صدمت أم عصام ذات الـ50 عاماً عندما طلبت منها الصيدلانية بدمشق 25 ألف ليرة ثمناً لعلبة المضاد الحيوي (التهاب)، الذي وصفه لها الطبيب لمعاناتها من التهاب الجيوب الأنفية، مشيرةً إلى أنها اضطرت لشراء ظرف واحد فقط حتى لو كان ذلك يخالف تعليمات الطبيب الذي طلب منها تناول علبة كاملة.
إحدى الصيدلانيات بدمشق قالت لموقع تلفزيون سوريا، مفضلةً عدم ذكر اسمها، إن المرضى باتوا يطلبون الدواء بالظرف وليس بالعلبة، لافتة إلى أن ذلك يتعارض مع وصفات الأطباء ومدة العلاج، لكن الغالبية العظمى غير قادرة على شراء الدواء كاملاً وخاصة بعد ارتفاع سعره.
الصيدلاني بدلاً عن الطبيب
وتابعت "عندما يقدم لنا المرضى الراشيتة (الوصفة) التي كتبها الطبيب، يطلبون قبل كل شيء تحديد قيمة الفاتورة، ثم يسألون عن الأدوية الأغلى، فإما يطلبون شراء كميات أقل بالظرف مثلاً (فرط)، أو يستغنون عنها نهائيا، حتى ولو كانت هي العلاج الرئيسي.
قيمة وصفة أم عصام قاربت الـ50 ألف ليرة، إذ تضمنت بخاخات أنفية ومسكنات إضافة إلى دواء الالتهاب، لكنها استغنت عن كل شيء واكتفت بعلبة دواء مسكن سعرها 3000 ليرة، علماً أنها غير مخصصة لمعالجة المشكلة بل تسكين آلامها فقط، بحسب الصيدلانية.
مشكلة أخرى يعاني منها الصيادلة، وهي عدم توجه المرضى إلى الأطباء هرباً من المعاينة التي تبدأ من 10 آلاف ليرة بأقل تقدير في الأماكن الشعبية، فقد تصل كلفة المعاينة مع الدواء لأكثر من 50 – 60 ألف ليرة.
وأكد صيادلة للموقع أن المرضى غالباً ما يطلبون مسكن ألم فقط بالظرف وليس علبا كاملة، أو حقنة من مزيج من المسكنات من غير معرفة سبب آلامهم، ومنهم من يطلب منا وصف دواء واحد لمعالجة آلامهم من دون الاضطرار للكشف أو التصوير أو إجراء التحاليل، ما يزيد من خطورة الأمراض التي يعانون منها.
البيع بـ الحبة في أسواق دمشق
خارج الصيدلية، وعند بائع الخضر تحديداً، حمل ماهر 4 ثمرات من الخيار ووضعها على الميزان، فطلب منه البائع 2000 ليرة أي كل خيارة بنحو 500 ليرة. صدم ماهر وطلب من البائع أن يجعل الحساب 1500 ليرة، ما جعل البائع يبحث عن الثمرات التي يساوي سعرها 1500 ليرة تماماً دون زيادة أو نقصان، وهو أمر مربك، على حد تعبير البائع.
يضيف البائع للموقع قائلاً "بيعنا اليومي بات يعتمد اعتماداً كبيراً على البيع بالحبة" طارحاً مثال البندورة "أغلب مبيعنا من البندورة بالحبة وسعرها وصل إلى 500 - 700 ليرة لكل واحدة بحسب حجمها، إذ يباع الكيلو اليوم بـ5000 ليرة"، مشيراً إلى أن البيع القليل جعلهم غير قادرين على تبديل البضاعة يومياً لعدم قدرتهم على تصريف القديمة منها، ما زاد من الخسائر نتيجة فسادها بعد بقائها لأيام.
عند بائع الألبان والأجبان يطلب شاب بـ2000 ليرة لبنة، ثم يضع البائع مقدار ملعقة في قطعة من النايلون التي يغطون فيها علب اللبن، ليستاء الشاب وتنشب ملاسنة بين الطرفين، واتهم الشاب البائع بالغش وبدوره انهال البائع على الشاب بالإهانات ساخراً من المبلغ الذي طلب الشراء به.
نتيجة ارتفاع أسعار الألبان والأجبان، وغيرها من الغذائيات، يؤكد الباعة أن نمط المبيع بات بحسب المبلغ المالي وليس الوزن، إذ كان يطلب الزبون نصف كيلو أو كيلو من الصنف الذي يرغب، لكنه اليوم بات يطلب بـ1500 صنف و2000 صنف آخر وهكذا حتى يستطيع ضبط نفقاته وشراء الأصناف التي يريد، حتى ولو كانت الكميات قليلة ولا تكفي.
ويعاني سكان العاصمة دمشق من ارتفاع كبير بالأسعار لا يزال يتصاعد بشكل متسارع منذ وقوع الزلزال منذ أسبوعين، وجاء ذلك بالتزامن مع رفع مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة بنشرة الحوالات والصرافة إلى ما يقارب السوق السوداء، وعزوف وزارة التجارة عن إصدار نشرات سعرية دورية لترك السوق يسعر نفسه بنفسه بحسب العرض والطلب.
{"preview_thumbnail":"/sites/default/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/oKhNDFDC2ds.jpg?itok=ipD9J0dt","video_url":"https://www.youtube.com/watch?v=oKhNDFDC2ds&ab_channel=SyriaTV%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":1},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive, autoplaying)."]}