وصلت ساعات التقنين في العاصمة دمشق مع أول يوم في رمضان إلى 20 ساعة قطع مقابل 4 ساعات وصل، ما يعني ساعة وصل مقابل 5 ساعات فصل، بينما بقيت جرمانا الحالة الفريدة التي تتم معاملتها معاملة مختلفة بتقنين ثابت 4 ساعات قطع مقابل ساعتي وصل.
وساء وضع الكهرباء أكثر مع بدء أزمة المحروقات الشديدة الأخيرة التي تحججت السلطات بأن سببها توقف حركة قناة السويس، لكن رغم عودة الحركة في القناة منذ أسابيع، وإعلان القائمين على القناة مرور جميع الشاحنات التي كانت عالقة، إلا أن حكومة النظام لم تعلن عن وصول ناقلات النفط إلا قبل يومين بشكل متأخر، وبقي وضع الكهرباء والمحروقات بشكل عام يزداد سوءاً.
ومع ازدياد سوء واقع الكهرباء في العاصمة، يكاد ينعدم التيار الكهربائي نهائياً في الغوطة الشرقية، وبحسب السكان، فإنهم لا يهتمون بكهرباء الحكومة التي قد لا تأتي إلا ساعة واحدة في اليوم، بينما يعتمدون على الاشتراك بالأمبيرات بـ 2000 ليرة سورية مقابل كل كيلوواط ساعي، بإنفاق وسطي يصل إلى 75 ألف ليرة سورية شهرياً مقابل 24 ساعة كهرباء يومياً.
وكانت محافظة حلب من بين أكثر المحافظات تضرراً بين المحافظات الأخرى، حيث أكد السكان أن بعض المناطق في حلب لم ترَ الكهرباء منذ أيام، بينما وصل التقنين في عموم المدينة إلى أكثر من 22 ساعة، والوصل ساعة صباحاً وساعة مساءاً.
تبريرات وتوزيع عادل لأزمة الكهرباء
مدير كهرباء حمص صالح عمران، أكد قبل رمضان بيوم، أن محطتي كهرباء خرجتا من الخدمة في حمص ما انعكس سلباً على وضع التقنين في جميع المحافظات، مشيراً إلى أن خروج المحطات كان قبل يومين من تصريحه، وهما محطة جندر المجموعة البخارية، ومجموعة دير علي بالكامل، ما اضطر المؤسسة لتخفيض الكهرباء.
وانتقد كثيرون تصريح عمران لأن واقع الكهرباء في تاريخ خروج محطتي التوليد عن العمل، كان أفضل بكثير من اليوم الأول من رمضان، ووجد البعض بالتصريح بأنه مجرد تذرّع لتبرير الواقع.
ونتيجة موجة الغضب الشعبي بسبب الواقع السيئ للكهرباء، أكد مجلس الوزراء على ضمان عدالة التوزيع ومحاسبة المخالفين لبرامج التقنين المعتمدة والقيام بكل ما من شأنه تحسين واقع التيار الكهربائي في المحافظات كافة.
تناقض رسمي وحقيقة مختلفة
وبعد محاولات التبرير السابقة التي لم تجدِ نفعاً، خرج وزير الكهرباء غسان الزامل مساء اليوم الأول من رمضان، محاولاً امتصاص الغضب الشعبي، ليقول إن "المواطنين سيلمسون تحسناً في التيار الكهربائي اليوم الثاني من رمضان"، بينما أكد في اللقاء ذاته أن "زيادة حجم الكهرباء المولدة يحتاج لكثير من الوقت".
وأكد مصدر في وزارة الكهرباء، فضل عدم ذكر اسمه، لموقع تلفزيون سوريا، أن وزارة الكهرباء فصلت محطات توليد وتحويل بشكل متعمد وليس بسبب الأعطال، وذلك للحفاظ على الفيول الذي بدأت الوزارة تستهلك الاحتياطي منه، مشيراً إلى أن واقع التوليد محبط جداً بسبب نقص المحروقات وعدم حصول الوزارة على كميات كافية من الغاز من قبل وزارة النفط.
وأضاف "أن تحسن واقع الكهرباء حالياً مرتبط بواقع الطقس وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى الحصول على كميات إضافية من الفيول والغاز من وزارة النفط، بعد وصول ناقلات النفط الإيراني الأخيرة إلى البلاد".
كهرباء حلب مرهونة بإيران
وكان وزير الكهرباء قد وعد السوريين منذ أسبوعين بعودة التقنين إلى حدود مقبولة، بينما أكد لموقع المنار، وجود أخبار مبشرة بما يخص محطة حلب الكهربائية التي ينفذها الإيرانيون بناء على العقود الموقعة، حيث "ستكون هناك نتائج تعود بالفائدة قريبا على أهالي حلب وصناعييها والمناطق المجاورة التي تستفيد كهربائيا من هذه المحطة".
وأشار الزامل إلى أن حجم الاستثمار الإيراني في قطاع الكهرباء "الفاشل" في سوريا بحسب السكان، حيث أكد لموقع المنار أيضاً أن 124 مليون يورو قيمة العقد الموقع مع إيران لتأهيل عدد من المحطات الكهربائية، كما أن هناك تفاوضاً مع عدد من الدول "الصديقة" لتوقيع عقود في مجال بناء الطاقة المتجددة، والجديد هو التفاوض على محطة ربحية في سوريا، وتوسيع للعديد من منشآت الطاقة لزيادة كميات الإنتاج.