الذي أكّد نمو الاقتصاد التركي نتيجة مساهمة السوريين ومنافستهم في عددٍ مِن القطّاعات كثيفة العمالة، مثل المنسوجات والزراعة والبناء.
يقيم في تركيا - حسب إحصاءات إدارة الهجرة التركية- نحو أربعة ملايين سوري معظمهم يخضعون لـ قانون "الحماية المؤقتة" وينتشرون في جميع الولايات التركية، خاصة القريبة مِن الحدود السوريّة، ونحو 400 ألف منهم يقطن في مخيّمات قرب الحدود داخل تركيا، كما حصل قرابة 90 ألف سوري على الجنسية التركية "الاستثنائية".
اقرأ أيضاً.. حول السوريين.. اجتماع في أنقرة وتوصيات جديدة في إسطنبول
الجدير بالذكر، أن السلطات التركيّة ضيّقت مؤخّراً على السوريين داخل معظم ولاياتها، وعلى وجه الخصوص ولاية إسطنبول، التي شهدت حملة أمنية واسعة ضد السوريين المخالفين الذين يحملون "بطاقة الحماية المؤقتة" (كيملك) صادرة عن ولاية أخرى، وضد غير الحاصلين على البطاقة أساساً، أدّت لـ ترحيل عدد منهم إلى سوريا.